أكدت مصادر متطابقة أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يقود الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا سيسلم في وقت متأخر من ليل اليوم الأحد حدود القامشلي كبرى مدن محافظة الحسكة للجيش السوري.
وقال مصدر عسكري لأريبيان بزنس إن الإدارة الذاتية أخلت مقراتها من الكمبيوترات والوثائق والأرشيف ليل اليوم الأحد على وجه السرعة.
ولم يتمكن أريبيان بزنس من معرفة تفاصيل إضافية وما إذا سيستلم الجيش السوري الحدود فقط أم كامل القامشلي التي تعد أكبر مدينة مساحة وسكاناً في شمال شرق سوريا.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية مساء اليوم الأحد أيضاً أن الجيش السوري بدأ في تحريك قواته إلى جبهات القتال في شمال شرق البلاد “لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية”.
وقالت “الإدارة الذاتية” في بيان نشرته في وقت متأخر من مساء اليوم الأحد “لم يكن مشروعنا السياسي في شمال وشرق سوريا يدعو إلى الانفصال بل كنا ومازلنا ننادي بالحوار وحل الأزمة السورية سلميا ولم نعتدي أو نهدد دول الجوار وحتى الدولة التركية، إلا أنها كانت ومازالت تتهمنا بالإرهاب وكان لها دور سلبي فاعل في نشر الإرهاب في سوريا منذ بداية الأزمة السورية وها هي اليوم تعتدي وتغزو الأراضي السورية التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية بدماء أبنائها”.
وأضافت “ارتكبت (تركيا) في الأيام الخمس الماضية أبشع الجرائم بحق المدنيين العزّل وقد تصدت قوات سوريا الديمقراطية لهذا العدوان الغاشم بكل بسالة وشجاعة وسقط الكثير من الشهداء والجرحى للحفاظ على السيادة السورية إلا أن تركيا ماضية في هذا العدوان ولكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين، وهذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى”.
وختمت قائلة “لذلك نهيب بكافة أهلنا ومن كافة المكونات في شمال وشرق سوريا وخاصة المناطق الحدودية أن هذا الانتشار جاء من خلال التنسيق والتوافق مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية”.
ويأتي ذلك على خلفية الهجوم العسكري الذي شنه الجيش التركي منذ يوم الأربعاء الماضي على شرق نهر الفرات وهي المناطق التي يسيطر على أغلبها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي الفصيل السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً مسلحاً في جنوب شرق تركيا منذ ثمانينيات القرن المنصرم في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف من الضحايا.
وسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي تدريجياً على معظم شمال شرق سوريا منذ أن سلمته القوات الحكومية والجيش السوري مقراتهما بأوامر من دمشق في سنة 2012 ليتفرغ الجيش السوري في صراعه مع المعارضة المسلحة التي ظهرت مع بدء الأزمة في البلاد سنة 2011.
وشهدت العلاقات بين الحكومة السورية وحزب الاتحاد الديمقراطي بعض الخلافات، ولكنها وصلت إلى أوجها بعد أن بدأ الحزب الكردي بالتنسيق مع الإدارة والمخابرات الأمريكية والتعاون معهما لمحاربة تنظيم “داعش”.