الإمارات تقود طريق الروبوتات الطبية

باتت الإمارات بؤرة ناشئة على نحو متسارع للابتكار في الروبوتات في ظل البيانات الحديثة التي تشير إلى ارتفاع مطرد في البحث عبر الإنترنت عن الروبوتات الطبية (نسبة الارتفاع 66.7%) روبوتات الذكاء الاصطناعي (50%) ومزايا الروبوتات (150%).

وذكر بيان تلقى أريبيان بزنس نسخة منه إن هذا الارتفاع في مستويات الاهتمام بالروبوتات يعكس مدى أهمية الدور الذي تضطلع به في نمو الإمارات وتطورها.

وبحسب ملاحظات رصدتها شركة “روبوسكالبتور” المتخصصة في الروبوتات والتي تُعد رائدة في هذا القطاع على مستوى الإمارات، فإن “الروبوتات تغير طريقة حياتنا وعملنا، وتُعد الإمارات في طليعة هذا التحول. ومع ارتفاع مستويات الاهتمام بالروبوتات الطبية وروبوتات الذكاء الاصطناعي، نشهد تطورات مذهلة في الصناعات الحيوية التي من شأنها تغيير حياتنا إلى الأفضل. ويُبرز ارتفاع نسبة البحث عبر الانترنت عن هذه التقنيات مدى تحمس الناس لمعرفة المزيد عن الروبوتات والاستفادة من قدراتها”.

لقد غير استخدام الروبوتات الطبية قواعد اللعبة في مجال الرعاية الصحية. وبات الجراحون في الإمارات يتجهون بصورة متزايدة إلى عمليات الجراحة المدعومة بمساعدة الروبوتات، لأداء الإجراءات الجراحية المعقدة على نحو أكثر دقة وكفاءة. ووفقاً لتقرير حديث، فمن المتوقع ارتفاع قيمة سوق الروبوتات الطبية في الإمارات لتصل إلى 182 مليون دولار بحلول العام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 14.2 بالمئة على مدار السنوات الخمس الممتدة من 2020 إلى 2025.

وبحسب ما ورد في أول دورة من دورات فعالية “روبوداي”، والتي أقيمت في دبي منذ شهرين، فمن المتوقّع أن تساهم التقنية فائقة الحداثة التي تعتمدها روبوسكالبتور، وهي الجهة المنظمة للفعالية، على نحو هائل في تحقيق هذا النمو، مع إمكانية تحسين نتائج العلاج وخفض كلفة الرعاية الصحية في الدولة.

ومن شأن ارتفاع مستويات البحث عبر الانترنت عن الروبوتات أن يدعم أيضاً التوجه صوب تحول صناعات متنوعة في الإمارات، من التصنيع إلى الضيافة، وذلك من خلال زيادة الكفاءة وخفض الكلفة.

وتدرك حكومة الإمارات هذه الإمكانيات جيداً، ذلك أن البيانات الحديثة تشير إلى أن الإمارات تُعد واحدة من البلدان الرئيسية على مستوى العالم في تبني الذكاء الاصطناعي.

ومن أبرز هذه البيانات ما ورد في تقرير أصدرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز (بي دبليو سي) البريطانية الشهيرة للخدمات المهنية، إذ توقعت بيانات التقرير أن تبلغ قيمة مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد الإمارات 182 مليار دولار بحلول 2035.

ويعكس الاهتمام المتزايد بالروبوتات في الإمارات مدى التزام الدولة بتحسين مستويات التقنيات الناشئة، بحيث تتمكن من قيادة النمو والابتكار. ومع الإعلان أخيراً عن تدشين أكبر مُنشأة متكاملة على مستوى العالم لإدارة المخلفات والنفايات، فمن الواضح أن الإمارات تتطلع لأن تصبح مركزاً عالمياً للتقنية المستدامة، ومن المتوقع أن تضلع الروبوتات بدور كبير في تحقيق هذه التطلعات.

وبات دور الروبوتات في مجال الطب، وبصفة خاصة في قطاع طب التجميل، يتطور بصفة متسارعة، وليست الإمارات استثناءً من ذلك. ويُعد جهاز روبوسكالبتور واحداً من أحدث الابتكارات في هذا القطاع، إذ يجمع الجهاز بين خصائص علاج الجسم باستخدام الروبوتات، كي يوفر طريقة فريدة وتتسم بالكفاءة لنحت الجسم.

وتشير البيانات الحديثة إلى تنامي الاهتمام بالروبوتات في الإمارات. وبحسب تقرير صادر عن جوجل تريندز، فإن البحث المرتبط بالروبوتات عبر جوجل قد ارتفع في الإمارات بنسبة تجاوزت 80 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية، مع ارتفاع هائل بصورة خاصة في نسبة البحث خلال العام وحده، على وجه التحديد. وبينما بات المستهلكون في الإمارات أكثر اهتماماً بالتقنية والأتمتة على نحو لافت، فإنه من المتوقع ارتفاع الطلب في الدولة بصورة هائلة على هذه الأجهزة.

ويُعزى هذا النمو بصفة جزئية إلى الطلب المتنام على العمليات التي تتطلب أدنى حد ممكن من التدخل الجراحي، بالإضافة إلى التطورات التقنية التي جعلت الروبوتات الطبية أكثر دقة وفعالية. ويُعد هذا النمو بمثابة إشارة واضحة إلى التوسع المستمر الذي تشهده سوق الروبوتات الطبية والتجميلية. ومن المنطقي أن الشركات المصنعة لهذه الروبوتات تبدو مُهيأة للاستفادة من هذا التوجه التوسعي.