اختارت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا“، شركة “سبيس إكس” (SpaceX)، التابعة لشركة الملياردير “إيلون ماسك”، لبناء مركبة “قاطرة فضائية” ستسحب محطة الفضاء الدولية، مرة أخرى نحو الأرض.
وأيًا كان الشكل الذي ستبدو عليه مركبة السحب الخاصة بشركة “سبيس إكس”، فيجب أن تكون بدون طيار، حتى لا يضطر أي رائد فضاء للتضحية بنفسه، على غرار الأفلام الهوليودية.
نهاية مؤسفة لمحطة الفضاء الدولية

وعندما تصل محطة الفضاء الدولية، ومركبة سحب ” سبيس إكس”، إلى الغلاف الجوي للأرض، فسوف يحترقان، لكن “ناسا” تتوقع أن يكون خطر سقوط الحطام على الكوكب ضئيلا للغاية، وفقا لصحيفة “ديلي ميل”.
وستكون هذه نهاية مؤسفة لمحطة الفضاء الدولية الشهيرة، التي كانت بمثابة مختبر مداري، وأماكن معيشة لرواد الفضاء من جميع أنحاء العالم منذ عام 2000.
وظلت محطة الفضاء الدولية، موطنا لرواد الفضاء منذ ما يقرب من 25 عامًا، على ارتفاع حوالي 250 ميلًا فوق سطح الأرض.
وكان من المقرر أن يتم تدمير محطة الفضاء الدولية في عام 2030، ولكن وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، قامت بتعزيز خططها حول كيفية القيام بذلك.
“ناسا” تختار “سبيس إكس” لصناعة مركبة سحب

وقالت “ناسا” في بيان لها: “إن اختيار مركبة Deorbit من إنتاج شركة شركة “سبيس إكس” الأمريكية لسحب محطة الفضاء الدولية سيساعد الوكالة، وشركائها الدوليين على ضمان انتقال آمن، ومسؤول في مدار أرضي منخفض في نهاية عمليات المحطة”.
وأضافت:” بينما ستقوم شركة “سبيس إكس“، بتطوير المركبة الفضائية Deorbit، ستتولى وكالة “ناسا” تشغيلها طوال مهمتها”.
ومُنحت شركة “سبيس إكس”، مبلغ 843 مليون دولار (666 مليون جنيه استرليني) لتصميم وبناء مركبة “US Deorbit Vehicle”، والتي يمكن أن تبدو مشابهة لسلسلة Dragon التي تنقل الطاقم، والبضائع.
خطوات “ناسا” سحب لمحطة الفضاء الدولية

والخطوة الأولى في خطة “ناسا”، هي السماح لمحطة الفضاء الدولية بالبدء في “التحلل” في مدارها، مما يعني أنها ستقترب بشكل طبيعي من الأرض بسبب جاذبية كوكبنا.
خلال هذا الوقت، سيؤدي السحب الجوي إلى تقليل المدار من حوالي 250 ميلا فوق السطح إلى 200 ميل، على الرغم من أن هذا سيستغرق بضع سنوات حتى يحدث.
في عام 2030، سيقوم طاقم محطة الفضاء الدولية بالهبوط النهائي إلى الأرض، وسيحضرون معهم أي معدات مهمة.
متى تبدأ مهمة مركبة القطر الفضائية؟

وستستمر محطة الفضاء الدولية في الاقتراب من الأرض، لتصل إلى “نقطة اللاعودة” على ارتفاع 175 ميلا فوق السطح.
وهذا هو المكان الذي سيتعين فيه على مركبة القطر التابعة لشركة “سبيس إكس”، أن تربط نفسها بطريقة ما بمحطة الفضاء الدولية وتسحبها نحو الغلاف الجوي للكوكب.
ومن المأمول أن تحترق الغالبية العظمى من المركبتين الفضائيتين بسبب درجات الحرارة المرتفعة في غلافنا الجوي، لكن يمكن أن يمر بعضها عبره.
وقال الدكتور جيمس بليك، الباحث في الحطام الفضائي في جامعة “وارويك”، إن المهمة يجب أن تضمن أن هذه المادة ستضرب المحيط، وليس الأرض.
مخاطر إصابة الإنسان بالحطام الفضائي

ووفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية، فإن الخطر السنوي الذي يتعرض له أي إنسان حتى ولو كان مجرد إصابة بسبب الحطام الفضائي هو أقل من واحد في 100 مليار.
وهذا أقل بحوالي 1.5 مليون مرة من خطر الوفاة في حادث بالمنزل، وأقل 65000 مرة من خطر التعرض للصاعقة.
وستقوم وكالة “ناسا”، بإخراج محطة الفضاء الدولية من الخدمة في بداية العقد المقبل بسبب الضغوط التي تراكمت على الهيكل بمرور الوقت، فضلا عن تقادم المكونات.
وتقول الوكالة:” تتمتع وحدات محطة الفضاء الدولية والمكونات الرئيسية بقدرة محددة، وبيانات، وبنية هيكلية، قد لا تكون متوافقة مع المنصات المستقبلية”.
ويأتي ذلك بعد عدة تسربات لغاز وسائل التبريد، من محطة الفضاء الدولية في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك تسرب من ثقب غامض يُزعم أنه تم صنعه عمدا.
وبعد دعوات لإعادة محطة الفضاء الدولية، إلى الأرض بأمان للعرض العام أو لإعادة استخدام الأجزاء، وصفت “ناسا”، هذه العملية بأنها “غير مجدية” وأنها “معقدة ومكلفة للغاية”.