تواجه أوراكل انهياراً تاريخياً بخسارة 102 مليار دولار مما يثير مخاوف من “أزمة ليمان” في سوق الذكاء الاصطناعي. وشهدت أسهم شركة أوراكل (ORCL) أكبر انخفاض يومي لها منذ فقاعة الإنترنت، لتتراجع إلى أدنى مستوياتها، وسط صدمة مالية أثارها إعلان نتائج الربع الثاني، حيث فاقت النفقات الرأسمالية جميع التوقعات، مما أثار مخاوف جدية بشأن سيولة الشركة وقدرتها على تمويل طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
تراجع حاد واحتياجات تمويلية ضخمة
تراجعت أسهم أوراكل بنسبة وصلت إلى 16% في التعاملات المبكرة، وهو أكبر انخفاض يومي تتعرض له الشركة منذ انفجار فقاعة الإنترنت. ويأتي هذا بعد تراجع سابق بنسبة 40% عن أعلى مستوياتها في سبتمبر.
وقد بلغت خسائر عقود مقايضة مخاطر الائتمان (CDS) مستويات أزمة “ليمان براذرز” المالية، مما دفع المحللين إلى وصف أوراكل بأنها قد تكون”أول من ينهار في سوق الذكاء الاصطناعي”.
مفاجأة الإنفاق الرأسمالي واستنزاف السيولة
كان المحرك الرئيسي لهذا الانهيار هو الكشف عن ارتفاع هائل في النفقات الرأسمالية والاحتياج المتزايد للتمويل:
قفزة في النفقات
بلغت النفقات الرأسمالية في الربع الثاني 12 مليار دولار، متجاوزة التقدير المتوقع بكثير (8.8 مليار دولار).
توقعات صادمة
فاجأت الإدارة المستثمرين برفع توقعات الإنفاق الرأسمالي للعام المالي 2026 بمقدار 15 مليار دولار إضافية، ليصل المجموع المتوقع إلى 50 مليار دولار ، وذلك لتنفيذ عقود الذكاء الاصطناعي الجديدة الموقعة بقيمة 68 مليار دولار.
انهيار التدفق النقدي
وصل التدفق النقدي الحر لأوراكل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، حيث بلغ -10 مليارات دولار في الربع. ويشير تحليل باركليز إلى أن استنزاف التدفق النقدي الحر بعد توزيع الأرباح قد يصل إلى -28 مليار دولار بنهاية العام المالي الحالي.
يرى أندرو كيتشز، محلل الائتمان في باركليز، أن استنزاف التدفق النقدي الحر تجاوز الآن التوقعات المتفق عليها لعام 2026 خلال ربعين فقط.
شبح الرافعة المالية والتحذيرات السابقة
أدت الحاجة الملحة للإنفاق إلى تضخم الميزانية العمومية للشركة. فبعد إصدار سندات بقيمة 18 مليار دولار في أكتوبر، ارتفع رصيد ديون أوراكل إلى 108 مليارات دولار من 91 مليار دولار في الربع السابق، مما رفع نسبة الرافعة المالية الإجمالية.
مخاطر التصنيف الائتماني
الوضع المالي المتفاقم أعاد إلى الأذهان تحذيرات باركليز السابقة التي أشارت إلى أنه ما لم يطرأ تغيير، “ستنفد سيولة أوراكل بحلول الربع الأخير من عام 2026، مما يعني احتياجات تمويلية كبيرة”.
في محاولة لتهدئة المخاوف، أكدت الإدارة التزامها بالحفاظ على تصنيف “الدرجة الاستثمارية” (حالياً Baa2/BBB)، وعرضت مجموعة من مصادر التمويل، بما في ذلك أسواق الدين الخاصة وعمليات التأجير، في حين توقعت أن تكون احتياجاتها التمويلية أقل من 100 مليار دولار.
تعليقات السوق: التفاؤل يتبدد
لخص ريتش بريفوروتسكي، رئيس قسم دلتا-وان في غولدمان ساكس، تأثير النتائج بالقول: “كانت ليلة أمس هي عكس ما يريده السوق تمامًا… عدنا إلى دائرة مخاوف الائتمان، وهذا ما يفسر حجم تحركات سوق الأسهم.” وأضاف أن النتائج الصادمة بددت التفاؤل العام الذي ساد السوق بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي.
ويراقب المستثمرون الآن عن كثب سوق الائتمان، حيث تشير التوقعات إلى أن احتياجات أوراكل من التمويل بالديون ستكون أكبر بكثير مما تتوقعه الإدارة، فهل ستكون أول حجر في الدومينو قبيل انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

