Posted inآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنسمقالاتمواضيع

الاستفادة من الفرص والإمكانيات التي توفرها البيانات في قطاع النفط والغاز

جان كريستوف برنارديني _ اربييان بزنس

يعد قطاع النفط والغاز من أكثر القطاعات التي يتم تسليط الضوء عليها في مجال التغير المناخي، حيث تطالب الحكومات والمستثمرين والمستهلكين باتخاذ إجراءات صارمة للحد من التحديات المناخية، ما يعني ضرورة تكيف الشركات العاملة في هذا القطاع مع المتطلبات الجديدة أو المخاطرة بفقدان مرونتها وقابليتها لتلبية الاحتياجات الحالية.

وتتمثل إحدى أهم الفرص لمعالجة هذه العائقة في توجه شركات النفط والغاز لبذل المزيد من الجهود الهادفة لتحقيق استفادة أعلى من الحجم الهائل من البيانات التي تمتلكها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تطبيق تقنيات التحليل الناشئة وقدرات الذكاء الاصطناعي، نظراً لدورها الحيوي في توفير مصادر جديدة للقيمة وتوفير التكاليف.

ويتطلب النجاح في تسخير البيانات للارتقاء بمستويات الكفاءة وتعزيز القيمة ضرورة العمل على إحداث تحولات جذرية على مستوى العمليات، وتطوير منظومة من الشراكات بين قطاع الأعمال وتقنية المعلومات. ويتجلى مفتاح النجاح هنا في اعتماد استراتيجية مثلث البيانات، والتي تتضمن تحديد أولويات حالات الاستخدام المستندة إلى الأعمال، وإطلاق وإدارة أصول البيانات الرئيسية التي تدعم حالات الاستخدام هذه، وتطوير البنية التي تجعل أصول البيانات متاحة عبر الحلول الرقمية.

إيجاد القيمة المرجوة

تحتاج عملية المواءمة بين الأعمال وتقنية المعلومات إلى ضرورة تحديد الأهداف المنشودة لبياناتهما وبنيتهما الرقمية، ويعد تحديد استراتيجية مثلث البيانات أمر بالغ الأهمية في هذا الإطار، متمثلاً في: حالات استخدام البيانات المهمة للأعمال، وأصول البيانات الرئيسية التي تسهم في تمكين حالات الاستخدام هذه، والبنية التي تجعل أصول البيانات متاحة.

ويسهم تحديد الأولويات المناسبة لحالات الاستخدام ومشاريع البيانات عالية القيمة في تحديد أطر المبادرات الهادفة لتحديث البنية اللازمة لتنفيذ هذه الحالات على أتم وجه.

ويعد تعزيز القيمة من خلال البيانات المتوفرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية، حيث يوفر قطاع النفط والغاز مجموعة واسعة من الأمثلة الحقيقية في هذا الصدد.

وتدرك شركات النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط أهمية التحول الرقمي وحوكمة البيانات المهيكلة والقيمة المحتملة الناجمة عن الاستثمار في البيانات على مستوى تحسين الإنتاجية وتحقيق وفورات في التكاليف والحد من المخاطر وخفض الانبعاثات.

ويتضح ذلك من الإجراءات التي تنتهجها أكبر شركات النفط الوطنية في منطقة الشرق الأوسط، حيث وقعت أضخم شركات النفط في المملكة العربية السعودية صفقة بقيمة 7.2 مليار دولار لتسريع تحولها الرقمي ومن جهة أخرى، أطلقت الإمارات العربية المتحدة شركة (AIQ)، وهي مشروع مشترك للذكاء الاصطناعي مع شركة “جروب 42، لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسويقها لقطاع الطاقة العالمي. 

اختيار حالات استخدام البيانات

تتمثل الخطوة الأولى في اختيار حالات استخدام البيانات الأكثر أهمية للأعمال، وتشمل حالات الاستخدام عالية القيمة مجموعة من مجمعات القيمة وممارسات تخطي التحديات التي تواجهها الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز حالياً، مثل:

  • تطبيق الذكاء الاصطناعي استناداً إلى البيانات الحالية المرتبطة بعمليات الاستكشاف أو نمذجة المكامن أو الحفر لتحسين عمليات الاستكشاف أو الحفاظ على عوائد الأصول أو الحد من النفقات.
  • تحسين فعالية القوى العاملة والحد من المخاطر من خلال، على سبيل المثال، إتمام العمليات عن بعد أو آلياً وإجراء عمليات المراقبة أو تخطيط الموارد وجدولتها بشكل أفضل.
  • تقليل البصمة الكربونية من خلال تحسين عمليات التكرير أو النقل.
  • الاستفادة من الشبكات القائمة على مستوى القطاع من خلال التعاون لإنجاز عمليات الهندسة أو المشتريات أو البناء عبر الإنترنت، على سبيل المثال لا الحصر.
  • تبسيط العمليات التي تتطلب عددًا كبيرًا من اليد العاملة، سواء على مستوى الإدارة باستخدام المشتريات الإلكترونية أو الأتمتة الذكية لمعالجة الطلبات.

وتعتمد جميع حالات الاستخدام هذه على البيانات التي يتم جمعها عبر مجموعة متنوعة من العمليات، يرتكز معظمها على الذكاء الاصطناعي، وتمنح هذه البيانات الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز فرصة ريادة السوق الحالية.