أطلق جاك دورسي، المؤسس المشارك السابق لتويتر (الآن X) والرئيس التنفيذي الحالي لشركة بلوك، تطبيق مراسلة جديدًا يُدعى “BitChat” بهدف توفير مستوى غير مسبوق من الخصوصية بدون إنترنت. ويتوفر التطبيق حاليًا على TestFlight لأجهزة آبل، ويعمل بالاعتماد على شبكات البلوتوث، ولا يتطلب أرقام هواتف أو اتصالاً بالإنترنت. يعمل بت تشات كمشروع مفتوح المصدر يحوّل أجهزة iOS و macOS إلى عقد في شبكة بلوتوث شبكية ذاتية التشكيل. يعمل كل جهاز كمرسل ومستقبل، ويكتشف الأجهزة المجاورة ويعيد توجيه الرسائل بينها ويخزنها مؤقتًا للمستخدمين غير المتصلين. الرسائل، سواء كانت خاصة أو جماعية، مشفرة بالكامل باستخدام بروتوكولات حديثة ولا يتم الاحتفاظ بها على أي خادم.
التحديات التقنية والنطاق المحدود
تثير طريقة عمل بت تشات تساؤلات حول كيفية معالجة قيود الاتصال عبر البلوتوث، والتي لا تتجاوز 100 متر يليها شبكة عشوائية تعمل حسب توفر الأجهزة. هذا يطرح تحديات كبيرة للتواصل بين المناطق النائية أو الجزر المعزولة عن المناطق الرئيسية. ومع ذلك، لا يتطلب التطبيق أي حساب أو رقم هاتف أو بريد إلكتروني، ويتم حفظ الرسائل على جهاز المستخدم فقط، وتحذف تلقائيًا عند إغلاق التطبيق ما لم يفعّل المستخدم خاصية التخزين المؤقت المحلي. ومن المتوقع أن يدعم بت تشات الاتصال عبر Wi-Fi Direct لتوسيع نطاق التغطية. تعتبر هذه الطريقة اللاسلكية واللامركزية مختلفة تماما عن تطبيقات مثل واتساب وتلغرام التي تعتمد على الخوادم السحابية.

يتعرض بت تشات للانتقادات، ومنذ إطلاقه، أُضيف تحذير على صفحته الرسمية على GitHub يفيد بأن البرنامج لم يخضع لمراجعة أمنية خارجية وقد يحتوي على ثغرات. جاء هذا التحذير عقب اكتشاف الباحث الأمني أليكس رادوسيا لثغرة خطيرة تتيح انتحال الهوية ضمن “نظام المفضّلين”، مما يسمح للجهات الخبيثة بخداع المستخدمين عبر مفاتيح اتصال مزيفة. كما أشار رادوسيا إلى أن بت تشات لا يجري أي تحقق فعلي من صحة المفاتيح أو مصادقة على هوية الطرف الآخر، مما يسمح باعتراض الاتصال أو التلاعب به. أثيرت مخاوف أخرى تتعلق بوجود خلل من نوع buffer overflow واحتمالات خرق “السرية المتقدّمة”. يقوم أسلوب عمل بت تشات على مبدأ البلوتوث الشبكي منخفض الطاقة (Bluetooth LE Mesh)، مما يتيح له تكوين شبكة لا مركزية من المستخدمين. على الرغم من التشفير المتقدم، فإن غياب التحقق الصارم من هوية المستخدمين يترك الباب مفتوحًا للهجمات المتطورة. يعيد بيت تشات تصميم التواصل الرقمي خارج قيود الإنترنت والخوادم. ومع ذلك، لا يزال التطبيق يحتاج إلى مراجعات جدية قبل أن يعتمد كوسيلة موثوقة للتواصل.