كان نجاح قطر في تنظيم كأس العالم محل شك لدى الكثيرين، في ظل توجيه الكثير من الاتهامات حول مزاعم الفساد وانتهاكات حقوق العمال المهاجرين، وحقوق المثليين، فضلا عن قرار منع شرب الكحول في الملاعب.. انتقادات كثيرة تلقتها قطر خلال 12 عامًا، منذ تم الإعلان عن استضافتها البطولة.
نقطة التحول
كان فوز المنتخب السعودي المفاجئ على الأرجنتين نقطة تحول تشير إلى أن هذه البطولة ستكون مختلفة عن البطولات السابقة، فبعد انتهاء المباراة، شعر المنظمون بالارتياح، فقد كان هناك شيء جديد غير القضايا التي أثارها الإعلام.
عندما بدأت المباريات، كانت توقعات الذين حضروا إلى الدوحة متدنية، إلا أن التحركات في الملعب طغت على كل الكلام، فقد تبع فوز السعودية مفاجآت أخرى إلى جانب لحظات رائعة، حيث تعوّد المشجعون على وتيرة الدوحة وجوّها الممتع.
اقرأ أيضا:
قدمت منافسات كأس العالم في قطر الكثير من القصص التي لا تُنسى، مثل:
- المغرب الذي أصبح أول بلد عربي وإفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم.
- اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بات أول لاعب يسجل في 5 نسخ من كأس العالم.
- المباراة الختامية التي تعد نهاية عظيمة، حيث المواجهة بين ليونيل ميسي وكيليان إمبابي، وكلاهما زميلان في نادي باريس سان جيرمان الذي تملكه قطر.
ارتياح المنظمين
شعر المنظمون القطريون بالراحة لما آلت إليه أمور التنظيم حيث:
- كان نظام المواصلات في الدوحة قادرا على استيعاب التدفق الهائل من الزوار.
- مترو الدوحة بمحطاته الـ37 محطة.
- أسطول من الحافلات يصل إلى نحو 4000 حافلة.
- حضور أكثر من 3.2 مليون مشجع، وأقيمت المباريات بدون أي حادث يتعلق بالسلامة.
البنية التحتية
سرّعت قطر بناء البنية التحتية التي كانت جزءا من دفع الحكومة لتنويع اقتصادها بعيدا عن الطاقة. وقالت كارين يونغ، الباحثة البارزة في جامعة كولومبيا، “إن الدولة المضيفة أنفقت 200 مليار دولار، بدون مساعدة إقليمية في بلد صغير جدا وهو أمر رائع”.
وقال جيانو إنفانتينو، رئيس الفيفا، إن مونديال قطر هو الأفضل على الإطلاق، وساهم في كسر الانقسام الثقافي بين الشرق الأوسط وبقية العالم. وقال: “بالنسبة لي، كان كأس العالم نجاحا بشكل لا يصدق وعلى كل الجبهات”.
مكاسب مالية
وصلت مدخولات الفيفا إلى 7.5 مليار دولار، بزيادة عن 6.4 مليار دولار في كأس العالم في روسيا عام 2018.
بعض الانتقادات
تحفظت بعض جماعات المشجعين في أوروبا في تقييمها لإقامة البطولة في قطر. حيث قال رونان إيفين، رئيس رابطة المشجعين في أوروبا،: “إن السلامة والسكن والنقل في قطر كانت جيدة جدا وأكبر من المتوقع، لكن بالنسبة للمشجعين الذين سافروا بميزانية محدودة، فقد كان انتظارا طويلا ومملا في قطر”.
الجدل سيظل يلاحق قطر بعد انتهاء المونديال، في ضوء اتهام مسؤولين في الاتحاد الأوروبي بتلقي رشاوى من قطر للتأثير، وهي الاتهامات التي وصفتها الدوحة بأنها “عارية عن الصحة”.
ماذا سيحدث بإرث المونديال؟
ستظل هناك أسئلة حول ميراث المونديال، وماذا ستفعل قطر بالمنشآت التي بنتها، فقد بنت أماكن خاصة بالمناسبة، بما فيها ملعب لوسيل الذي يستوعب 90.000 ألف مشجع، في ظل عدم الحاجة إلى كل هذه البنى التحتية؟
تقول قطر إن ملعب 974 الذي وصف بأنه مؤقت، سيتم تفكيكه وشحنه إلى مكانه الجديد الذي لم يحدد بعد.
- تابعونا:
