يدور معنى اسم شركة أوج للاستثمارات حول العلو أو القمّة. وقد بدأت مرحلة تأسيس الشركة في شهر مارس من 2013، كما افتتحت أولى محلاتها في 2014. تعد أوج للاستثمارات شركة استثمارية لتأسيس وتطوير المطاعم، وهي تسعى إلى أخذ هذه المطاعم من المنطقة العربية إلى الدول المجاورة والعالمية.
فمنذ أن لاحظ منهل نصر، الرئيس التنفيذي لشركة أوج للاستثمارات، افتقار السوق العالمي إلى سلسلة مطاعم بطابع عربي وهو يعمل على تحقيق هذه الفكرة على أرض الواقع، حيث يقول: «تجد في الغرب مطاعماً عربية ولكنك لن تجد سلسة مطاعم عربية. على غرار ذلك توجد العديد من سلاسل المطاعم الصينية أو المكسيكية وهي تملك مئات الفروع، ولكنك لن تجد مطعماً عربياً يملك أكثر من 10 فروع للمطعم نفسه».
إن هذه الخلفية هي التي مهدت الطريق إلى طرح فكرة مطاعم «أوبريشن: فلافل» في سوق دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال بضعة سنوات، حققت هذه السلسلة من المطاعم نجاحاً بارزاً ساعدها على التوسع إلى دول أخرى في كل من المنطقة وحول العالم.
دبي: بيئة خصبة للتجربة
بعد أن وجد نصر فراغاً في سوق المطاعم العربية، اختار دبي لتكون الحاضن الأول لسلسة مطاعم أوبريشن: فلافل، حيث يقول: «اخترنا دبي لأنها توفر بنية تحتية خصبة للاستثمار، لأنها بلد رحب وفيه الكثير من المرافق الممهدة لهذا الأمر، والأهم من ذلك أنها متعددة الجنسيات».
ويوضح: «إن أردت أن تعمل تجربة ناجحة فإنه يتولى عليك تطبيقها على نوعيات مختلفة من الناس، حيث تستطيع أن تعرف ما إن كانت الفكرة التي تقدمها مقبولة من جنسيات كثيرة. وفي تلك الحالة، تكون الفكرة عالمية ويمكنك التوجه بها إلى خارج نطاق الدولة. أما إذا كان تقبلها محصور على فئة معينة من الجنسيات فهذا يعني أنها ليست اختيار الأغلبية».
وهنا يشير نصر إلى أن شركة أوج تخترع الأفكار وتخلقها، وهذا ما تختلف به الشركة عن الشركات الأخرى العاملة في قطاع الأطعمة والمشروبات.
ويقول: «ما يميزنا أننا شركة تقوم بالتجديد الدائم، والتجديد هذا يتم عبر الإبداع. نحن نطور الأفكار، فلا نأخذ فرانشايز أو وكالة لعلامات عالمية من الخارج، بل نحن نطور فرانشايز خاصة بنا ونقدمها للخارج».
ويضيف: «أن تطور فكرة وتنجح بأن تقدمها في نفس الدولة ومن ثم أن تعبر الحدود لتقدمها في دول أخرى ولناس أخرى مع الحفاظ على نفس الطعم ونفس الشعور ونفس اللون يعد تحدياً حبيراً حيث أنه كان مقتصراً على الأسواق الغربية التي نجحت في تقديم هذا النموذج عبر مطاعم الوجبات السريعة من مثل ماكدونالدز وبرجر كنج».
المعادلات المكتملة
ومنذ ابتداء أعمال أوج للاستثمارات وهي تحقق نمواً متزايداً من حيث الميزانية والربحية وعدد الفروع. وقد تعدت بفكرتها «أوبريشن: فلافل» نطاق دولة الإمارات العربية المتحدة في أنها تتوسع إلى كل من المملكة العربية السعودية والبحرين وسلطنة عُمان. كما أنها تؤسس منشآت لها العاصمة واشنطن لتكون أولى محلاتها في الولايات المتحدة، وكذلك هو الحال بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا.
يرى نصر أن سبب النجاح في ذلك التوسع هو أنه «توجد معادلات معينة يجب أن تكتمل، وهي نقاط معينة لا يمكن أن تنجح إذا غفلت عن واحدة منها. والمشكلة الواقعة في الأسواق العربية هي أن القائمين على المطاعم يهتمون بنقطة واحدة فقط من مثل الطعم، ولكنهم لا يدرسون كيف يمكن تقديم هذا الطعم نفسه باستمرار. وهذا هو السبب في تغيّر الطعم في الكثير من المطاعم العربية بعد بضعة أشهر من افتتاحها».
ويوضح نصر أن هذا الأمر يحدث خاصة عندما يكون المشروع فردياً، فما إن نجح المطعم يحاول القائم عليه بأن يفتح فروعاً أخرى منه وغالباً ما يفشل في ذلك لأنه «لم يكن مؤسساً على أساس سليم».
ويقول نصر: «الفرق بيننا وبين ذلك أننا مؤسسة ولسنا مطعماً فردياً. وقبل أن نعمل على أي فكرة نقوم بالأبحاث والدراسات اللازمة حتى نتأكد من أن كل العوامل مناسبة. بعد ذلك تأتي مرحلة الإجراءات والتسويق واختيار اسم المحل وتصميمه، وما إن كان يمكن تطبيقه بأي مكان بالعالم أم هو محصور في دولة ما. فهذا الأمر يتم اختياره قبل الاسم حتى، لأن الشعار له دور في نجاح وقبول المطعم في دول أخرى مثل الصين والولايات المتحدة والسعودية في نفس الوقت، وكذلك هو الأمر بالنسبة للطعم».
ويضيف: «يتم تحديد خطة التوسع وماهياتها على أساس الفكرة أو مفهوم المطعم. فبالنسبة لأوبريشن: فلافل، نحن كنا قد سجلنا العلامة التجارية في جميع أنحاء العالم تقريباً، لأن فكرة هذا المشروع كانت مدروسة بدقة من أجل أن يسافر خارج نطاق دولة الإمارات بعد أن نفتتح بضعة فروع فيها. وبالتالي استندت دراستنا على المقومات التي يحتاجها المطعم للنجاح في دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا وأمريكا».
ويشير نصر إلى نقطة مهمة في افتتاح المطاعم وهي تحديد لغة المخاطبة، قائلاً: «من السهل أن تخاطب جنسية واحدة بلغتها، ولكن إن أردت أن تخاطب عدة جنسيات، عليك أن تختار لغة عالمية يفهمها الكل. وبالتالي يجب أن يكون التصميم عالمي، والقائمة عالمية، وحتى شعار المحل عالمي، وهذا ما قمنا به عندما عملنا أوبريشن: فلافل، وكذلك هو الحال لمطعمنا الآخر كاتش 22».
ويوضح: «بلغة أخرى، نحن لسنا مطعمجية. أي أننا لا نفتح مطعماً وننتظر النتائج التي ستحصل. بل نحن نقوم بتأسيس فكرة المطعم وتطويره والتخطيط له. ونحدد ما الهدف من وراء هذا المطعم، هل هو لدبي فقط أم للخليج أم للعالم؟ وإذا أردنا أن نفتح في دبي فإننا ندرس السوق ونتعرف على ما يحتاجه، وما لغة المخاطبة التي يحتاجها السوق، ونعين شركات استشارات وأبحاث تساعدنا في هذا العمل. ونقوم بتعيين شركة للتسويق، ومن ثم نأتي بالحل الكامل لندرسه بشكل كامل. وبعد ذلك يأتي اختيار المكان وإحضار الشيف المتخصص، علماً بأن كل هذه الدائرة تكلف الكثير من الأموال ولا يمكن لشخص أن يقوم بها لوحده، بل أننا نعملها كمؤسسة أو شركة، وبالتالي حينما نقوم بهذه الخطوة فإننا نركز على إصابة قلب الهدف».
اسمٌ من ألف اسم
لعل أوبريشن: فلافل هو من أنجح المفاهيم والمطاعم التي قدمتها الشركة. ويكشف لنا نصر عن سر اختيار هذا الاسم اللافت للمطعم بأنه «كثيراً ما يتساءل الناس عن هذا الاسم، وهو الأمر الذي خلق شكّاً عندهم، والشك بنى قصة، والقصة أودت إلى الشهرة».
ويقول: «كل هذه الدورة كانت مقصودة، فقد تفردنا باختيارنا هذا النوع من الأسامي على خلاف الأسامي العربية المنتشرة لهذا النوع من المطاعم».
ويضيف: «عندما تقدم مطعماً عربياً بهذا الاسم فإنه يخلق نوعاً من الحيرة بين الناس، والهدف منها هو أن يحصل حوار بين الناس حول الاسم على مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، حيث يصبح هناك منصة لهذا السؤال. وهذا هو الهدف من الاسم».
كما يوضح نصر: «بالنسبة لهذا الاسم تحديداً فهو عبارة عن مقطعين: الأول أوبريشن، والثاني فلافل. المقطع الأول يعكس أن يكون هناك قبول في التقديم وأنه عبارة عن مهمة. بأني لدي مهمة حيث يوجد أمر غير صحيح وعلي تصحيحه أو أمر خرج عن نطاقه وأرغب بأن أرجعه إلى ما كان عليه، وهي مهمة أخذناها على عاتقنا لتصحيحها. فالكلمة الأولى هي الكلمة الجدية في الطرح والتي تعني أن تملك الثقة بإعادة الأمور إلى مجراها. أما فلافل فهي كلمة السهل الممتنع، وقد وضعناها لتجذب الناس. فأي شخص يقرأ كلمة فلافل في أمريكا مثلاً سوف يعرف أنه مطعم عربي، فكلمة فلافل باتت معروفة في جميع أنحاء العالم. وبالتالي ربط الكلمتين مع بعض يؤدي إلى أن يتساءل العربي عن هذا الاسم الغريب، وكذلك هو الحال بالنسبة للأجنبي بحيث يختلف عن أسماء المطاعم العربية المعتادة بل ويحوي شيئاً من لغته».
كما يؤكد أنه «من الواضح أن هذا الأمر حصل ونجح بالفعل، حيث أن عدد الجنسيات التي تأتي إلى مطعمنا تزيد عن 80 جنسية».
التحديات والتوسع السريع
بالنسبة للتحديات التي تواجهها أوج للاستثمارات، يقول نصر: «نواجه التحديات في عالم الأعمال بلا انقطاع. وأول تحدي هو أننا نتعامل مع الزبائن بشكل يومي، والزبون يمثل الإنسان أي أنك لا تستطيع التنبؤ بمزاج وعقلية كل زبون. وعندما تأتينا شكوى من زبون فإن هذا يعد تحدياً وعلينا مواجهته. ونحن نحاول أن نرضي كل الزبائن، ولكن في الواقع درجة الكمالية في هذه النقطة مستحيلة ولا يمكنك إرضاء الجميع».
وبالنسبة للتوسع، يؤكد نصر أن «كل من يملك عقلية إدارية في عالم الأعمال لا يخطو خطوة إلا عندما تكون قدمه الأخرى مثبتة في مكان صحيح».
ويوضح: «لا يجدي التوسع قبل أن تكون الأحوال مستقرة. فعندما أقرر أن أتوسع بمطعم أوبريشن: فلافل على سبيل المثال، يجب ألا يكون عندي شكاوي أو أن تكون الشكاوي محدودة، وأن يكون لدي نظام يساعدني على الطعم والأجواء وخدمة المطعم نفسها إلى مكان آخر. فلا تستطيع التوسع قبل أن تكون قتلت كل التحديات، وبالتالي يجب التعامل مع التحديات جميعها في المرحلة الأولى، ومن ثم يأتي التوسع».
ويضيف: «لا يمر يوم بدون تحد ما، فكلما كبرت أعمالك كلما ازداد عدد الأشخاص الذين تتعامل معهم وبالتالي تزداد نسبة تعرضك للأخطاء. فهي قصة لا تنتهي، ولكن من المهم أن تكون تحديات طبيعية وليست تحديات قاتلة».
وفي تعليقه على تحقيق مطاعم أوج وأبرزها أوبريشن: فلافل وكاتش 22 وأواني نجاحاً سريعاً، يقول نصر: «كان النجاح سريعاً ولكنه مدروس، يوجد فرق كبير بين توسع سريع ومتهور وبين توسع سريع ومدروس».
سوق الفرص المشْبعة
يرى نصر أن الفرص دائماً متواجدة ومتوفرة في السوق، ويقول: «السوق لن ينتهي لأنه يمثل استمرارية الإنسان. فمن ينتهي هو ليس السوق، بل الإنسان الذي يخطو خطوة ولا يعرف ما عواقبها».
ويضرب نصر مثل أن «الكثير من الأطعمة المنتشرة مثل المنقوشة أو الشاورما عمرها مئات السنين، ولكنك ستجد أن بعض مطاعم المناقيش التي افتتحت منذ بضعة سنوات فقط نجحت وانتشرت على الرغم من تواجد مطاعم أخرى أقدم منها تبيع نفس الوجبة لسنوات عدة».
ويوضح: «عندما يؤسس أحدهم فكرة اليوم، فإن أول شيء يأتي مع التأسيس هو أن تعرف من هو منافسك، وأن تعرف ما هي نقاط قوتك في المنافسة، لتعرف ما إن كنت تستطيع أن تطبق هذه الفكرة أم لا».
ويضيف: «إن الخطوات هي أن تدرس السوق وتعرف من منافسك، وتقدم ما تنوي تقديمه ولكن بطريقة أفضل وأقوى، ومن ثم تعمل البحث والتطوير وتصل إلى أن النظرية التي وضعتها صحيحة. وعندما تطلق هذا المشروع وتبدأ بالنجاح ويصبح لك وجود في السوق، فإن هذا يعني أنك لم تبدأ من فراغ، بل بدأت من دراسة على ورق وهذا الورق أتى بنتيجة صحيحة. وبدأت التنفيذ ومن ثم كان التنفيذ مطابق لهذا الورق، وبالتالي أنت رجل أعمال تعمل حسب نظام معين».
ويحذر من أن الكثير من الأشخاص لا يقومون بهذه الخطوات، حيث يقول: «ينعجب البعض بقطاع المطاعم والمشروبات ويقرر افتتاح مطعم بناء على الآراء التي يسمعها من الأفراد، ومن ثم يفتتح مطعماً للمأكولات الصينية على سبيل المثال. وهذا هو الخطأ، بحيث يصرف الشخص كل رأس ماله من أجل افتتاح المطعم ومن ثم يتكشف أن السوق ليس بحاجة إلى مطاعم صينية إضافية، فيفشل المشروع».
وهنا يشير نصر إلى أن «النقطة هي ليست مع من تنافس، بل كيف تنافس. يجب أن يكون لديك استراتيجية المنافسة المناسبة».
دبي والمنافسة المتعددة
يرى نصر أن «سوق الإمارات هو أصعب سوق للتنافس فيه، لأنه سوق كبير وسوق متعدد».
ويقول: «لتأكيد هذه الفكرة، علينا أن النظر إلى المنطقة ككل، فمثلاً تجد أن الجنسيات الموجودة في بلاد الشام هي من أهل البلد ونسبة الأجانب حوالي 10% وهم قادمون من بضعة دول، وقلة ما يستثمر هؤلاء الأجانب بمشاريع خاصة بهم لأنهم عادة ما يأتون إلى البلد كموظفين وما إلى ذلك، وهذا هو الحال بالنسبة لمعظم دول المنطقة».
أما بالنسبة للإمارات، يوضح نصر: «سوق الإمارات مختلف، فهو سوق معطاء. والبيئة المتوفرة فيه هي بيئة تشجع على الاستثمار وتعطي الفرص وتوفر الأرضية لكل الناس للاستثمار والاستمتاع بهذا الاستثمار، وذلك من ناحية البنية التحتية والخدمة والوضع الأمني، فكل هذه الأمور مشجعة على الاستثمار وهذا ما يستقطب الناس. بالتالي يأتي الناس من مختلف الجنسيات ليطبقوا أفكار مطاعم من دولهم مثل كندا أو أستراليا وما إلى ذلك».
ويضيف: «فإذا سألت عن ماهية المطاعم الموجودة في الإمارات ستجد أنها من جميع أنحاء العالم، ومن قام بتأسيسها هم أهلها. وكل الشركات العالمية عندما تقرر أن تفتح مطعما في الخارج فإنها تختار دبي أو دولة الإمارات بشكل عام».
ويرى نصر أن «الإمارات لا تضاهيها أي دولة في العالم من ناحية الأعمال، لأن هذه الدولة توفر كل البنية التحتية اللازمة، سوق الإمارات هو سوق راسخ. وهنا يمكن تطبيق القول الشهير بأن لا تكره اللعبة بل اكره اللاعبين».
كما يشير نصر إلى أن «دبي مول يدخله حوالي 85 مليون زائر في العام الواحد، فإن استعطت أن تجذب 1% منهم، يعني أنك استقطبت 850 ألف زبون، فلو كان إنفاق الفرد بمطعمك بأقل تقدير 20 درهم فإنك تحقق 16 مليون درهم مبيعات سنوياً».
ويضيف: «إذا الأمر يعتمد على الدولة التي ترغب بالاستثمار فيها، وعلى المكان الذي تختار أن تقدم فيه خدماتك للزبائن».
ويشير إلى أن «الإمارات أصعب الدول للمنافسة فيها لأنها متعددة ومفتوحة للكل دون قيود، فكل الناس تأتي للاستثمار. أنت تنافس شركات عالمية وتنافس كذلك أفراداً يملكون رأس مال كبير، سواء كانوا على قدر التصرف بهذه المبالغ الهائلة أم لا. أنت تنافس من يعرف ومن لا يعرف، وكل له طريقته ومعادلته الخاصة».
رفع درجة الكمالية
لا يبدي نصر تخوفاً من أن يأتي أحدهم بفكرة لينافس من خلالها علامات الشركة مثل أوبريشن: فلافل، بل يؤكد: «أنا أنافس نفسي. في كل يوم أفكر بالذي يريد منافستي، وإن وجدت فكرة قد يقدم عليها أحدهم فسوف أكون سبّاق لها».
ويضيف: «ثق تماماً إني أحاول أن أسبق إلى كل باب مفتوح من الفرص، وذلك لأني أقوم بحماية فكرتي».
وبفضل ذلك يقول نصر أن «درجة الكمالية عندنا اليوم عالية ولكني لا زلت أفكر بالخطوة التالية. فنحن عندنا تطور بشكل يومي لأن هناك فريق متخصص في ذلك الأمر. وبالنسبة لشركتنا نحن عملنا فصل، حيث أن أوبريشن: فلافل تعد كياناً بوحدها».
ويضيف: « نحن حرقنا أصابعنا لنصل إلى ما وصلنا إليه. وبعد أربع سنوات، لا يمكن لأحد بعصا سحرية أن يطبق فكرة وينافسني بها غداً بكل هذه البساطة».
النمو على أرضية صلبة
نمت إيرادات الشركة في 2016 حوالي 57% عن 2015، علماً بأنها نمت في 2015 أكثر من 70% عن العام السابق له. وفي العام الجاري، تستهدف الشركة نمواً بنسبة 79%، أي أنها تقريباً تضاعف حجمها في كل عام.
وفي هذا الخصوص يقول نصر: «نحن من الشركات التي تنمو بسرعة، ولكن على أرضية صلبة».
ويرى أن هذا الأمر «يأتي من عدة عوامل. إن كانت الشركة جديدة فإنها سوف تكبر وتنمو ولكن السؤال هو كيف؟ هل تكبر في نفس المحل أم أن المحل هذا يصبح عشرة محلات؟».
ويقول نصر بأن هذا السؤال له جوابين: «الأول أننا نكبر بشكل أفقي ورأسي، أفقياً من خلال عدد الفروع التي نفتحها، ورأسياً من خلال ازدياد مبيعات كل فرع من فروعنا. فالمحل الواحد ليس مثل العشرة محلات».
ويضيف: «الجواب الثاني هو في تميزنا عن غيرنا. فكل عنده أعماله ويحب أن ينمو بشركته ولكننا نملك طريقة بالإدارة مختلفة عن غيرنا، وأعتقد أنها هي سر نجاحنا. نحن نعتبر أن عملنا هذا هو نمط حياة، بدلاً من أن يكون مهنة. فالكثير من الناس يفضلون الفصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية ولكننا لا نقوم بذلك».
أسرار في القيادة
يعترف نصر بأن هوايته الشخصية هي «ممارة الأعمال»، ويقول: «الكثير من الأشخاص يستغربون هذا الأمر، ولكني أحب العمل، وفي أوقات فراغي أفكر في أعمالي».
ويضيف: «يقول لي البعض بأن علي أن آخذ قسطاً من الراحة، ولكني لا أقوم بذلك، فهذه هي طبيعتي. والآن بات فريق العمل الخاص بي يفكر بنفس الطريقة، حتى أصبحت أنا من يطلب منهم أن يأخذوا قسطا من الراحة، ولكنهم يحبون هذا الشيء الآن».
ويرى نصر أنه ليس من السهل أن يكون للشخص الإداري أثر إيجابي على الموظفين، خصيصاً عندما توجد فجوة واسعة في مستوى التفكير وحجم الخبرة. ولكن نظرته لهذه النقطة تختلف، حيث يقول: «لنفرض أنك تملك سيارة فيراري ويمكنك قيادتها على سرعة 360 كم بالساعة مثلاً، ولكن الشارع قد لا يساعدك على ذلك في بعض الأحيان، بالتالي عليك أن تأقلم نفسك بحيث تتحرك بسرعة عالية ومحدودة بحيث يمكن للشارع تحملها».
الصياد والمزارع
يصنّف نصر الأشخاص من حوله في عالم الأعمال إلى «صيادين ومزارعين»، ويقول: «أقرب الأفراد لي في فريق العمل هم الذين يملكون عقلية الصياد. لا شك أن الشخص ذو عقلية المزارع له أهمية حتى أنك لا تستطيع العيش بدونه، ولكنني شخصياً أركز على الصياد بالمرتبة الأولى. وهذه هي شخصيتي، أحب أن يكون الشخص مبتكراً ويأخذ خطوات كبيرة».
ويضرب مثالاً بأن: «أطلب من موظف معين أن يذهب من النقطة (أ) إلى النقطة (ب)، بغض النظر عن الطرق التي سيتبعها، وإذا حان الموعد ولم يصل إلى النقطة (ب) فإني لا ألوم الموظف لأني أنا من اخترته لهذا المهمة وبالتالي يكون اختياري هو الخاطئ، ولن أعتمد عليه في هذا النوع من المهام بالمستقبل. ولكن إن وصل إلى النقطة (ب)، أقوم بالتفكير بمهمة توصله من النقطة (ب) إلى النقطة (ز). ومن هنا أحاول ترفيعه، وهذه هي استراتيجيتي في العمل».
ويقول نصر أنه بفضل هذه الاستراتيجية نجحت الشركة بأن تثبت تواجدها بالسوق، وقد بدأت بـ 150 موظف في العام 2014 وفي أقل من ثلاثة أعوام تجاوزت بعدد موظفيها الألف موظف.
من جهة أخرى، يوضح نصر بأن: «الصياد بكل بساطة هو الشخص الذي يمر بالصعوبات ولكنه يأخذ المزيد من الخطوات إلى الأمام ولا يعود إلى مقره إلا وقد اصطاد ما يريد. أما المزارع فهو الشخص الذي يضع البذرة وينتظر النتائج حتى يحين الوقت المناسب. أما الصياد يجب أن يجد صيده بأي طريقة كانت».
ويضيف: «عندما تصل إلى هذه المرحلة تكون قد تعثرت كثيراً ولكن في كل مرة تقع فيها تتعلم كيف تقف، وفي هذه الحالة فإنك لن تحصل على شيء لم تقم بالحلم به أو تخيله. وتبقى المسألة مسألة وقت. فقد تنجح في تحقيق حلمك بعد عام او اثنين، ولكنك سوف تنجح في النهاية».
ويوضح نصر بأنه «عليك أن تختار المبدأ أو الأسلوب الذي يناسبك. إن أردت أن تكون رجل أعمال عليك أن تلبس رداء رجال الأعمال. وأن تملك رؤية رجال الأعمال».
ويختم بأنه: «شخصياً أرتدي رداء رجال الأعمال، ولا أملك غير هذا الرداء لأنه الوحيد الذي يناسبني».