Posted inأخبار أريبيان بزنسمجتمعمقالات

المرحلة القادمة من مسيرة المرأة السعودية تتطلب إعادة تعريف التمكين

الدكتورة مي طيبة، عضو مجلس أمناء مجتمع جميل السعودية

تعتبر المرأة نواة المجتمع والأساس الذي ترتكز عليه المجتمعات، فالمرأة هي الأم وربة المنزل ومربية الأجيال وقائدة الأعمال وهي بوصلة المجتمع. ولا يمكن لأي مجتمع تحقيق تنمية ، ولا استدامة دون دور فاعل للنساء كرائدات أساسيات للتغيير. إن الحديث عن دور المرأة لا يمكن حصره بمكان وزمان أو قطاع أعمال محدد، فالمرأة هي نصف المجتمع ودورها في البيت لا يقل عن دورها خارجه. فالمرأة أم ترعى أبناءها وتوجههم نحو التميز والنجاح، وشريك مساند لنجاحات الرجل لذلك فالمرأة فإن حصر دعم المرأة وإبراز دورها في قطاعات الأعمال قد لا يكون منصفاً، لذلك فعلينا توفير الرعاية للمرأة ودعمها بصرف النظر عن مكان عملها.

وهنا في المملكة العربية السعودية أخذت المرأة حقوقها منذ زمن بعيد، إلا أن ما نشهده اليوم هو توسيع لحضورها في كافة قطاعات الأعمال وفي العمل المجتمع والأسري أيضاً.  فقد أقدمت المملكة العربية السعودية على إدخال تغييرات تاريخية لدعم المرأة، وتمكينها، وتأهيلها، وإدماجها في خططها التنموية عبر مختلف الأصعدة، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. كما تتواصل الجهود لاتخاذ تدابير استراتيجية واستباقية لرفع مشاركة المرأة في القوى العاملة والتي هي أحد أهم مستهدفات رؤية 2030.

وفيما يتعلق بتعريف مفهوم تمكين المرأة بقدرتها على اكتساب القوة، والسيطرة على حياتها، وتعزيز دورها كعنصرٍ أساسي وفاعل في مجتمعنا. وينطوي ذلك على رفع الوعي، وبناء الثقة بالنفس، وتوسيع الخيارات، وزيادة الوصول إلى الموارد، وتغيير الهياكل التي لا تزال مؤيدة للتمييز وعدم المساواة بين الجنسين.

وقد حققت المملكة تحسنا كبيرًا خلال السنوات الخمس الماضية في عدة مؤشرات مرتبطة بالمرأة، من أبرزها مؤشر حصة المرأة في سوق العمل (20 بالمائة من إجمالي القوى العاملة في الربع الأول من 2022)، ومؤشر المشاركة الاقتصادية للسعوديات والتي وصلت إلى 33.6% (أي امرأة واحدة من كل ثلاث سعوديات)، ومؤشر “المرأة، أنشطة الأعمال، والقانون” الصادر عن مجموعة البنك الدولي والذي سجلت فيه 80 نقطة من أصل 100 في العام 2021. وهي تسير على المسار الصحيح لتمكين نسائها من أن يصبحن حاضرات في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كونهن شركاء في بناء الوطن ومسيرة التنمية المستدامة التي يقودها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله.

ولا تقتصر هذه الجهود على الكيانات الحكومية فحسب، حيث تشارك مختلف الجهات من القطاعين الخاص والغير ربحي في مسيرة التغيير، ومن بينها مؤسسة “مجتمع جميل السعودية” التي تساهم في تدريب وتطوير المهارات التي يطلبها سوق العمل من السعوديين والسعوديات، وقامت منذ عام 2003 بإنشاء أكثر من 360 ألف فرصة عمل في حين استفاد 500 ألف شخص من برنامجها للتوظيف. وفي عام 2021 وحده، ساعد “باب رزق جميل”، وهو أحد مبادرات مجتمع جميل السعودية، في إنشاء 14,230 فرصة عمل، منها 4,088 لنساء المملكة. حيث يُعد تمكين المرأة أحد المحاور الرئيسية لعمل مؤسسة “مجتمع جميل السعودية”.  و قد اطلق مجتمع جميل السعودية عدة مبادرات متخصصة لتعزيز الدور الحيوي للمرأة في المجتمع السعودي،  من بينها برنامج “تنوير” الذي شاركت فيه 60 طالبة حتى الآن، وأكاديمية “نفيسة شمس” التي تتيح دورات تدريب وإعادة تأهيل للمرأة السعودية على النطاق الإنتاجي والإبداعي، وقد دعمت الأكاديمية منذ إنشائها في 2006 أكثر من 17،000 امرأة عبر 54 برنامج تدريبي لتطوير المهارات وريادة الاعمال.

كما قدمت نفيسة شمس “برنامج العمل من المنزل” لتزويد النساء بالتدريب والمواد الخام مقابل منتجاتهن الحرفية الأصيلة، كالسجاد والأزياء والمنتجات المتنوعة. و يدعم برنامج “عمل المرأة من المنزل” اليوم ما يزيد عن 270  سيدة  ينتجن منتجات يدوية وحرفية مميزة و بطاقة انتاجية 7000 قطعة شهريا. ويتم تشجيع رائدات الأعمال على متابعة طموحاتهن في حاضنة نفيسة شمس التي توفر بيئة ملهمة للنساء، وتساعدهن في استخراج تراخيص المشاريع، وتوليد الدخل من خلال ساعات عمل مرنة تلبي احتياجاتهن المتغيرة.

ان مبادرات مجتمع جميل السعودية والتي تهدف الى تحقيق رؤية 2030 و غيرها من مثل هذه المبادرات تفتح أبوابا جديدة من الفرص أمام النساء والفتيات السعوديات من مختلف الخلفيات الاجتماعية والمستويات التعليمية، مما يؤدي إلى الاستقلال المالي وتعزيز ظروفهن من خلال التعليم، ورفع الوعي، ومحو الأمية، و زيادة فرص التوظيف.

سامر باطر

سامر باطر

محرر موقع أريبيان بزنس- ومجلتي أريبيان بزنس وسي إي أو CEO العربية، صحافي عربي بخبرات تشمل مجالات عديدة من الاقتصاد...