أعلنت السلطات الأمريكية مساء الأربعاء الماضي أنها رحلت مهندساً سعودياً اعتُقل لمدة 21 عاماً في سجن غوانتانامو العسكري سيء الصيت بشبهة تورطه في أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 ودون أن توجه إليه أي تهمة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان إن المفرج عنه هو غسان عبد الله الشربي (48 عاماً) الذي أوقف في آذار/مارس 2002 في مدينة فيصل آباد الباكستانية مع عضو آخر في تنظيم القاعدة.
وأوضح البنتاغون إنه يوم “4 فبراير/شباط 2022، قررت مجلس المراجعة الدورية (PRB) أن استمرار احتجاز غسان الشربي بموجب قانون الحرب لم يعد ضرورياً للحماية من التهديد الكبير المستمر للأمن القومي للولايات المتحدة.
وأوصى مكتب المراجعة الدائمة بنقل غسان الشربي مع مراعاة تنفيذ مجموعة شاملة من الإجراءات الأمنية بما في ذلك المراقبة وقيود السفر وتبادل المعلومات المستمر.
وقال البيان “في 21 سبتمبر 2022، أبلغ وزير الدفاع أوستن الكونغرس بنيته إعادة غسان الشربي إلى المملكة العربية السعودية، وبالتشاور مع شركائنا في المملكة، أكملنا متطلبات النقل المسؤول”.
وأضاف “تقدر الولايات المتحدة رغبة المملكة العربية السعودية والشركاء الآخرين في دعم الجهود الأمريكية المستمرة نحو عملية مدروسة وشاملة تركز على تقليص عدد المحتجزين بشكل مسؤول وإغلاق منشأة خليج غوانتانامو في نهاية المطاف”.
وتتكون لجنة مجلس المراجعة الدورية من مسؤول مهني كبير واحد من كل من وزارة الدفاع والأمن الداخلي والعدل والدولة، إلى جانب هيئة الأركان المشتركة ومكتب مدير المخابرات الوطنية.
وقال البيان “اليوم، لا يزال 31 معتقلاً في خليج غوانتانامو: 17 منهم مؤهلون للنقل؛ 3 مؤهلون لعضوية مجلس المراجعة الدورية؛ 9 يشاركون في عملية اللجان العسكرية؛ وأدين اثنان من المعتقلين في لجان عسكرية”.
من هو غسان الشربي؟
كان غسان الشربي موضع شبهة لأنه درس الهندسة في جامعة للملاحة الجوية بولاية أريزونا غرب الولايات المتحدة كما حضر صفوفاً لتعليم الطيران مع اثنين من عناصر القاعدة الذين خطفوا الطائرات التي استخدمت في تنفيذ هجوم سبتمبر.
وكان البنتاغون في بادئ الأمر يعتزم توجيه اتهامات إلى غسان الشربي ومعتقلين آخرين، لكنه عدل عن هذا الأمر في 2008 وأبقي معتقلاً في سجن القاعدة العسكرية في جزيرة كوبا بصفته مقاتلاً عدواً.
وكان وضع غسان الشربي في غوانتانامو حتى مطلع 2022 لا يزال ضبابياً، فلا السلطات الأمريكية وجهت إليه اتهامات لمحاكمته على أساسها ولا وافقت على إطلاق سراحه أسوة بغيره.
ولكن مصيره تغير في فبراير/شباط 2022 حين أصدرت لجنة في البنتاغون مكلفة النظر في طلبات الإفراج، قراراً أجازت فيه إطلاق سراح هذا الرجل المنحدر من مدينة جدة، معلّلة قرارها بأن غسان الشربي لم يشغل يوماً مركزاً قيادياً في هرم التنظيم الجهادي وكان، طوال فترة اعتقاله، ملتزماً بقواعد السجن.
وعللت اللّجنة قرارها بأن غسان الشربي يعاني من “مشاكل جسدية وعقلية” لم تحدّد طبيعتها.
وقالت اللجنة في قرارها إن غسان الشربي مؤهل للانضمام إلى البرنامج الذي تديره السعودية لإعادة تأهيل الجهاديين.
ويهدف البرنامج السعودي إلى إقناع الجهاديين رويداً رويداً بالتخلي عن الفكر المتطرّف، مع ضمان بقائهم تحت المراقبة أثناء عودتهم إلى الحياة المدنية.
ومع الإفراج عن غسان الشربي ينخفض عدد نزلاء غوانتانامو إلى 31 معتقلاً بعدما وصل هذا العدد في ذروته إلى نحو 800 معتقل.
- تابعونا:
