أكد برنامج وثائقي حديث أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منع، قبل نحو أربع سنوات، أي شخص شارك في مناقشات الإعداد لطرح شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط من المشاركة في الاكتتاب الذي انطلق في أواخر العام 2019.
وضمن برنامج “حكاية وعد” الذي تبثه قناة إم بي سي (MBC) السعودية، رفع وزير التجارة ماجد القصبي الستار عن الأشخاص الذين مُنعوا من الاكتتاب في شركة أرامكو بأمر من الأمير محمد بن سلمان وذلك خلال حديثه وعدد من الوزراء والمسؤولين عن كواليس الاكتتاب في الشركة والذي استغرقت فكرته وإعداده نحو ثلاث سنوات.
وأكد القصبي أن الأمير محمد بن سلمان وجه بأن أعضاء مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، أكبر صناديق الثروة السيادية في المملكة، والمشاركين في اجتماع المبدأ العام ودراسة فكرة الطرح والاستعانة بمكاتب عالمية لوضع الخطوط العريضة من حيث كيفية التقييم وما تشمله تلك المحفظة، يمنعون من الاكتتاب في أرامكو.
ضربات بقيق وخريص
استهدفت طائرات مسيرة، في سبتمبر/أيلول 2019، معملين تابعين لشركة أرامكو، في كل من بقيق وخريص ما أثر على إنتاج خمسة ملايين برميل يومياً من النفط، حينها، وهو ما يقترب من نصف إنتاج المملكة ويشكل نحو خمسة بالمئة من إمدادات النفط العالم.
وقال رئيس شركة أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين أمين الناصر، في ذات البرنامج، إنه كان مستعداً وفريقه للرد على كافة الأسئلة الموجهة لهم حول طرح أرامكو، وموثوقية الشركة وقدرتها على مواجهة ضربات بقيق وخريص، إلا أنه تفاجأ بأن المستثمرين لم يسألوا عن الهجوم الإرهابي لثقتهم في قدرة الشركة على التعامل مع تلك الأحداث وعودة الإنتاج بشكل سريع خلال أسابيع قليلة.
وأضاف “الناصر” أن الأمير محمد بن سلمان كان قد فاجأه بسؤال حول طرح جزء من أرامكو في أحد الأسواق العالمية، لأن فكرة الاكتتاب لم تطرح منذ 40 عاماً من وقت امتلاك الشركة بالكامل، فوقف صامتاً، إلا أن الدكتور محمد آل الشيخ (وزير دولة وعضو مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية) رد على ولي العهد بدراسة الفكرة وتقييمها وعرضها على مجلس الشركة ثم بدأت ماكينة الطرح.
وأكد “الناصر” أن فكرة الطرح بشكل عام استغرقت ثلاث سنوات حتى نُفذت، وخلالها نُوقشت كافة الجوانب المتعلقة بالطرح في مختلف الأسواق ومنها سوق نيويورك ولندن وتداول وهونج كونج، بالإضافة إلى المميزات والمعوقات التي قد تواجه عملية الطرح، كما أن فكرة الطرح في البداية كانت لجميع الأسواق العالمية.
وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان إن الأمير محمد بن سلمان تحدث خلال أحد الاجتماعات عن فكرة طرح شركة أرامكو وهي الداعم الأول للاقتصاد الوطني، وتساءل عن الفرق بينهما وبين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التي باعت الدولة 25 بالمئة من أسهمها محلياً وعالمياً وحققت نتائج واعدة بعد الطرح.
وقال وزير الاستثمار خالد الفالح إن الأمير محمد كان على علم بالمخاطر التي قد تترتب على الطرح، ومنها فقدان الحكومة القدرة على إدارة الشركة، وأيضاً القلق من طرحها في أسواق عالمية.
وأضاف “الفالح” أنه كان هناك تباين في وجهات النظر بين أعضاء الفريق حول الطرح خارج المملكة أم داخلها وفي النهاية بدأ برنامج الطرح بالتدرج وبعيداً عن السوق العالمي.
وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن جميع المسؤولين الموجودين بالاجتماع رحبوا باعتماد قرار الطرح من قبل ولي العهد، حيث إن القرار كان في الصالح العام كما أن إجمالي الطرح كان في السوق السعودي مع السماح للصناديق وبعض المستثمرين التي تعمل في الداخل بالمشاركة في عملية الطرح.
طرح أرامكو
وكانت شركة أرامكو عملاق صناعة النفط في العالم أعلنت في مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019 أنها قررت تسعير طرحها العام الأولي عند الحد الأعلى لنطاقه الاسترشادي، مما يجعله أكبر طرح في العالم، بقيمة تزيد على 25 مليار دولار التي جمعها إدراج مجموعة علي بابا الصينية في 2014.
وأوضحت أرامكو، حينها، أنها سعرت طرحها العام الأولي عند 32 ريالاً للسهم، وهي ذروة نطاقه الاسترشادي الذي تراوح بين 30 و32 ريالا للسهم، مما يعني أن حجم الصفقة 25.6 مليار دولار.
وكان الأمير محمد بن سلمان يأمل أن يبلغ تقييم الشركة الأولي ترليوني دولار، في إطار الخطة المعروفة باسم رؤية 2030 التي تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخل وعدم الاقتصار على صادرات النفط ومشتقاته وتشجيع السعوديين على العمل في مجال القطاع الخاص.
- تابعونا:
