Posted inأخبار أريبيان بزنسأعمالتواصل اجتماعي

من مهندس إلى مبتكر بقطاع الإعلان، حكاية يزن بسام ومغامرة ياز ميديا

يزن بسام، مؤسس "ياز ميديا"

في مشهد تنافسي لا يعرف الهدوء، يفرض قطاع الإعلان والإعلام الرقمي نفسه كواحد من أكثر المجالات سرعة في النمو وتنوعاً في التحديات. وفي قلب هذا الحراك، برز اسم يزن بسام، مؤسس “ياز ميديا”، الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يبني لنفسه موقعاً متميزاً في سوق يعج بكبار اللاعبين العالميين و الإقليميين.  في هذا الحوار، يكشف لنا عن بداياته، عن المخاوف التي واجهته، وعن رؤيته لدور دبي في صياغة مستقبل الإعلام الرقمي بالمنطقة، وردا على سؤالنا عن الذي دفعه للدخول في عالم الإعلان والتسويق، رغم المنافسة القوية، يجيب بالقول:” منذ وقت مبكر أدركت أن الإعلان ليس مجرد مادة دعائية تُستهلك سريعاً، بل هو خطاب قادر على التأثير وصناعة الانطباع وتغيير السلوك. بالنسبة لي، الإعلان مسؤولية قبل أن يكون مهنة. المنافسة لم تكن عائقاً، بل كانت بمثابة الدافع للبحث عن زاوية مختلفة أقدّم من خلالها رؤية أكثر أصالة وابتكاراً. ما جذبني حقاً هو التحدي: كيف يمكن لوكالة محلية أن تخلق بصمتها الخاصة وسط زحام عالمي.”

كيف وُلدت فكرة “ياز ميديا”؟ هل بدأت كفكرة عابرة أم كخطة مدروسة؟

في عام 2016، صادفت  إعلاناً لدورة في التسويق الرقمي ثمنها دولاراً واحداً. وهذه الخطوة البسيطة  غيرت مسار حياتي  : كنت أدرس الهندسة  ومازلت ابحث عن شغفي  حقيقة، هذا الدولار كان السبب في العثور شغفي الحقيقي ، ومن هنا بدأت رحلتي فعلياً. “ياز ميديا” لم تولد من فراغ، ولم تكن فكرة عابرة. هي حصيلة تجربة عملية  ودراسة مكثفة  حيث لاحظت فجوة كبيرة بين ما يطمح إليه العميل وما يتلقاه بالفعل. السوق كان بحاجة إلى وكالة تنظر إلى العميل كشريك استراتيجي، وليس مجرد مصدر دخل. لذلك، وضعت منذ البداية خطة عمل متكاملة، قائمة على الابتكار والمرونة والقدرة على قياس النتائج. أستطيع القول إن “ياز ميديا” لم تكن مغامرة عشوائية، بل مشروعاً مدروساً بدأ بحلم صغير ثم نما بخطوات محسوبة. في العام المقبل، سنمضي بخطوات أكثر ثقة نحو توسيع أثر “ياز ميديا  ،رؤيتنا أن نكون الحافز الذي يساعد العلامات التجارية على النمو، ليس فقط عبر أدوات التسويق الرقمي، بل عبر صناعة قصص ملهمة تعيش في ذاكرة الجمهور و  نؤمن أن المستقبل ملك للذين يبتكرون، ولهذا نطمح إلى دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي مع لمستنا الإبداعية، لنمنح عملائنا حلولاً تتجاوز التوقعات وتترك أثراً حقيقياً. “ياز ميديا” ستظل شريكاً استراتيجياً، لا يكتفي بالتنفيذ، بل يقود التغيير ويصنع الفارق. ونركز على التوسع في أسواق إقليمية جديدة وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحملات التسويقية و تقديم محتوى مؤثر يعزز ارتباط الجمهور بالعلامة التجارية مع ضمان قياس الأثر وتحقيق عائد ملموس على الاستثمار.

 ما أكبر المخاوف التي واجهتك في بداياتك كرائد أعمال في دبي؟ وهل يكفي الشغف للنجاح؟

أكبر تحدٍّ واجهته في بداياتي كان الانطلاق من الصفر؛ بلا سمعة أو خبرة سابقة، الشغف كان نقطة الانطلاق بلا شك، لكنه وحده لا يكفي. النجاح يحتاج إلى صبر وانضباط وإصرار على الاستمرار حتى بناء الثقة والانطلاق بخطوات ثابتة. الخوف الأكبر كان من مسألة الثقة: كيف يمكن إقناع العملاء بأن وكالة ناشئة قادرة على منافسة أسماء عريقة؟ وكيف أضمن وجود فريق يؤمن بالرؤية نفسها؟ الشغف كان ضرورياً بالطبع، ولكن النجاح يحتاج إلى ما هو أبعد: التزام صارم، مثابرة يومية، وإدارة علاقات مبنية على المصداقية. استطعت تجاوز تلك المخاوف بفضل التركيز على الجودة والوفاء بالوعود. مع الوقت، أصبحت الأعمال المنجزة بطاقة تعريفي الحقيقية، وهذا ما منح “ياز ميديا” مكانتها في السوق.

كيف ترى دور دبي في دعم الإبداع والابتكار في الإعلام الرقمي؟

دبي اليوم أشبه بمختبر مفتوح للأفكار الجديدة، حيث تجمع بين بنية تحتية متطورة وثقافات متعددة تغذي الإبداع وتعزز الابتكار. مع دعم الحكومة المستمر للمشاريع الرقمية وتشريعات مرنة تسهّل عمل الشركات الناشئة، أصبحت دبي منصة إقليمية رائدة، بل أداة لتصدير النموذج الإماراتي إلى الخارج. بالنسبة لي، دبي ليست مجرد مقر عمل، بل فضاء إبداعي يمنح الشجاعة للتفكير أبعد من حدود السوق المحلي. ورغم ازدحام سوق الإمارات بوكالات الإعلان، استطاعت وكالتي التميز بفضل قدرتها على التكيف السريع. ففي 2019، أنتجنا واحداً من أولى الفيديوهات بتقنية CGI في الدولة حملة عيد الحب التي عُرضت على واجهة برج خليفة، وجذبت ملايين المشاهدات، مؤكدين بذلك مكانتنا كمبتكرين حقيقيين في مجال الإعلام الرقمي.

 كيف تنظر إلى التحذيرات من “استيلاء اقتصادي خفي” في قطاع الإعلانات لصالح المنصات العالمية، على حساب الاستثمار المحلي؟

لا يمكن إنكار هيمنة المنصات العالمية على الحصة الأكبر من ميزانيات الإعلان، في وقت يعاني فيه السوق المحلي من ضعف الاستثمار ،  لكنني لا أراه تهديداً بقدر ما هو فرصة لإعادة التفكير ورفع وعي المعلنين بخطورة الاعتماد الكلي على الخارج، وتشجيعهم على دعم الوكالات المحلية القادرة على إنتاج محتوى يعكس الهوية الوطنية. الاستشراف في التخطيط التجاري أصبح ضرورة، فالمسألة لم تعد مجرد خسارة مالية بل ثقافية أيضاً. ومن التجارب التي أفتخر بها، تعاوني مع شركة Tramontina العالمية. فعلى الرغم من حضورها في 14 سوقاً حول العالم، لم تكن لها أي بصمة رقمية في الإمارات. قمنا بإنشاء موقعها الإلكتروني من الصفر، وأطلقنا حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأنا الحملات الإعلانية. ومع الوقت، أصبحت الإمارات السوق الأكثر تحقيقاً للمبيعات مقارنة بجميع المناطق الأخرى.

 هل تعتقد أن هناك ضعفاً في توظيف الكفاءات التقنية والإبداعية محلياً؟

نعم، هذه إحدى الثغرات الواضحة؛ في اعتماد القطاع على الكفاءات الأجنبية ساعد على النمو السريع، لكنه ترك فجوة في تطوير المواهب المحلية. إذا أردنا صناعة مستدامة، علينا الاستثمار في الشباب وتوفير فرص تدريب وتأهيل تمكنهم من البقاء والمنافسة. المستقبل يتطلب مزيجاً ذكياً من الخبرة العالمية والمعرفة المحلية، لأن لا أحد يستطيع نقل الهوية والثقافة كما يفعل أبناء الوطن. اليوم، ضاعفت ياز ميديا نموها خلال العام الماضي من حيث قاعدة العملاء وعدد الموظفين وحجم الإيرادات، وحصدت اعترافاً إقليمياً بفضل إبداعاتها وابتكاراتها، ونالت جوائز في 2022 و2023. وآخر إنجاز تحقق هذا الأسبوع، حين صنفتها مجلة Adweek في المرتبة 13 ضمن قائمة أسرع الوكالات نمواً لعام 2025.”

رحلة يزن بسام مع “ياز ميديا” تعكس مساراً لا يقوم على الشغف وحده، بل على الإصرار والتخطيط والقدرة على التكيف مع متغيرات سريعة. بالنسبة له، الإعلان ليس ترفاً تجارياً، بل رسالة مؤثرة تحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية. ومن قلب دبي، التي يصفها بأنها “مختبر الابتكار”، يضع يزن رؤيته لمستقبل إعلام رقمي قادر على صناعة الفارق، محلياً وإقليمياً.

فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...