“عم بتضوي الشمس عالأرض المزروعة.. عم بتضوي الشمس والدنيي عم توعى”، ينساب صوت فيروز الدافئ في أوصال المهاجر فيبث فيها الحياة، يغمض عينيه ويرتشف فنجان قهوته العربية الساخن باستمتاع، يستشعر الوهج على وجهه.. لا يريد أن يفتح عينيه فيصدمهما الواقع عبر النافذة حيث صباح شتاء لندني بارد مظلم مُقبض.
اكتئاب
ذلك هو شعور عدد كبير من البريطانيين في الشتاء، والأمر أكثر قسوة على المهاجرين الذين يعانون بالفعل من الغربة، وتقول الدراسات:
- إن ثلث البريطانيين يعانون من من الإضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو شكل من أشكال الاكتئاب الناجم عن التغيرات في ضوء الشمس والطقس والتي تحدث بشكل أساسي في فصل الشتاء
- ويعتقد بعض الخبراء أن التغيرات الموسمية تعطل إيقاع الجسم اليومي أثناء ساعات النوم والاستيقاظ، وهو الإيقاع الذي يجعلنا نشعر بالنشاط واليقظة أحيانا وبالنعاس في أوقات أخرى
- هناك نظرية أخرى تفترض أن الفصول المتغيرة تعطل الهرمونات التي تفرز في جسم الإنسان، مثل السيروتونين والميلاتونين، والتي تنظم عملية النوم والمزاج ومشاعر الرفاهية والسعادة
الأعراض
بغض النظر عن الأسباب، يمكن للعلامات والأعراض التالية أن تحدث:
- التهيج
- تدني الحالة المزاجية
- الشعور باليأس
- صعوبة الاستيقاظ
- الخمول أثناء النهار
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها
- الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات
- زيادة الوزن
- كثرة النوم
ضوء الشمس
العلاج الأساسي للاضطراب العاطفي الموسمي هو ضوء الشمس. وفي هذا الإطار، يقدم فندق “رودينغ بارك” في هاروغيت بريف يوركشاير الخلاب في إنجلترا، لضيوف منتجعه الصحي الفاخر “روف سبا” غرف العلاج بأشعة الشمس لمساعدتهم على التغلب على مخاطر الحرمان منها في الشتاء حيث يمكن للضيوف الاسترخاء فيها على كراسي. وذلك بحسب موقع رودينغ بارك.
محاكاة
وتوفر تلك الغرف:
- أجهزة محاكاة لأشعة الشمس
- مع تصفية الأشعة فوق البنفسجية الضارة
- يُوصى بجلسة مدتها 20 دقيقة كجزء من تجربة المنتجع الصحي
- يقول موقع رودينغ بارك إن ذلك يساعد على تقليل الاضطرابات العاطفية الموسمية، والاستمتاع بنوم جيد، وزيادة الطاقة، وإنتاج فيتامين د، وتسكين الأوجاع والآلام
بزنس “الشمس”
وهكذا، تنضم غُرف العلاج بالشمس إلى قائمة البزنس الذي ارتبط بها مثل:
- السياحة الشاطئية، والتي تعني الشمس المشرقة والمياه الرائقة
- الطاقة الشمسية، وهي بزنس واعد سواء بالنسبة للأفراد أو الدول
- إلهة، كانت بزنس للكهنة الذين جعلوها إلهة في العديد من الحضارات القديمة، فقد عبدها التدمريون والبابليون والكنعانيون، فضلا عن الفراعنة والصينيين وغالبا ما كان ينظر إليها كمصدر للقوة والطاقة، فكان الفراعنة يعتقدون أن الإله رع، إله الشمس والسماء هو خالق كل شىء حى
كسوف الشمس
إذا كانت الشمس تغيب لفترات طويلة في شمال أوروبا في الشتاء، فإنها قد تغيب أيضا بسبب ظاهرة طبيعية هي كسوف الشمس، وهي ظاهرة يمكن أن تحدث في أي مكان على سطح الأرض. وتاريخ اهتمام البشرية بها يرجع إلى آلاف السنين. تذكر وكالة ناسا الفضائية أن أول تدوين سجلته البشرية، يحمل إشارة لحدوث ظاهرة الكسوف، يرجع إلى حوالي 5 آلاف سنة مضت.
أساطير
حاول البشر قديما تفسير ظاهرة الكسوف:
- تقول أسطورة هندوسية إن شيطانا يطارد الشمس والقمر مُحاولا أكلهما، وعندما يبتلع الشمس يحدث الكسوف الشمسي، وعندما يبتلع القمر يحدث الخسوف القمري
- يعتقد شعب باتا ماليبا الذي يعيش في توغو وبنين في أفريقيا أن سبب الكسوف معركة بين الشمس والقمر
- وتحكي الأساطير الكورية عن كلاب أسطورية تحاول سرقة الشمس
- وكان الإغريق يعتبرون الكسوف غضبا من الآلهة
العرب قبل الإسلام
يرى بعض الباحثين أن عبادة العرب قبل الإسلام هي عبادة كواكب في الأصل وأن أسماء الأصنام والآلهة، وإن تعددت وكثرت، فهي ترجع إلى ثالوث سماوي مقدس يتألف من كل من: الشمس والقمر والزهرة. فهذه الأجرام السماوية لفتت أنظار العرب لاعتقادهم أنّ لها تأثير على الزرع والأرض والإنسان. وتقول الأسطورة العربية القديمة إن الإلهة الشمس تزوجت من الإله القمر، وأنجبا الزهرة (عشتار)، فتكونت العائلة الثالوثية السماوية.
- تابعونا:
