كشفت شركة إنتيجر تكنولوجيز Integer Technologies الناشئة ومقرها آيندهوفن، هولندا، عن حصولها على تمويل جديد لمنصة مدعومة بـ الذكاء الاصطناعي تهدف إلى خفض استهلاك الطاقة في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) بنسبة قد تصل إلى 40%. وتأتي هذه التقنية المذهلة، التي يصفها المستثمرون بأنها “تحوّل كل مبنى إلى مركز طاقة ذكي”، كحل عملي لمواجهة ندرة الكفاءات الفنية المتخصصة والتعقيد المتزايد في أنظمة الطاقة المستدامة كونها تنجز عملية معايرة تضمن دقة ضبط الترموستات مع ضمان الحرارة الفعلية. وحصلت إنتيجر تكنولوجيز مؤخرًا على تمويل بقيمة مليون يورو (حوالي 1.1 مليون دولار أمريكي) من مستثمرين بارزين، بما في ذلك LUMO Labs ووكالة برابانت للتنمية (BOM) وVP Capital. ويُستخدم هذا الاستثمار لتسريع إطلاق المنصة وتوسيع نطاقها لاستهداف المباني التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تُعاني طويلاً من نقص الخدمات بسبب ارتفاع تكاليف وحلول أنظمة إدارة المباني (BMS) المعقدة. وفي خطوة قد تُحدث ثورة في قطاع كفاءة الطاقة والمباني الذكية، تم تسخير الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة بالغة التعقيد، و تكمن قوة منصة Integer Technologies في قدرتها على ربط جميع مكونات أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) بشبكة واحدة، ثم تحسين تشغيلها عبر نماذج متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي والفيزياء. وعلى عكس أنظمة إدارة المباني التقليدية التي تتطلب برمجة مُكلفة وخبرة متخصصة، تسعى إنتيجر لجعل تحسين عمليات ضبط كفاءة المباني المتطورة متاحًا للفنيين العاديين. وفي هذا الصدد، صرّح أنطوان بوست، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، لموقع Innovation Origins: “في قطاع يشهد ندرة متزايدة في الكوادر الفنية الماهرة، نوفر للمُركّبين أداةً يمكنهم استخدامها في غضون أيام، بدلًا من أشهر.” وأضاف أن هدفهم هو جعل “تحسين المباني عالمي المستوى متاحًا للجميع”.

وفورات ضخمة ومزايا للشبكة الكهربائية
يُعدّ خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 40% ادعاءً طموحًا ولكنه واقعي، خاصةً وأن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء هي أكبر مستهلك للطاقة في معظم المباني. ويتحقق هذا التوفير من خلال التحسين التنبئي، حيث تتعلّم المنصة الخصائص الحرارية للمبنى وتتنبأ بالاحتياجات المستقبلية بناءً على الطقس، والإشغال، وغيرها. كما تتيح المنصة التحكم الشامل من خلال تنسيق جميع مكونات النظام (التدفئة، التبريد، التهوية، مضخات الحرارة) لتعمل معًا بأقصى كفاءة. وبالإضافة إلى خفض فواتير الطاقة للمُلاك وتقليل البصمة الكربونية، توفر المنصة ميزة حيوية أخرى وهي مرونة الشبكة. وصف دان فان لانج، من وكالة برابانت للتنمية، التقنية قائلاً: “تُحوِّل إنتيجر كل مبنى إلى مركز طاقة ذكي، مما يُتيح مرونةً تُعالج ازدحام الشبكة بشكل مباشر.” من خلال تعديل استهلاك الطاقة تلقائيًا استجابةً لإشارات الشبكة، تساعد المنصة على تقليل الضغط على شبكة الكهرباء في أوقات الذروة. تعود جذور الشركة إلى مشروع طلابي في جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا، حيث طوّر المؤسسون CASA 1.0، وهو مجمع سكني مستدام مُصمّم ليعمل بشكل شبه مستقل عن الشبكة. وأشارت نتائج ذلك المشروع الأولي إلى أن السكان تمتعوا بالتدفئة والتبريد ومياه الصنبور الساخنة مقابل 15 يورو شهريًا فقط، مما يؤكد الإمكانات الكبيرة لنموذج التحسين المتكامل. ويُتيح هذا التبسيط الشامل عددًا أكبر بكثير من مالكي المباني من الامتثال للوائح المناخية الأوروبية الصارمة وخفض بصمتهم البيئية دون الحاجة إلى استثمارات أولية ضخمة في الاستشارات الهندسية المعقدة. وبهذا الاستثمار، تستعد انتيجر لتحقيق نقلة نوعية في جهود إزالة الكربون من المباني، مؤكدةً على دور الذكاء الاصطناعي في قيادة حلول الطاقة المستدامة والميسّرة.


			  
			  
			  
			