في ظل استمرار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية والصين، اليوم الأحد، عن تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، بهدف توفير بيئة أكثر استقرارًا للشركات، وتسريع المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ثلاثي للتجارة الحرة.
جاء ذلك خلال اجتماع وزراء التجارة والصناعة للدول الثلاث في سيول، حيث شددوا على ضرورة مواجهة تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية المتزايدة.

يعتمد اقتصاد الدول الثلاث بشكل أساسي على الصادرات، وتتأثر كل منها، بدرجات متفاوتة، بالسياسات التجارية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
تسريع مفاوضات التجارة الحرة
وأكد وزراء التجارة في الدول الثلاث التزامهم بـ”تسريع المفاوضات” للتوصل إلى اتفاق شامل ومنصف للتجارة الحرة، وفقًا لبيان مشترك صدر عقب الاجتماع.
وكانت هذه المفاوضات قد انطلقت في عام 2013، لكنها شهدت تباطؤًا حتى عام 2019. غير أن التحديات التجارية الجديدة دفعت الدول الثلاث إلى تكثيف جهودها منذ عام 2024 لإحياء الاتفاق.
تعزيز الاستقرار في التجارة وسلاسل الإمداد
شدد الوزراء على أهمية تعزيز بيئة تجارية حرة ومنفتحة، مؤكدين أن أهمية التعاون بين الدول الثلاث سيساعد في ضمان استقرار سلاسل الإمداد وتبادل المعلومات حول الصادرات.

كما أبدت الدول التزامها بدفع إصلاح منظمة التجارة العالمية وتعزيز الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، والتي تضمّ الصين و14 دولة آسيوية أخرى.
حذرت الحكومة الصينية في بيان لها من تصاعد السياسات الحمائية عالمياً، مؤكدة أن هذه النزعة تفرض تحديات كبيرة على التجارة العالمية وتزيد من حالة عدم اليقين.
وشدد البيان على مسؤولية الدول الثلاث في دعم النظام التجاري المتعدد الأطراف وتعزيز التكامل الاقتصادي.
التأثيرات الاقتصادية للرسوم الأمريكية
يأتي هذا الاجتماع بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم منتصف مارس، وقبيل دخول رسوم إضافية على السيارات المستوردة حيز التنفيذ في أبريل.
وتشكل اليابان وكوريا الجنوبية 16% و15% من واردات السيارات إلى الولايات المتحدة، بينما تواجه الصين رسومًا إضافية بنسبة 20% على صادراتها إلى السوق الأميركية.
حجم التأثير العالمي
تمثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية معًا نحو 20% من سكان العالم، و25% من الاقتصاد العالمي، و20% من إجمالي حجم التجارة الدولية.

