طُرح في سوق العقارات في بريطانيا قصر يعود إلى العصر الفيكتوري، ويقع في هامبشاير، بملبغ 10 ملايين جنيه استرليني. يتكون القصر من عدة مبان ويمتد على مساحة 20 ألف قدم مربع وبه 12 غرفة نوم و 6 حمامات و 7 غرف استقبال ومضمار سباق صغير .ولكن أهم ما في هذا القصر تاريخه، فبه تم احتجاز رودلف هيس نائب الزعيم النازي هتلر لفترة خلال الحرب العالمية الثانية.
من هو هيس؟
كان سياسيا ألمانيا وعضوا بارزا في الحزب النازي:
- وُلد رودولف والتر ريتشارد هيس في 26 أبريل/نيسان من عام 1894 بالإسكندرية، لوالدين ألمانيين يقيمان في مصر
- في عام 1914 ذهب لقضاء أجازته في ألمانيا
- اندلعت الحرب العالمية الأولى وهو في ألمانيا، فتم تجنيده كضابط مشاة في الجيش الألماني
- أصيب خلال الحرب وحصل على الصليب الحديدي من الدرجة الثانية
- في عام 1919، التحق بجامعة ميونيخ، حيث درس الجغرافيا السياسية تحت إشراف كارل هاوشوفر، الذي كان مؤيدا مؤيد لنظرية ليبنسراوم (المجال الحيوي)، التي أصبحت أحد أركان الإيديولوجية النازية
- انضم هيس إلى الحزب النازي في 1 يوليو/تموز من عام 1920
- وكان بجانب هتلر في 8 نوفمبر /تشرين الثاني من عام 1923 في انقلاب بير هول، وهي محاولة فاشلة للنازية للسيطرة على حكومة بافاريا
- قضى وقتا في السجن بسبب محاولة الانقلاب
- كان هتلر يملي عليه كتابه كفاحي، الذي أصبح أساسا للبرنامج السياسي للحزب النازي
- بعد أن أصبح هتلر مستشارا في يناير/كانون الثاني 1933، تم تعيين هيس نائبا له
- في 10 أيار / مايو 1941، قام هيس برحلة جوية بمفرده ليهبط بالمظلة في اسكتلندا، حيث كان يأمل في ترتيب محادثات سلام مع دوق هاملتون المعارض لتوجه بريطانيا للحرب
- اعتقلته السلطات البريطانية واحتجزته حتى نهاية الحرب، وقد احتجز في ذلك القصر بعد اعتقاله ولفترة في عام 1942 ثم نقل إلى سجن في اسكتلندا
- أُعيد إلى ألمانيا ليمثل أمام محاكمات نورمبرغ لكبار مجرمي الحرب في عام 1946
- اُدين بارتكاب جرائم ضد السلام وبالتآمر مع قادة ألمان آخرين لارتكاب جرائم.
- قضى عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن شبانداو في برلين حيث رفض الاتحاد السوفيتي الإفراج المبكر
- انتحر في محبسه في 17 أغسطس/آب من عام 1987
- لُقب هيس بأقدم وأغلى سجين في العالم في العالم نظرا لتكلفة سجنه مدى الحياة وتتابع 4 دول في الإشراف على سجنه 3 ثلاثة شهور (الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتى، إنجلترا وفرنسا).
الإسكندرية
وُلد هيس بمدينة الإسكندرية بمصر وتحديدا في حى الإبراهيمية في 26 إبريل/نيسان سنة 1894 لأبوين ألمانيين ثريين من بافاريا هما فريتز وكلارا هيس. وكان والده من المستكشفين المغامرين الأوربيين الذين ذهبوا إلى مصر مع الاحتلال البريطاني واستوطن في مدينة الإسكندرية.
زفتى
كان والده من الأثرياء، وكانت ثروته بمدينة زفتي في محافظة الغربية في مصر عبارة عن:
- محلج للقطن
- ووابورين للطحين
- مزرعة مساحتها 93 فدانا
- فيلا لسكنه الخاص
- ورشة لتصنيع وتصليح الآلات الزراعية ومعدات محالج القطن
- خلال الحرب العالمية الأولى صادرت السلطات البريطانية أملاك الأسرة في مصر ولم يتمكنوا من استعادتها إلا في عام 1925
- تقول الوثائق أن رودلف هيس كان يشعر بالمرارة بسبب هذه الواقعة وتجربة والده في مصر وكان يصف الإنجليز بالقرصنة
- قيل أن هيس الأب قبل أن يغادر مصر باع ورشته والأرض المحيطة بها إلى الأسطى إبراهيم الفخراني الذي كان رئيسا لعمال الورشة حيث كان يعتبر ذراعه الأيمن
رحيل الخواجة هيس
انتهت إمبراطورية هيس في زفتى عندما استجاب لابنه الذي كان يحثه على العودة بسرعة لألمانيا. وتقول الوقائع التاريخية أن رودلف هيس استدعى في نفس الأسبوع الذي نشبت فيه الحرب العالمية الثانية كمال الدين جلال وكان صديقا شخصيا له لتحميله نقل إنذار إلى حكومة علي ماهر بالقاهرة، قال له: “أنت تعرف أنني ولدت في مصر وأحب مصر والمصريين فقد عشت في بلادكم أيام طفولتي وأريدك أن تتصل بسفيركم في بروكسل لينقل إلى القاهرة أملي أن تسهل الحكومة المصرية سفر والدي ووالدتي وكذلك بعض الألمان الذين احتجزتهم الحرب ليعودوا إلى بلادهم”. وقد سهلت الحكومة المصرية سفر الخواجة هيس وزوجته على آخر باخرة ألمانية غادرت الإسكندرية في تلك الأيام.
- تابعونا:
