Posted inأخبار أريبيان بزنس

راما ذات الأصول الدمشقية، ستصبح سيدة نيويورك الأولى، كيف سيتصرف دونالد ترامب؟

هل ستصبح هذه الشابة سورية الأصل السيدة الأولى لنيويورك يوم الثلاثاء القادم؟ راما صواف دوجي من أصول سورية ترجح استطلاعات الرأي فوز زوجها بفارق كبير على المنافسين

لقطة جوية لـ نيويورك- المصدر: corcoran.com
لقطة جوية لـ نيويورك- المصدر: corcoran.com

تحسم انتخابات عمدة نيويورك يوم الثلاثاء القادم، وتشير استطلاعات الرأي إلى فوز شبه محقق لزوج راما صواف دوجي التي ستصبح سيدة نيويورك الأولى فيما سبق أن حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة تروث سوشال من وصولها وزوجها للمنصب. فمن هي راما زوجة زهران ممداني؟ تشتهر راما بأنها فنانة ورسامة ومخرجة رسوم متحركة أمريكية تبلغ من العمر 28 عامًا. وأصبحت مؤخرا محط أنظار الإعلام الأمريكي والدولي كشخصية بارزة في الحملة الانتخابية لزوجها، زهران ممداني، المرشح الديمقراطي الأبرز لمنصب عمدة مدينة نيويورك (البالغ من العمر 33 عامًا وهو هندي مسلم مولود في أوغندا). ومع اقتراب ممداني من المنصب، توقعت تقارير واسعة الانتشار أن تصبح دوجي قريبًا “السيدة الأولى لمدينة نيويورك”. وعلى الرغم من إقامتها الحالية في بروكلين، نيويورك، تعود أصول راما إلى دمشق، حيث وُلدت لأبوين سوريين مسلمين ومن عائلة عريقة معروفة في دمشق. وُلدت راما في هيوستن، تكساس، وأمضت جزءًا من طفولتها في الإمارات العربية المتحدة قبل أن تعود إلى الولايات المتحدة عام 2016. هذه الخلفية الثقافية الغنية هي التي دفعتها لكتابة “دمشق” في سيرتها الذاتية على إنستغرام، وهو ما بررته حملة زوجها لاحقًا بالإشارة إلى أنها “سورية من حيث الأصل العرقي، لكنها وُلدت في مدينة هيوستن الأمريكية”. وفي مسيرتها الأكاديمية، حصلت راما على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة فرجينيا كومنولث، ثم تابعت دراساتها العليا وحصلت على درجة الماجستير في الرسم التوضيحي من كلية الفنون البصرية في نيويورك.

 فن يعكس الهوية والعدالة

تتميز راما دوجي بأسلوب فني قوي يعتمد غالبًا على الأبيض والأسود. تُركّز أعمالها بعمق على مواضيع الهوية والثقافة العربية والأخوة، إضافة إلى قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق المرأة. وقد تجلى التزامها بقضايا العالم في إبداعها لأعمال تتناول صراعات معاصرة، مثل الجرائم الإسرائيلية في غزة والحرب الأهلية السودانية. لا تسعى راما إلى الانتشار السريع، بل تهدف إلى خلق حوار عميق وبناء مجتمعات صغيرة قائمة على الفهم الإنساني، مشيرة إلى أنها تفضّل التطور التدريجي. وقد حظيت أعمالها بتقدير عالمي، ونُشرت رسوماتها في مؤسسات إعلامية وثقافية مرموقة مثل مجلة نيويوركر، وواشنطن بوست، وبي بي سي، وتيت مودرن، بالإضافة إلى تعاونها مع شركات مثل آبل وسبوتيفاي.

 من “هينج” إلى نيويورك

بدأت قصة راما وزهران ممداني عندما التقيا عبر تطبيق المواعدة “هينج” (Hinge). وتطورت العلاقة لتصل إلى مرحلة الخطوبة في دبي، تمت خطوبتهما في دبي في ديسمبر 2024 وتزوجا في أوائل عام 2025 في مدينة نيويورك، في حفل خاص في دبي، ثم في مكتب كاتب المدينة.

