خطف الموت للمرة الثانية في أقل من أسبوع، اليوم الإثنين، والدي أحد أصدقاء النجم السوري باسم إبراهيم ياخور بسبب الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا معاً.
وقال الفنان باسم ياخور في فيسبوك “لطفك يا رب في بلدنا لا يتوقف الألم والحزن كل العزاء لصديقي تمام س الذي كان يساندني ويقف إلى جانبي في وفاة والدي على الفاجعة التي ألمت به وفقد والديه اليوم صباحاً في انهيار مبناهم في” مدينة اللاذقية الساحلية شمال غرب سوريا.
وأضاف “ربي يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته ويصبر قلبك كل العزاء من القلب لأهالي ضحايا الزلزال الذي ضربنا في الأمس لمحافظات حلب حماه واللاذقية وإدلب الأكثر تضرراً ربي يصبركم ويحمي سوريا وكل البلدان من هذا الألم الذي نعيشه”.
الموعد الأول مع الموت
كان الموعد الأول لباسم ياخور مع الموت حين توفي، يوم الأربعاء الماضي، والده الكاتب والصحفي إبراهيم نخلة ياخور، بعد معاناة مع المرض في العاصمة السورية دمشق.
ونعى النجم باسم ياخور والده عبر حساباته على السوشال ميديا، قائلاً إن “رحلة الأيام الأخيرة كانت صعبة مؤلمة ومحبطة ما يعزي قلبي أننا تحدثنا كثيراً وأخبرتني أشياء للمرة الأولى.. ابتسمنا ونظرنا في أعين بعضنا طويلاً بصمت أبلغ من آلاف الكلمات، تلمست شعرك ووجهك المتعب مراراً، ومسحت وجهي ودموعي بيدك المنهكة.. لن أتذكرك إلا في أجمل صورك كما يليق بك، أنت اليوم في مكان أفضل بلا ألم ولا أوجاع. روحك سترفرف في قلبي دائماً. وداعاً أبو البرّ كما كنا نخاطبك دوماً وداعاً يا حبيبي”.
وكان تمام صديق باسم ياخور الذي توفي والديه صباح اليوم الإثنين أحد أصدقائه الذين ساندوه حين مرض والده ووفاته الأسبوع الماضي.
تسبب زلزال تركيا وسوريا في مقتل أكثر من 2600 شخص في ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا (غازي عنتاب وانطاكيا) وشمال غرب سوريا، في حين زادت برودة الطقس الشتوي من محنة الآلاف من الجرحى والمشردين وأعاقت جهود البحث عن ناجين.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر ليسوي بنايات سكنية بالأرض ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب الطويلة.
وكان الزلزال الذي وقع قبل طلوع شمس اليوم الاثنين هو الأسوأ الذي تشهده تركيا خلال القرن الجاري، وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.
وقال السوري عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب إنه شعر وكأنها “نهاية العالم”.
وقالت امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح في وجهها وهي في سيارة إسعاف قرب حطام بناية مؤلفة من سبعة طوابق كانت تعيش فيها في ديار بكر في جنوب شرق تركيا “كنا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض… أنا في انتظارهما”.
وقال فخر الدين قوجة وزير الصحة التركي إن عدد الوفيات في البلاد بلغ 1651 في حين بلغ عدد المصابين 11 ألفاً و119 شخصاً. وقُتل ما لا يقل عن 968 شخصاً في سوريا، وفقاً لأرقام الحكومة السورية وعمال الإنقاذ في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليها المعارضة المسلحة المدعومة من قبل أنقرة.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق -التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين- جهود تقييم حجم الخسائر.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وكانت الأمطار تسقط يوم الاثنين بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستعد لانتخابات صعبة في مايو أيار، إن ما حدث كارثة تاريخية وأسوأ زلزال يضرب تركيا منذ العام 1939، لكنه قال إن السلطات تبذل كل ما في وسعها.
وأضاف “قلوبنا وأرواحنا جميعا مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور”.
وأظهرت لقطات حية بثتها محطة تي.آر.تي التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.
زلزال سوريا
وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما نحو 12 سنة، ذكرت وزارة الصحة أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 538 قتيلاً وأكثر من 1326 مصاباً.
وقال عمال الإغاثة في شمال غرب سوريا إن 430 شخصاً قتلوا.
وشاهد صحفيون من رويترز العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلاً من الحطام بحثاً عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلباً للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.
وحمل رجال فتاة ملفوفة في بطانيتين من بناية منهارة في المدينة.
وأظهرت لقطات جرى تداولها على تويتر بنايتين متجاورتين تنهاران واحدة تلو الأخرى في حلب السورية مما ملأ الشارع بالغبار والأتربة.
وقال اثنان من السكان في المدينة، التي مزقتها الحرب، إن البنايتين انهارتا في الساعات التالية للزلزال، الذي شعر به أيضاً السكان في قبرص ولبنان.
مدينة حماة
رأى صحفي من رويترز طفلاً في حماة يبدو أنه قد فارق الحياة يتم انتشاله من بين أنقاض أحد المباني.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لفرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع. وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد عقد اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء للاطلاع على حجم الأضرار ومناقشة الخطوات المقبلة.
وقال شهود إن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفاً من الانهيار.
نادر جوخدار في مدينة جبلة الساحلية
توفي اللاعب الدولي السوري السابق نادر جوخدار عن 45 عاماً إثر انهيار البناء الذي يسكنه في مدينة جبلة الساحلية، نتيجة الزلزال القوي الذي ضرب البلاد، فجر اليوم الاثنين، حسب ما أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم، في حين عُلّقت الأنشطة الرياضية حتى إشعار آخر.
وشغل جوخدار مركز الهجوم مع نادي الوثبة والجيش ثم احترف مع الفيصلي والوحدات الأردنيَّين قبل أن يعتزل اللعب في 2008، ويتجه إلى التدريب في أندية محلية وفي نادي السلام زغرتا اللبناني في 2022. كما دافع عن ألوان منتخب سوريا بين 1995 و1997، وشارك معه في كأس آسيا 1996 مسجلاً هدفين في دور المجموعات.
ما هو مقياس ريختر؟
مقياس ريختر أو مقياس ريشتر هو مقياس عددي يُستخدم لقياس شدة الزلازل. طوره تشارلز فرانسيس ريشتر وسجل في العام 1935 حيث أطلق عليه اسم (مقياس الحجم). وهذا ما تمت مراجعته لاحقا وأعيدت تسميته إلى مقياس الحجم المحلي، المشار له بـ ML. بسبب العيوب الكثيرة لمقياس ML فإن معظم المؤسسات المعناة بالزلازل تستخدم مقاييس أخرى كمقياس درجة العزم Mw لتسجيل حجم الزلازل، لكن الكثير من وكالات الأنباء لا تزال تشير إلى ذلك بمقياس ريختر.
على أي أساس نقيِّم الزلازل قوية أم ضعيفة أم متوسطة؟
يقيم مقياس ريختر قوة الزلازل بناء على درجتها، بحسب موسوعة بريتانيكا، إلى سبعة أنواع من الزلازل هي الزلزال المجهريـ والزلزال الطفيف، والزلزال الضعيف، والزلزال المعتدل، والزلزال القوي، والزلزال القوي، والزلزال الكبير، والزلزال الكارثي المدمر.
زلزال مجهري: يصنف الزلزال بأنه ضعيف أو مجهري إذا كان حجمه أقل من 1.0 إلى 2.9 ريختر، وهو لا يحدث تأثيرات بشكل عام ولا يشعر به الناس، ويحدث في السنة أكثر من 100 ألف مرة.
زلزال طفيف: يصبح الزلزال طفيفا عندما يبلغ حجمه من 3.0 إلى 3.9 ريختر، وهو يشعر به كثير من الناس، ولا يحدث ضرر، ويتكرر حدوثه من 12 ألف إلى 100 ألف مرة في السنة.
زلزال ضعيف: يصبح الزلزال ضعيفا عندما يبلغ حجمه 4.0 إلى 4.9 ريختر، ويشعر به الجميع، ويتكرر حدوثه من ألفين إلى 12 ألف مرة في السنة.
زلزال معتدل: تصبح قوة الزلزال معتدلة عندما يبلغ حجمه 5.0 – 5.9 ريختر، ويحدث أضراراً في الأبنية الضعيفة وهو يتكرر حدوثه من 200 إلى 2000 مرة في السنة.
زلزال قوي: يصبح الزلزال قويا إذا بلغ حجمه من 6.0 إلى 6.9 الفئة، ويحدث أضراراً معتدلة في المناطق المأهولة بالسكان، ويتكرر من 20 إلى 200 مرة في السنة.
زلزال كبير: يصبح الزلزال كبير في حال كان حجمه 7.0 إلى 7.9 ريختر، ويحدث أضراراً جسيمة على مساحات واسعة، وخسائر بشرية، وهو يتكرر حدوثه من ثلاث إلى 20 مرة في السنة.
زلزال كارثي مدمر: يصبح الزلزال مدمرا عندما يبلغ مستوى حجمه 8.0 ريختر فما فوق، ويحدث دماراً شديداً وخسائر في الأرواح على مساحات واسع، ويتكرر حدوثه أقل من ثلاث مرات في السنة.