وصف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مشروع جريان بأنه “ثورة عمرانية وتنموية بكل المقاييس”، وأشار إلى المدينة الجديدة “جريان” بأنها ستوفر 250 ألف وظيفة جديدة، وستشكل أساسًا لتطوير منطقة أوسع تعادل مساحة أربع أو خمس محافظات. وأكد أن المشروع ليس مقتصرًا على الأراضي الزراعية فقط، بل يشمل تنمية متكاملة بجميع جوانبها. تعد هذه المدينة جزء حيوي من مشروع الدلتا الجديدة الأكبر، الذي يهدف إلى زيادة المساحات المزروعة في مصر بنحو 2.5 مليون فدان في منطقة غرب دلتا النيل. وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن أول مشروع عقاري في الدلتا الجديدة على مساحة 1600 فدان سيكتمل خلال 5 سنوات.
ويهدف مشروع الدلتا الجديدة، الذي بدأ في عام 2021، إلى تعزيز إنتاج المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة، مما سيساهم في خفض تكلفة استيراد الغذاء. يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المشاريع التنموية الكبرى التي أطلقتها مصر في السنوات الأخيرة، على غرار العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة.
تُعد هذه المشاريع حيوية لنمو مصر على المدى الطويل، لكنها في الوقت نفسه تثير انتقادات بسبب تكلفتها المالية الباهظة. فقد تضاعف الدين الخارجي لمصر أربع مرات بين عامي 2015 و2024، ليصل إلى 155.2 مليار دولار. وقد تلقت القاهرة دعمًا بمليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي لضمان استقرارها المالي.
من المتوقع أن تستوعب المدينة الجديدة ما لا يقل عن 2.5 إلى 3 ملايين أسرة مصرية. لم يتم الكشف عن التكلفة الإجمالية للمشروع، الذي ينفذ بالشراكة مع ثلاث شركات تطوير عقاري مصرية: “نيتشر أوف سكاي”، “بالم هيلز”، و”ماونتن فيو”.
صرح المطورون أن قناة متفرعة من النيل ستعبر حوالي 20% من مساحة المدينة البالغة 1680 فدانًا، وستستخدم للري وتوفير المناظر الطبيعية. كما سيضم المشروع مساكن فاخرة، وبرجًا يتألف من 80 طابقًا، وفروعًا لجامعات دولية، ومستشفيات، وفندقًا صديقًا للبيئة، بالإضافة إلى مناطق تجارية وإعلامية وثقافية. بدأت أعمال الإنشاء في المدينة قبل خمسة أشهر، ومن المتوقع أن تنجز خلال خمسة أعوام.