Posted inأخبار أريبيان بزنسأخبار السعودية

التغلب على تحديات قطاع سلاسل الإمداد في المملكة العربية السعودية

رغم التحديات تجسد شركة الجهات الأربع أهمية كفاءة مزوّدي الخدمات اللوجستية في تعزيز التجارة وضمان انسيابية حركة المنتجات وسلاسة تدفقها بتنوعها

يتحدث مسؤول تنفيذي سعودي عن ابتكار حلول لوجستية تستفيد من تميز المملكة العربية السعودية بموقعها الإستراتيجي المطلّ على قارات العالم الثلاث، حيث تتضافر الجهود للاستفادة من المكانة اللوجستية عبر تطوير قطاع سلاسل الإمداد في المملكة وتحسين خدماته في قطاع سلاسل الإمداد والمشتريات كما يظهر لدى شركات الشحن التي تقدم حلولا متكاملة تضمن تدفق البضائع وانسيابيّتها، بدءاً من الميل الأول ويليه الميل المتوسط، وانتهاء بالميل الأخير.

ويلفت نزار المانع الرئيس التنفيذي لشركة الجهات الأربع إلى الحلول الشاملة في معرض رده على استفسارات أريبيان بزنس حول أحدث المستجدات في مجال سلاسل الإمداد وقطاع النقل الدولي.

وبسؤاله عن ما معدل عمليات الشركة مع الصين في مجال سلاسل الإمداد وقطاع النقل الدولي، و الدول ذات الحصة الكبرى من العمليات لدى الجهات الأربع، يجيب قائلا:” حالياً قرابة 20٪ من الشحنات لدينا تأتي من الصين، ومازالت الولايات المتحدة وأوروبا الغربية تستحوذ على الحصة الكبرى من الواردات وتأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة.

نزار المانع الرئيس التنفيذي لشركة الجهات الأربع

والجدير بالذكر هنا أن شراكات الجهات الأربع وعلاقاتها المتينة في الأسواق الدولية تتيح لها إمكانية تقديم خدماتها من كل وجهةٍ يُمكن تصورها على وجه الكوكب وإليها، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: التحف والأعمال الفنية، والفعاليات المباشرة، والأمتعة الشخصية، والأدوية والمستحضرات الطبية، والبضائع العامة، والبضائع القابلة للتلف، والمواد الخطرة. وتشمل خدمات النقل والخدمات اللوجستية الشاملة والمتكاملة التي تُقدمها شركة الجهات الأربع: النقل الداخلي والدولي، ونقل الأثاث، والتخزين، وإدارة سلاسل الإمداد، والتخليص الجمركي، والتعبئة والتغليف، واللوجستيات الباردة، والشحن الدولي الجوي والبحري. وتُقدم الشركة خدماتها اللوجستية لقطاعات عديدة، ومنها: المشاريع، والإنشاءات الهندسية، والمعارض والفعاليات، ومصافي النفط والكيماويات، والصناعات العامة، والمشاريع الضخمة، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، والصناعات العسكرية، والأغذية، والضيافة.

كيف ترى نشاط قطاع خدمات النقل والخدمات اللوجستية في المملكة؟

يعايش القطاع تطورات كبيرة لا سيّما مع ازدياد وعي الجمهور بشكل عام؛ إذ بدأنا نشهد توجه العملاء حالياً إلى الانتقال من مستودعاتهم وشاحناتهم الخاصة إلى تبني مفهوم الاعتماد على شركات مرموقة وموثوقة مثل الجهات الأربع لحمل العبء اللوجستي عنهم؛ مما يتيح لهم التركيز وتسخير مواردهم في مجالاتهم الرئيسية، مثل: التصنيع أو التجارة أو الخدمات الطبية. وما زلنا نتوقع الكثير من الاستثمارات في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بتطوير مستودعات حديثة وذكية، وتطوير قطاع الموانئ وشبكة السكك الحديدية التي ستربطهم بالمستقبل.

ما خططكم هذا العام، وكيف تتعاملون مع تقلبات كلفة الشحن البحري والجوي، وهل هناك تحديات في سرعة الاستجابة للتقلبات في الطلب وتكيّف العمليات؟

شهد العام الحالي ارتفاعاً في تكاليف الشحن بشكل عام، كما شهد ارتفاعاً في تكاليف النقل البري الداخلي على وجه الخصوص بسبب ارتفاع أسعار الديزل، وتطبيق عدد من الإصلاحات من قبل هيئة النقل العام في شهر شوال/ أبريل المنصرم. استطعنا تجاوز هذه العقبات بسبب إستراتيجية الشركة للتكامل الرأسي، التي انطلقت منذ عام 2023 ووجود أصول كبيرة من مستودعات في جميع أنحاء المملكة ومملكة البحرين، وشاحنات حديثة بجميع أنواعها، وساحتي حاويات رئيسيتين في الدمام وجدة وساحة شاحنات بالرياض؛ وبفضل ذلك تمكنّا من التحكم في التكلفة وتوفير بديل بسعر تنافسي للعملاء، واستطعنا أيضاً زيادة حصتنا السوقية في المنطقة الشرقية خاصة.

كيف تتدبرون مسارات بديلة عن قناة السويس وغيرها في حال تغيير خطوط الملاحة البحرية؟

استطعنا ولله الحمد في شهر فبراير الماضي وبشكل عاجل افتتاح خطوط شحن بديلة لعملائنا عن طريق ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وميناء جبل علي بالإمارات العربية المتحدة. وهناك عناصر جوهرية مكنتنا من أن نكون شريكاً موثوقاً به وقادراً على إيجاد حلول سواء للتصدير أو للاستيراد، ومنها: وجود ساحة حاويات خاصة بنا تتسع لأكثر من ألف حاوية على مقربة من ميناء الدمام، وعلاقاتنا الوطيدة الممتدة لخمسة وأربعين عاماً مع شركات الملاحة، وامتلاكنا أسطولاً خاصاً.

كيف تبحرون في المشهد الديناميكي الحالي مع استمرار التحديات المتعددة؟

إن طبيعة العمل اللوجستي تفرض عليه ألّا يتوقف حتى في أحلك الظروف، ولا شك بأننا أعددنا العدة من قبلُ لسناريوهات متعددة؛ فموقع المملكة العربية السعودية المميز على ممرين بحريين يسهل عملنا لإيجاد حلول مناسبة على الدوام. ولطالما مررنا كشركة بالكثير من التحديات منذ عام 1979، واستطعنا بفضل الله تجاوزها بل والاستفادة منها والبناء عليها للارتقاء بما نقدم.

ما أبرز الحلول التكنولوجية التي توظفونها في الخدمات اللوجستية وفي المستودعات؟

الخدمات اللوجستية فكرتها يسيرة جداً، وهي نقل الشيء من النقطة (أ) الى النقطة (ب). التقنية تساعدنا كثيراً في إدارة المعلومات خلال سلاسل الإمداد. ونحن اليوم في المرحلة الثالثة من مسيرة التطوير التقني لسلاسل الإمداد، ولدينا فريق من أفضل المبرمجين والمبرمجات السعوديات يعملون كفريق بحث وتطوير لتقديم منتجات تقنية تناسب كل عملائنا. ونقوم حالياً بتطوير نظام متكامل يعتمد على مفهوم (إنترنت الأشياء)، وسنقوم باختباره أولاً في مستودعنا رقم 110 في جدة، قبل تعميمه على بقية المستودعات. وبشكل عام مازلنا ننظر في ثورة الذكاء الاصطناعي وكيف تُمكننا من تطوير روبوتات قادرة على عمل ثورة في مجال النقل والتخزين.

ماذا عن مراعاة الاستدامة في عملياتكم؟

تتمتع الجهات الأربع بمكانةٍ مرموقةٍ بوصفها من أكثر الشركات المتخصصة الموثوق بها في مجال النقل والخدمات اللوجستية الشاملة والمتكاملة في المملكة العربية السعودية والبحرين؛ إذ تعكس عضويتها في أبرز المنظمات الدولية مدى التزامها بأفضل المعايير الدولية في هذا المجال، مثل: (IATA) و(FIATA)، و(IAM)، و(FIDI). وفي الحقيقة أن الاستدامة هي مصطلح حديث في عالم الأعمال، ولكن قيمة الاستدامة الأخلاقية متجذرة في ثقافتنا وديننا. فنحن نستلهم ذلك من آبائنا وأجدادنا في الاقتصاد بالاستهلاك وحفظ النعمة والحفاظ على البيئة. اليوم أُعيدت صياغة هذه القيم في منظومة الاستدامة وأصبح لها شهادات معتمدة، بل ومؤتمرات عالمية تربط الاستدامة بالمناخ ومستقبل البشرية، وتقليل الهدر وذمّه. ونسعى بشكل حثيث إلى تبني مفهوم الاستدامة في كافة أعمالنا وبشتى الطرق المتاحة.

هل ترون أن هناك توجهاً لتنويع سلسلة التوريد بدلاً من زيادة الاعتماد على الموردين البعيدين؟ وهل هذا الأمر مهم أم أنه هامشي مع السعي إلى تقريب سلاسل التوريد وإضفاء الطابع الإقليمي عليها لتعزيز الاستجابة وتخفيف المخاطر؟

لا شك بأننا في المملكة مازلنا نعتمد على الاستيراد كثيراً، وهناك خطة واضحة من الحكومة السعودية لتوطين الصناعات تحت اسم “الإستراتيجية الوطنية للصناعة” ولكن أيضاً لابد من وجود إستراتيجيات مماثلة من الدول القريبة حتى يكون هناك تكامل وينعكس ذلك على سهولة الشحن وانخفاض أسعاره.

هل تسعون إلى الاستثمار في تدريب القوى العاملة وتحسين مهاراتها مع سعي المملكة إلى التحول إلى مركز لوجستي عالمي؟

نعم، نسعى بكل تأكيد إلى الاستثمار في تدريب القوى العاملة وتحسين مهاراتها. وندرك أن تحقيق رؤية المملكة للتحول إلى مركز لوجستي عالمي يتطلب قوة عاملة مؤهلة ومتميزة. لذلك نسعى دائماً إلى تطبيق أفضل الممارسات في هذا المجال لتتناسب مع القطاع اللوجستي، ونسعى أيضاً إلى عقد شراكات مع مؤسسات تعليمية رائدة لتقديم دورات تدريبية متخصصة مستقبلاً. كما نهتم بتوفير بيئة عمل تشجع على الابتكار والتطوير المستمر لضمان تحقيق أعلى مستويات الأداء والجودة. وفي الحقيقة أود أن أشيد هنا بجهود الحكومة السعودية في ذلك المجال. فقد عينّا العديد من موظفينا الجدد من خريجي الأكاديمية السعودية اللوجستية ووجدنا تعليم الأكاديمية ممتازًا وقويًا والمخرجات التدريبية والتعليمية السعودية ممتازة وجاهزة لكل التحديات.

يذكر أن شركة الجهات الأربع السعودية تنشط في عملياتها في قطاعات عديدة مثل النقل والخدمات اللوجستية الشاملة والمتكاملة للفعاليات المباشرة، ونقل الأمتعة الشخصية، والأدوية والمستحضرات الطبية، والبضائع العامة، والبضائع القابلة للتلف، والمواد الخطرة، وغيرها. وتستفيد الشركة من البنية اللوجستية التحتية للمملكة عبر شبكة متطورة من 9 مطارات دولية و9 موانئ بحرية وأكثر من 5000 كيلومتر من الطرق السريعة عبر كامل أنحاء المملكة.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...