حضرت راما دوجي، زوجة زهران ممداني، حفل زفافها في مترو أنفاق مدينة نيويورك. وتحديدًا، كانت على متن قطار أنفاق من أستوريا خلال توجهها إلى حفل أقيم في قاعة مدينة نيويورك، وكانت مرتديةً ثوبًا أبيض وحذاءً طويلًا يصل إلى الركبة، وتحمل زهورًا بيد وتمسك بيد زهران ممداني، أثناء دخولهما مكتب كاتب المدينة في مبنى بلدية نيويورك لحضور حفل زواجهما المدني في أوائل عام ٢٠٢٥. وقد وثّق صديق مقرب ومصور هذا الحفل الحميم والبسيط دون حضور كبير. قبل الحفل المدني، احتفلا بخطوبتهما على انفراد في دبي، ثم أقاما حفلًا أكبر في أوغندا. رغم أن الأضواء تركزت على مسيرة زهران ممداني السياسية، فقد ظهرت راما دوجي كشخصية داعمة، هادئة وحاضرة، خلال حملته الانتخابية. وقد أشاد ممداني بزوجته علنًا، واصفًا إياها بـ “الفنانة المتميزة والشريكة الداعمة”، ومشددًا على أن حبهما المشترك للفن والموسيقى يمثل جزءًا أساسيًا من حياته.

 جدل الهوية والساحة السياسية

مع تصاعد شهرة ممداني، ازدادت التغطية الإعلامية لقصة حياة راما وعملها، خاصةً بعد أن أثار توضيح حملة ممداني حول مسقط رأسها نقاشًا واسعًا في وسائل الإعلام الأمريكية حول اختيارها إبراز جذورها السورية في سياق الجدل السياسي حول الهجرة. وقد وصل هذا الجدل إلى الساحة السياسية العليا عندما أعاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نشر تقرير يتناول هوية زوجة المرشح على منصة Truth Social، وهو ما فُسّر على نطاق واسع كاستمرار لنهج استخدام قضايا الأصول والهوية في الخطاب السياسي.

فوز ساحق متوقع لزوجها

تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم ممداني بفارق يتراوح بين 10 و24 نقطة بين الناخبين المحتملين، بنسبة تأييد تتراوح بين 46 و52%، مقابل 28 و33% لكومو و13 و16% لسليوا. لقد قلّص كومو الفارق قليلاً، لكن تحالف ممداني بين الناخبين الشباب والأقليات يجعل تحقيق مفاجأة غير مرجح. نيويورك العاصمة الجبارة للرأسمالية العالمية والتي تضم حي وول ستريت الذي يمثّل فيها قلب القوة المالية إلى جانب مكانتها عقر دار وقلب الإعلام الأمريكي، ستجيب أو تبدأ باستجابتها لوصول السيدة الأولى الجديدة يوم الثلاثاء القادم.

أهمية عالمية لـ نيويورك

بلغت ميزانية ولاية نيويورك التي تعد قلب النظام المالي العالمي، بين 237 مليار دولار و254 مليار دولار العام الحالي مما يرسخ مكانتها كواحدة من أكبر ميزانيات الولايات في البلاد، ويبرز القوة الاقتصادية للولاية التي يُقدر ناتجها المحلي الإجمالي لعام 2025 بحوالي 2.36 تريليون دولار، ويُستكمل هذا المشهد الاقتصادي بالتركيز الاستثنائي للثروة في مدينة نيويورك، التي تضم حوالي 384,500 مليونير، وهو أعلى عدد في أي مدينة في العالم، بمن فيهم ما يقارب 66 مليارديرًا، مما يعني أن واحدًا تقريبًا من كل 24 من سكان المدينة هو مليونير، مما يظهر كثافة الثروة الهائلة في هذا المركز المالي العالمي. ويعد فوز ممداني تطوراً أبعد من حدود الولاية لأنه يؤشر إلى أزمة المعيشة في كل الولايات المتحدة فضلا عن قضايا مثل الهوية والانتماء وتوزيع الثروة وقضايا الهجرة والإسلاموفوبيا والأزمات في الشرق الأوسط.

فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...