تشهد أسواق الكمأ أو ما يعرف بـ “الفقع” إقبالاً ملحوظاً في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية بأنواع متعددة وأسعار متفاوتة مع بوادر الربيع وظهوره مبكراً هذا العام في صحاري المنطقة.
وسنوياً، بعد بداية موسم الأمطار بشهرين أو أقل قليلاً، يُهرع السكان المحليون شمالي السعودية في مناطق حفر الباطن، وعرعر، ورفحاء، لحمل أدوات الفلاحة بحثاً عن الكمأ (اللؤلؤ الصحراوي) لجلبه إلى أسواق المدن الكبيرة، وهو بحسب الباعة المتجولين مدر للأموال بشكل مجز، إذ يصل سعر الكيلو غرام إلى 2500 ريال (666 دولاراً)، وأحياناً يتضاعف السعر بحسب الحجم.
وسجل سوق الكمأ الموسمي النادر غالي الثمن في محافظة رفحاء، بحسب وكالة الأنباء السعودية، مبيعات تجاوزت 250 ألف ريال (66 ألف دولار) خلال الأيام العشرة الماضية، إذ تعد الأعلى على مستوى المنطقة.
وقال بائع الفقع فهد فروان إن سعر الكيلو جرام من الفقع يبدأ من 350 ريال (93 دولاراً) أما الفقع صغير الحجم فتتراوح أسعاره بين 500 و700 ريال لكرتون الفلين الصغير، موضحاً أن الأسعار تتأثر بتوافد زوار المحافظة من المناطق أو دول الخليج العربي، فيما تشهد أسواق محافظة طريف التي خصصتها بلدية المحافظة بيعاً بكميات متوسطة، إذ وصل سعر الكيلو إلى 200 ريال (53 دولاراً).
ومن المتوقع أن تشهد أسواق بيع الفقع في كل من مدينة عرعر ومحافظات رفحاء وطريف والعويقيلة والقرى التابعة لها خلال الأسابيع القليلة القادمة وفرة في بيع الكمأ بأسعار متفاوتة.
الكمأ النادر وغالي الثمن
تنحدر الكمأ من عائلة فطرية تسمى الترفزية أو (erfeziaceae) في اللاتينية، تختلف مسمياتها بين مشارق الأرض ومغاربها، إذ تعرف بـ “الفقع” بين سكان دول الخليج، ويطلق عليها مواطنو ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب “الترفاس”، لكنها في السودان لا تعرف إلا بـ “عبلاج” أو “ابن الرعد”، إلا أن المسمى المشترك الذي يمكن أن يفهم في أي بقعة جغرافية هو “الكمأة”، ويأتي الوصف من كونه مختفياً تحت سطح الأرض.
وتنمو النبتة لذيذة المذاق على شكل درنة البطاطا، ولا تحتاج إلى فلاح ماهر يرقب ظهورها ولا حتى يقوم بنثر بذورها تحت الأرض، إذ إنها تظهر من باطن الأرض بفضل الأمطار والرعود ومواسم الربيع مرة واحدة في العام.
وينتشر الكمأة الذي يعد أحد كنوز الصحراء عادة في المناطق الصحراوية شمال السعودية، وفي دولة الكويت والعراق وصحراء سوريا.
