عقد الرئيس السوري أحمد الشرع اجتماعا مساء أمس مع رجل الأعمال أيمن أصفري في القصر الجمهوري واستمر الاجتماع من الثامنة حتى الحادية عشرة ليلاً بحسب ما نقلته تقارير صحفية. وذكرت صفحة قناة الإخبارية السورية في تدوينة إن :”السيد الرئيس أحمد الشرع يلتقي رجل الأعمال أيمن أصفري لبحث الاستثمار في قطاع النفط”. وكان قد سبق هذا الاجتماع، لقاء تمهيدي، جمع عدداً من رجال الأعمال البارزين في مصر إضافة للأصفري وممثل عن الإدارة السورية ، حيث كانت الأجواء مهيّأة لمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والتعاون مع المغتربين السوريين. وزعمت تقارير أن أبرز ما تم طرحه، أن أصفري سيقود المرحلة المقبلة في قطاع النفط عبر شركته “بتروفاك”، وهو ما يُعد تحولاً كبيراً في إدارة هذا القطاع الاستراتيجي. كما أبدى الرئيس الشرع رغبة قوية في فتح باب التعاون مع رجال الأعمال السوريين في الخارج، وذكر بالاسم ططري، الشرباتي، الفتى، وغيرهم من أصحاب المشاريع الكبرى.
تحديات كبرى
التحديات التي تواجهها سوريا تشمل نقص الكفاءات من مختلف المستويات بحسب ما أورده موقع الشرق، زأن القطاع المصرفي السوري يعاني من تحديات كبيرة، منها ضعف السيولة، وانخفاض الثقة، وغياب الشفافية. هذا الوضع يعيق قدرة النظام المالي على استيعاب الاستثمارات الجديدة وتوجيهها بفعالية، بل إن الاقتصاد السوري يواجه تحديات هيكلية، مثل القطاع العام المتضخم، والنظام الضريبي المعقد، وحركة رؤوس الأموال المقيدة. هذه العوامل تعرقل جذب الاستثمارات وتحد من فعالية الدعم الخارجي. هذا بخلاف الهجرة الواسعة للكفاءات والعمالة الماهرة خلال سنوات النزاع، ما أدى إلى نقص في الكوادر البشرية المؤهلة. هذا النقص يمثل تحدياً كبيراً في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والاستفادة من الدعم السعودي.
وكان أيمن أصفري الذي يحمل الجنسية البريطانية، قد وجه انتقادات للحكومة المؤقتة في سوريا مطالباً بخطوات عملية للانتقال نحو دولة مستقرة وشاملة، وأضاف أفكارا كثيرة عكست رؤيته لاستراتيجية مختلفة لتطوير الاقتصاد السوري بما يشمل تجاوز المراحل وتبني أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.
من هو أيمن أصفري؟
يحمل أصفري وهو من مواليد إدلب -سوريا سنة 1958 ، الجنسية البريطانية ونال شهادة بكالوريوس بالهندسة من جامعة فيلانوفا الأمريكية، كما درس في كلية وارتون للأعمال. وله 6 أولاد- كريم وهاني وريان، وأديب. أطلق أصفري شركته عندما انتقل إلى لندن في عام 1991، بعدما كان يعمل في قطاع المقاولات في سلطنة عمان، دخل في شراكة مع بتروفاك Petrofac (الأميركية وقتها) وبعد 7 سنوات أصبح المالك الوحيد لهذه الشركة. يعد أيمن أصفري من كبار المقاولين والمتعهدين في بريطانيا حيث تضم شركته أكثر من 12 ألف موظف، وتنتشر في 40 بلدا. يملك أصفري 20 بالمئة من الشركة، وهي الحصة الأكبر، بينما يملك اللبناني مارون سمعان الحصة الثانية، وتمثل تجربة أصفري تجربة رائدة لأنه عربي حقق النجاح في قيادة شركة خارج إطار القيود التقليدية التي تقوم أساساً على مبادئ الإدارة العائلية.