“العب، يا العنابي“، هتفوا مرات ومرات باللغة العربية في إشارة الى لقب منتخب قطر، وقد تشابكت أذرع الرجال في سلسلة طويلة، وهم يقفزون لأعلى ولأسفل، والأرض تهتز من تحتهم. لقد جلبت تلك الكتلة البشرية الحيوية لمباريات الدولة المضيفة في كأس العالم، فهم أعلى مشجعي قطر صوتا، لكنهم ليسوا من قطر، بحسب تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي قالت إن:
- هؤلاء جعلوا المشهد أكثر تذكيرا بملاعب كرة القدم في أمريكا الجنوبية وأوروبا منه في قطر، فهو مشهد يرتبط بمجموعات الألتراس، وهي ثقافة مجموعات مشجعي كرة القدم عالية التنظيم، والتي لها جذور في إيطاليا، وتتواجد في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط.
- ذلك كان الهدف حيث ملأ ضجيج الجماهير الملعب خلال مباراة قطر ضد السنغال، كما حدث قبل 5 أيام خلال مباراة قطر الافتتاحية ضد الإكوادور. كانت طاقتهم التي لا هوادة فيها معدية. وبدا أن الأوشام ، التي تعتبر نادرة للغاية ومثيرة للاستياء في المجتمع الخليجي، تشير إلى أن هؤلاء المشجعين ليسوا قطريين، إذن من هم؟ ومن أين أتوا؟
ثقافة الألتراس
من الانتقادات التي تعرضت لها قطر قبل انطلاق البطولة أن البلاد ليس لديها ثقافة كرة القدم، فقطر لم تتأهل قط لكأس العالم، ودوري نجوم قطر من أغنى الدوريات في المنطقة حيث يحتوي على أحدث الملاعب المكيفة، لكن أعداد الجماهير في فرق مثل السد والريان غالبا ما تكون بالمئات وليس بالآلاف.
وتساءل المنظمون من سيملأ الملاعب عندما تلعب قطر؟ من الذي سيوفر الموسيقى التصويرية؟ وكان الجواب هو الاستفادة من ثقافة الألتراس الخصبة بالفعل في المنطقة واستيرادها، وتم وضع الخطة في بداية عام 2022 .
اتفاق شفهي
لذلك، تم ترتيب تجربة للأمر في بيروت في إبريل/نيسان الماضي حيث تم الاتفاق المئات من الطلاب اللبنانيين ومشجعي أحد الأندية المحلية لإنتاج فيلم في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية. وقد أثار الفيديو إعجاب الأشخاص المعنيين في الدوحة فتم التوصل لاتفاق شفهي مع هؤلاء الشباب على الانتقال لقطر لجلب بعض ثقافة الألتراس إلى مباريات كأس العالم، مقابل صفقة استثنائية تتضمن:
- رحلات طيران مجانية.
- إقامة.
- تذاكر مباريات.
- راتب صغير.
“دعم دولة عربية”
ولم تقتصر المجموعة التي ضمت حوالي 1500 مشجع على اللبنانيين فقط، فقد ضمت أيضا مصريين وجزائريين وقليل من السوريين. وقال أحدهم إن المال لم يكن العامل الوحيد المحفز، موضحا:
- من واجبنا دعم دولة عربية.
- نحن نتشارك نفس اللغة ونفس الثقافة.
- نحن أصابع في نفس اليد.
- نريد أن نظهر للعالم شيئا مميزا.
“عاطفة حقيقية”
كانت العاطفة حقيقية وكذلك خيبة الأمل عندما سجلت السنغال هدفين. ودبت الحياة في الجماهير بأكملها، وليس فقط أولئك الذين يقفون وراء المرمى، عندما سجل محمد مونتاري الهدف الأول لقطر في إحدى مباريات كأس العالم. لكن الفرح لم يدم طويلا عندما سجلت السنغال الهدف الثالث، وانتهت المباراة بنتيجة 3-1. وباتت قطر أول دولة تُقصى من كأس العالم.
- تابعونا:
