للمرة الأولى في التاريخ.. حقن خلايا دم معملية في جسد إنسان، مما يمثل أملا كبيرا للمرضى حول العالم، ويعد هذا الاختراق في العلوم الطبيةتطورا كبيرا للمرضى الذين يعتمدون على نقل الدم يعد نجاح نقل خلايا دم حمراء تم تطويرها في المختبر أي اصطناعية، إلى متطوعين في أول تجربة إكلينيكية من نوعها في العالم.
التجربة تمت بتعاون مشترك بين وحدة الدم في المعهد الوطني البريطاني لبحوث الصحة والرعاية البريطانية، وفرق بحثية وطبية في بريستول وكامبريدج ولندن.
طور الباحثون في المعهد خلايا الدم الحمراء من خلال تخليقها في المختبرات من الخلايا الجذعية و جاءت الخلايا الجذعية من المتبرعين بالدم.
أهمية التجربة
● يحتاج بعض الأشخاص إلى ما يصل إلى 12 وحدة من الدم كل أربعة إلى ستة أسابيع.
● يعاني مزودو الخدمات الطبية باستمرار من نقص في المتبرعين
● يتزايد فيه عدد المرضى الذين يعانون من اضطرابات الدم.
أهداف التجربة
في تصريحات خاصة لـ “أريبيان بيزنس”، أوضح البروفيسور روبرت نولز أحد المشاركين في التجربة والأبحاث التي سبقتها، أهداف التجربة على النحو التالي:
● استكشاف المدة التي ستستغرقها خلايا الدم الحمراء المزروعة في المختبر عند نقلها إلى متلقي، مقارنةً بضخ خلايا الدم الحمراء القياسية من المتبرع نفسه.
● التحقق من أنها لا تسبب أي آثار ضارة غير متوقعة.
ثورة علاجية
بحسب نولز، يمكن أن تُحدث خلايا الدم المُصنَّعة – التي تُنبت من الخلايا الجذعية للمتبرعين – ثورة في العلاجات لكثير من الاشخاص ومنهم:
● الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الدم مثل الثلاسيميا
● مرضى مرض فقر الدم المنجلي
● المرضى الذين يعتمدون طوال الوقت على عمليات النقل المنتظمة للدم أو تبادل الخلايا الحمراء.
تخليق الدم معمليا
يعتمد إنتاج الدم معمليا في الوقت الحالي على استخدام نوع معين من الخلايا الجذعية التي تنتج خلايا الدم الحمراء في الجسم، والتعامل معها لتنتج الدم في المعمل.
لكن هذه الخلية الجذعية تحترق قبل أن يتجاوز ما تنتجه 50 ألفاً من كرات الدم الحمراء.
لكن هناك أسلوب جديد طوره باحثون من جامعة بريستول البريطانية يعتمد على محاصرة الخلية الجذعية المسؤولة عن إنتاج الدم وهي في مرحلة مبكرة من مراحل النمو وزرعها لتنتج أعداداً لا نهائية من الخلايا الجذعية، وهو ما يقول العلماء إنه جعل هذه الخلايا “غير قابلة للموت”.
وبمجرد الحصول على هذا الكم الهائل من الخلايا الجذعية، تبدأ عملية تحفيزها لتتحول إلى خلايا دم حمراء.
عدم الحاجة لنقل الدم
يقول نولز ” نظريتنا هي أن الدم المُصنَّع الذي تم إنشاؤه في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة يمكن أن يكون خيارًا علاجيًا فعالًا للكثير من الأشخاص، مع فائدة إضافية محتملة أنه إذا استمرت الخلايا لفترة أطول في الجسم، فقد لا يحتاج المرضى إلى عمليات نقل الدم في كثير من الأحيان.
ويضيف ” قد يكون أيضًا خيارًا علاجيًا لأولئك المرضى الذين لديهم فصائل دم نادرة، يصعب العثور على متبرع مطابق لها ؛ لأن الدم المصنع سيسمح لنا باختيار فصائل الدم التي تزرع في المختبر”.
خطوة أولى مهمة
يضيف نولز ” التجربة هي الخطوة الأولى نحو إتاحة خلايا الدم الحمراء المزروعة في المختبر كمنتج سريري مستقبلي في السنوات المقبلة”.
ويضيف ” هناك حاجة إلى مزيد من التجارب قبل الاستخدام السريري، لكن هذا البحث يمثل خطوة مهمة في استخدام الدم المُصنَّع لتحسين علاج المرضى الذين يعانون من أنواع دم نادرة.
ويرى أن العالم يحتاج لسنوات قبل أن يتم استخدام الدم المزروع في المختبر خارج التجارب، وستستمر الغالبية العظمى من المرضى في الاعتماد على كرم المتبرعين بالدم في المستقبل المنظور.
” قد يستغرق إدخال علاجات جديدة ما بين خمس إلى 15 عامًا. هذه هي المرحلة الأولى من العديد من مراحل الاختبار المطلوبة على البشر،” بحسب نولز.
ومن المتوقع أن يكون الدم الصناعي أعلى تكلفة من الدم الذي يحصل عليه المرضى عن طريق التبرع التقليدي، لذا من الممكن أن يقتصر استخدامه على حالات من ذوي فصائل الدم النادرة في مراحله الأولى.
