تشير البيانات الرسمية إلى أن الصين سجلت أرقاما قياسية جديدة في عام 2023 لاستيراد النفط الخام، والفحم، وخام الحديد.
ويرى بعض المحللين أن هذا قد لا يعني في الواقع وجود طلب قوي على هذه المواد الأساسية، كما أنها لا تشير إلى حدوث أي تراجع في انكماش الاقتصاد الصيني.
واردات الصين من النفط الخام

وارتفعت واردات الصين من النفط الخام بنسبة 11% في عام 2023، صعودا من 11.28 مليون برميل يوميا في العام السابق.
وتجاوز هذا أيضا الرقم القياسي السابق البالغ 10.81 مليون برميل يوميا، والذي حققته البلاد في عام 2020.
ومع ذلك، كان هذا الرقم في الواقع أقل من توقعات وكالة الطاقة الدولية، التي توقعت زيادة قدرها 1.8 مليون برميل يوميا.
وتشير التقديرات إلى أن البلاد، أضافت حوالي 670 ألف برميل يوميا إلى التخزين في الأشهر الـ11 الأولى من العام.
واردات الصين من النفط الخام

كما ارتفعت واردات الفحم في عام 2023، بزيادة 61.8% عن العام السابق لتصل إلى 474.42 مليون طن.
واحتل خام الحديد، مكانة بارزة غير متوقعة في واردات الصين من السلع الأساسية لعام 2023، مع زيادة الواردات بنسبة 6.6% مقارنة بعام 2022، وبلغ هذا ذروته بإجمالي قياسي بلغ 1.18 مليار طن.
وقال تحليل أجرته رويترز، إن حاجة الصين إلى توليد المزيد من الكهرباء تعني زيادة في استيراد الفحم الحراري، ومع ذلك، فإن هذا قد لا يستمر طويلا.

علاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن طاقة الفحم زادت بشكل رئيسي لأن الطاقة الكهرومائية لم تحقق الإنتاج المتوقع في عام 2023، حيث انخفضت بنسبة 7.1% في أقل من عام.
كما انخفض سعر الفحم الذي تنقله السفن بشكل ملحوظ العام الماضي، وهذا جعلها صفقة أفضل من الفحم من داخل الصين، والذي لم تتمكن البلاد من إنتاجه بالسرعة الكافية لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة
وفي الوقت نفسه، تخطط الصين لإنتاج المزيد من الكهرباء من مصادر أكثر مراعاة للبيئة، ومتجددة مثل الطاقة الشمسية في عام 2024، ونتيجة لذلك، قد ينخفض طلبها على الفحم بشكل كبير.
واردات الصين من خام الحديد

وتشير بعض التقارير إلى أن واردات خام الحديد ارتفعت على الرغم من وجود مشاكل معروفة على نطاق واسع في سوق الإسكان الصيني، ونمو الاقتصاد بنسبة 5.4% فقط.
ومع ذلك، يتوقع المحللون أن يصل إنتاج الصلب في الصين إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2023، وذلك بفضل الأداء القوي لقطاعات مثل تصنيع السيارات ومشاريع البناء وصادرات منتجات الصلب.
ومن غير المؤكد ما إذا كانت الصين ستواصل إنتاج الصلب بهذه المستويات العالية في عام 2024.
ويعتقد الخبراء أن الاقتصاد سينمو على الأرجح بما يكفي ليحتاج إلى المزيد من الصلب، ولكن ليس بالقدر الذي يجعل صناعة الصلب ستزداد بشكل كبير.
ومع ذلك، حتى النمو البسيط قد يعني المزيد من الواردات، والتي لديها القدرة على تسجيل رقم قياسي جديد.
الصين تستمر في استيراد الحديد

هناك أيضا حديث عن أن الصين قد تستخدم المزيد من خام الحديد الأقل جودة هذا العام، حيث أنه منذ أن دمرت جائحة كوفيد-19 الاقتصاد الصيني، قامت مصانع الصلب بتغيير كيفية استخدام وشراء الخام.
ويقول المحللون إنه بينما تحاول الصين استعادة اقتصادها، فمن المرجح أن تستمر هذه التغيرات في خام الحديد. وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يبقى منتجو الصلب في الصين مخزوناتهم من خام الحديد منخفضة لإدارة حالة عدم اليقين في السوق.
وفي الواقع، تستمر معظم المصانع في شراء كميات صغيرة من الخام من الأسواق المحلية في الصين بدلا من جلب كميات كبيرة من الخارج.
وبغض النظر عن أي مزاعم عن انكماش الاقتصاد الصيني، توقعت شركة تعدين خام الحديد ريو تينتو أن إنتاج خامها المنخفض الجودة سيكون أعلى بالفعل هذا العام، وفي الوقت نفسه، قد تستورد الصين أيضا خاما منخفض الجودة من الهند.