في تطور جديد يتعلق بملف العلاقات التركية اليونانية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا إن دخول العاصمة أثينا في مدى الصاروخ التركي تايفون أفقد اليونانيين صوابهم، مضيفا: “سنجعل مدى الصاروخ أبعد من 561 كيلومترا، وسنبشر بالعديد من الصواريخ مثل جنك وغزغين”.
قلق في اليونان
تسبب نجاح تجربة إطلاق الصاروخ تايفون في حالة من القلق باليونان، فتقدمت الحكومة اليونانية بشكوى ضد تركيا إلى الولايات المتحدة، كما خرجت الصحافة اليونانية بعناوين رئيسية مفادها أن اليونان بأسرها باتت في نطاق هذا الصاروخ الذي:
- بلغ مداه 561 كيلومتراً
- لا يغطي اليونان فقط، بل يشمل أيضاً البلدان المجاورة الأخرى لتركيا مثل بلغاريا وقبرص وسوريا والعراق وأرمينيا
تاريخ من الصراع
ويرجع هذا القلق في اليونان على نحو خاص إلى تاريخ من العداء يمتد لنحو ألف عام:
- في عام 1048، اندلعت حروب بين السلجوقيين والبيزنطيين (كانت اليونان آنذاك جزءا من الامبراطورية البيزنطية)، وخاض الطرفان العديد من المعارك.
- · 1453، فتح العثمانيون القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية، وبحلول عام 1500 كانت معظم مناطق الاناضول بأيدي العثمانيين.
- تحالف اليونانيون مع مناوئي العثمانيين في القرن الثامن عشر، كما اندلعت في تلك الفترة اتنفاضات أبرزها انتفاضة ديونيسيوس ضد الحكم العثماني.
- قام الجيش العثماني بغزو شبه جزيرة ماني اليونانية في أعوام 1803 و1807 و1815.
- وفي عام 1821، اندلعت حرب استقلال اليونان من الدولة العثمانية.
- وفي عام 1822، أعلن اليونانيون استقلالهم، وبعد معركة نافارينو عام 1827، تم الاعتراف رسميا باقامة الدولة اليونانية بموجب بروتوكول لندن في عام 1828.
- وفي عام 1897، أدت انتفاضة اندلعت في جزيرة كريت الى قيام أول حرب بين تركيا واليونان منيت فيها اليونان بهزيمة كبيرة.
- شعرت الأقليات المسيحية في الدولة العثمانية بتهديد كبير عندما تسلم حزب الاتحاد والترقي التركي القومي السلطة في الدولة العثمانية في عام 1908.
- دخلت اليونان الحرب العالمية الأولى في عام 1917 ضد الدولة العثمانية بقصد السيطرة على القسطنطينية (اسطنبول) وإزمير وذلك بتحريض من البريطانيين والفرنسيين.
- منحت اتفاقية سيفر عام 1920 اليونان مناطق تراقيا الشرقية و17 ألف كيلومتر في غربي الأناضول قرب إزمير. ورغم أن الحكومة العثمانية وقعت على هذه الاتفاقية، لم تجد طريقها الى حيز التنفيذ لأن البرلمان العثماني لم يصدق عليها.
- احتلت اليونان إزمير في 15 أيار / مايو عام 1919، قبل أيام فقط من وصول مصطفى كمال (أتاتورك) الى بلدة صمسون الساحلية الواقعة على البحر الأسود – الحدث الذي يعد شرارة انطلاق حرب الاستقلال التركية.
- لم تعترف حكومة مصطفى كمال باتفاقية سيفر، ونجحت في دحر الجيش اليوناني الذي كان يحتل مناطق في الأناضول.
- دخل الجيش التركي إزمير في التاسع من أيلول / سبتمبر 1922، وانتهت الحرب اليونانية التركية بعقد هدنة مودانيا واتفاقية لوزان التي نصت على تبادل للسكان بين تركيا واليونان.
- عقب تلك الفترة، عبرت قيادتا الدولتين عن تصميمهما على تطبيع العلاقات بينهما. وبعد مفاوضات دامت سنوات، تم التوقيع على اتفاق عام 1930 زار بعدها رئيس الحكومة اليونانية اليفثيريوس فينيزولوس اسطنبول وأنقرة. وتنازلت اليونان آنذاك عن كل مطالبها في الأراضي التركية.
تدهور
ولكن العلاقات بينهما تدهورت في الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة الخلاف حول جزيرة قبرص وطرد اليونانيين من تركيا في الستينيات والغزو التركي لشمالي قبرص عام 1974 والمواجهة بين البلدين حول بحر إيجة.