Posted inأخبار أريبيان بزنس

إردوغان بعد 12 عاماً في العراق، النفط مقابل المياه

أردوغان يزور بغداد
سيزور الرئيس التركي بغداد لمناقشة قضايا أبرزها المياه

يترقب العراق زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال الأيام القليلة المقبلة، إلى بغداد لمناقشة جملة من الملفات المشتركة بين البلدين الجارين وعلى رأس تلك الملفات الماء حيث تعاني بلاد النهرين من “شبح” جفاف نهري دجلة والفرات ووصفت تقارير محلية الزيارة بـ “مقايضة النفط العراقي بمياه نهر دجلة والفرات”.

وتُرافق هذه الزيارةَ، الأولى من نوعها منذ 12 عاماً والتي تتضمن ملفات ساخنة ومعقدة كثيرة، ولا سيما المياه والأمن بتفرّعاته العديدة والنفط، توقعات مراقبين باحتمال أن تجري مقايضة بين استئناف تصدير نفط كردستان عبر ميناء جيهان التركي، وفتح أنقرة السدود التركية لتوفير كمية أكبر من المياه للعراق الذي بات على أبواب العطش.

وأشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بحث مع السفير التركي لدى بغداد علي رضا كوناي، ملفات عدة من بينها الزيارة المرتقبة لإردوغان إلى العراق، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب التركي حتى الآن بشأن موعد الزيارة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجانب العراقي الذي لم يعلن موعدها الرسمي.

ولتركيا تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية مع العراق، والتي تطغى عليها منذ سنوات ملفات شائكة كوجود القوات التركية في إقليم كردستان العراق شبه المستقل بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني وشن عمليات عسكرية ضد مقاتليه، وقضية المياه التي تتهم بغداد دائماً أنقرة بحجب حصتها منها، فضلاً عن الملف الاقتصادي والتجاري الكبير بين الجانبين، حيث تستورد العراق معظم حاجته من السلع والبضائع من تركيا.

وتبسط تركيا نفوذها العسكري، منذ سنوات، على مناطق عدة في شمال العراق، فيما تنشر عشرات القواعد والثكنات العسكرية على الحدود العراقية – التركية، وتحديداً على بعد 200 كيلومتر تقريباً من الحدود التركية في الداخل العراقي، وهو ما تنتقده الحكومات العراقية المتعاقبة منذ العام 2003.

أزمة المياه العراقية

يعاني العراق، بلد المياه تاريخياً، أزمة مياه شديدة أدت إلى خسارة البلاد 70 بالمئة من مساحاتها الخضراء، ونفوق مئات الأطنان من الأسماك، الأمر الذي أثار مواقف شعبية وسياسية ضد تركيا بسبب تقليص الحصة المائية العراقية وبناء السدود في الدولة الجارة. وبناءً عليه، فإن أبرز الملفات التي ستتناولها الزيارة، وفقاً لمصادر حكومية عراقية، هي الاقتصاد، والأمن، وتصدير النفط، ومشروع طريق التنمية، والمياه، والتبادل التجاري.

وقالت تقارير إن زيارة أردوغان للعراق مهمة على الصعد كافة، ولا سيما في القضايا المرتبطة بمصلحة البلدين كالمياه وتصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي، والذي توقف منذ شهرين تقريباً، إثر دعوى قضائية رفعها العراق خلال 2018 في محكمة التحكيم الدولية.

ولكن الحكومة العراقية الحالية تميل إلى التهدئة، لا سيما في علاقاتها مع تركيا وإن شابتها توترات بسبب القصف الجوي التركي ضد المدنيين في قرى وبلدات إقليم كردستان بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني الذي يُعتبر العدو اللدود لأنقرة.

وأكدت تقارير على وجود نية حكومية للتفاوض بشأن حصة المياه، وإنهاء الأزمة الحاصلة، فضلاً عن مناقشة مشروع طريق التنمية الذي يمر عبر تركيا إلى أوروبا، ويأمل العراق منه جعله مستقراً خلال السنوات المقبلة.

وذكرت صحيفة “الصباح” العراقية نقلاً عن مصدر حكومي رفيع أمس الإثنين، “سيتسيد ملفان مهمان المباحثات والمناقشات خلال اللقاء، إذ سيطرح ملف المياه بشكل أساسي، بينما ستركز تركيا على أن تكون شريكة أساسية في مشروع طريق التنمية وأن لا تكون بلد مرور”.

وأضاف المصدر أن “الأتراك سيساومون بشكل كبير جداً على مسألة زيادة الإطلاقات المائية، بينما سيتمسك العراق بالقوانين الدولية ويفاوض اتكاء عليها”، معتبراً أن “نتائج الزيارة ستكون إيجابية جداً”.

وقال الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان للصحيفة العراقية إنه “لا باس بإدخال تركيا شريكاً في مشروع طريق التنمية وأن يمارس العراق ضغطاً في هذا الإطار، خصوصاً أن انطلاق طريق التنمية سيكون من الفاو وليس من الأراضي التركية”، موضحاً أن “مشاركة تركيا ستكون لها فائدة للبلدين، فضلاً عن ممارسة الضغط عليها بملف المياه وأن تكون شريكاً قريباً لأن الجوار بين البلدين يخدم بإقامة علاقات حسن الجوار”.

وأكد أنطوان أن “المشروعات والمدن الصناعية والسكنية على ضفاف نهري دجلة والفرات ستدفع تركيا إلى تغذية تلك المدن بالمياه”.

وكان وزير التجارة أثير داود الغريري، أبدى في وقت سابق، حرص الحكومة على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع تركيا، بينما أشار إلى التوجه لإقامة مشاريع صناعية كبيرة ومشتركة.

وقال السفير التركي، في تصريحات صحافية، إن “العراق شريك أساسي في طريق التنمية الاقتصادي، ونحن فخورون بالعلاقات التي تربطنا مع العراق ونقيمها بشكل كبير وهذا طبيعي كوننا من دول الجوار وتطوير التجارة بين البلدين يسهم بتطوير العلاقات في جميع الجوانب”.

وأعرب عن ترحيبه “بحل الملفات العالقة مع بعض الشركات التركية المتعاقدة مع وزارة التجارة لتكون رسالة إيجابية لباقي المستثمرين الأتراك”.

ووصف تلفزيون وان نيوز العراقي زيارة أردوغان إلى بغداد بـ “مقايضة الماء بالنفط”، وقال تقرير مصور للقناة “إن رجب طيب أردوغان سيزور بغداد ليبيع الماء للعراقيين، فالرئيس التركي لا يمكن أن يفرغ السدود التركية أو يتوقف عن بناء سدود جديدة من أجل أغوار العراق ومن أجل جفاف نهري دجلة والفرات، فإيران عملت قبل تركيا على ذلك بتحويل مجرى الأنهار التي تنبع من أراضيها بحيث لم تعد تصب في نهر دجلة كما كان يحدث في الماضي وكل الأنهار العراقية الصغيرة التي كانت تتغذى على المياه القادمة من إيران أصبحت اليوم مجرد ذكرى”.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا