من سوريا ولبنان وحتى العراق ومصر واليمن والسودان والصومال، يصيب التقزم بسبب الجوع وسوء التغذية مئات الآلاف من الأطفال في دول عربية عديدة.
سوريا ، 609 آلاف طفل
أكثر من 609 آلاف طفل سوري أعمارهم دون الخامسة يعانون من التقزم، أي المرض الناجم عن نقص التغذية، وفق أحدث تقارير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف). وحذّرت اليونيسف مؤخرا من أن اثني عشر عاماً من النزاع والزلازل المميتة الأخيرة تركت ملايين الأطفال في سوريا في خطر متزايد من الإصابة بسوء التغذية. مع دخول النزاع في سوريا عامه الثالث عشر في 15 مارس / آذار، ا لا تزال أعمال العنف مستمرة في عدة مناطق من البلاد، لا سيما في الشمال الغربي. وتستمر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال. منذ بداية النزاع، قُتل أو جُرح حوالي 13 ألف طفل في سوريا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. لا يزال الأطفال يعيشون في خوف من الهجمات والنزوح ومستويات سوء تغذية آخذة في الارتفاع. وفقاً للتقديرات، فإن أكثر من 609,900 طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في سوريا. ينجم التقزم عن نقص التغذية المزمن ويسبب أضرارًا بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها. ويؤثر ذلك على قدرتهم على التعلم وإنتاجيتهم في مرحلة البلوغ.
لبنان، 90 بالمئة من الأطفال
يعاني لبنان كما دول المنطقة الغارقة في الأزمات السياسية والاجتماعية من معدلات عالية من النقص في التغذية إلى درجة بات الحصول على القوت مشكلة يومية، يدفع ثمنها الأطفال من صحتهم وسلامة نموهم. ” ويعاني أكثر من 90 في المئة من الأطفال لا يستوفون معايير الحد الأدنى للحصول على الوجبات الغذائية المتنوعة والمتكررة، التي يحتاجون إليها، أو النظام الغذائي المقبول خلال الفترة الحاسمة في حياتهم التي تساعدهم على النمو والتطور حتى سن الثانية” ولبنان من بين دول المنطقة التي تستورد أكثر من 90 في المئة من غذائها، وتعاني من سوء التغذية بين الأطفال أصلا، بسبب الأزمات المستمرة فيها. ويتلقى 36 في المئة فقط من صغار الأطفال في المنطقة التغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية. وتعتبر المنطقة أيضا موطنا لمعدلات عالية من النقص في التغذية ونقص المغذيات الدقيقة. ويعاني ما معدّله واحد من كل خمسة أطفال تقريبا من التقزم، بينما يبلغ متوسط معدل الهزال ما نسبته 7 في المئة. والتقزم يشير إلى الطفل الذي يعاني من قصر القامة بالنسبة لعمره، فيما يعني مرض الهزال أن الطفل نحيف للغاية (النحيل) بالنسبة لطوله. أما نقص التغذية فيشير إلى التقزم والهزال معا.
السودان، 650 ألف طفل
منظمة يونيسف أكدت، في بيان أن “8.2 ملايين من الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية (في السودان) من النساء والفتيات، و7.8 ملايين من الأطفال”. وأضاف البيان أن “3 ملايين طفل دون سن الخامسة يعانون حالياً من سوء التغذية الحاد، منهم 650 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد”. قدر الأمم المتحدة أن 18 مليوناً من إجمالي 45 مليون سوداني سيعانون بنهاية السنة من انعدام الأمن الغذائي، أكثرهم معاناة 3.3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور. ولا يزال السودان يواجه باستمرار مستويات عالية من سوء التغذية الحاد والتقزم، ما يشكل مشكلة كبيرة على الصحة العامة.
اليمن، 46 بالمئة من الأطفال
أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، أن 46 بالمئة من أطفال اليمن يعانون من مرض التقزم وسط انتشار سوء التغذية في البلاد.
وقالت المنظمة في تقرير: “يعاني حوالي 46 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في اليمن من التقزم المزمن، الذي سيعيق نموهم العقلي والبدني وإنتاجيتهم مدى الحياة، مع زيادة التعرض للأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ، ما يعرض رأس المال البشري للخطر”.
مصر، الجوع يسبب ثلي وفيات الأطفال
تقديرات اليونيسيف، تشير إلى أن سوء التغذية يسبب ثلثي وفيات الأطفال، فيما تعتبر مصر ضمن 36 بلدا يتركز فيها 90% من سوء التغذية العالمي.
ووفقا للتحذيرات الطبية، فإن الأنيميا (فقر الدم أو نقص في الخلايا الحمراء/ الهيموغلوبين في الدم الذي يؤدي إلى شحوب وإرهاق) تمثل تحديا كبيرا في مصر حيث تؤثر على 27.2% من الأطفال دون سن الخامسة، ونحو 25% من النساء في سن الإنجاب (15-49 سنة).
ويعد فقر الدم أثناء الحمل أحد الأسباب الرئيسية لفقر الدم عند الرضع والأطفال، ويمكن لسلسلة من العلاجات ذات التكلفة المعقولة خلال الأيام الألف الأولى من حمل المرأة أن تخفف من المشكلة.
أطفال الدول العربية بالأرقام
- إجمالي عدد الأطفال في المنطقة: أكثر من 178 مليون طفل.
- الأطفال المحتاجون: 38 مليون طفل (أي بمعدل طفل من بين كل خمسة أطفال) -أو ما نسبته 20 في المائة من الأطفال المحتاجين على مستوى العالم.
- مجموع النازحين من الأطفال: أكثر من 6 ملايين طفل.
- مجموع اللاجئين من الأطفال: 6.3 مليون طفل.
- قد يصل عدد الأطفال الذين يعيشون في أسر فقيرة في المنطقة حسب تقديرات اليونيسف إلى 60.1 مليون طفل بحلول نهاية عام 2020.
- تُعتبر المنطقة موطن أعلى معدلات البطالة بين الشباب على مستوى العالم.