تطرق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين بعد فوزه بفارق ضئيل في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، إلى مسألة عودة اللاجئين السوريين قائلا: “وفرنا الإمكانية لعودة نحو 600 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في سوريا حتى اليوم”. واستطرد: “سنضمن عودة مليون سوري إضافي في غضون سنوات قليلة من خلال مشروع سكني جديد ننفذه مع قطر” بحسب وكالة الأناضول.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين إلى “الوحدة والتضامن” وخاطب مؤيديه الذين احتشدوا أمام القصر الرئاسي قائلا “سنترك الخلافات السياسية جانبا وندعو إلى الوحدة والتضامن”، مؤكدا “ندعو إلى ذلك من كل قلبنا”.
ونقلت وكالة الأناضول أن العودة الطوعية للسوريين تتواصل إلى تلك المناطق التي أصبحت جذابة بفضل الاستثمارات التي تقوم بها المجالس المحلية بإشراف تركي، في مجالات مختلفة كالتعليم والصحة والمواصلات والبينة التحتية والرياضة وتعزيز التجارة.
يعيش آلاف السوريين في منازل الطوب التي شيدتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) بإشراف إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، في منطقة اعزاز.
وكان
وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قاد أكد في منتصف هذا الشهر، إنه لا يصح القول بأن تركيا ستقوم بإعادة كافة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيرا إلى وجود قطاعات في تركيا مثل الزراعة والصناعة، بحاجة إلى يد عاملة.
وأوضح تشاووش أوغلو في مقابلة مع إحدى القنوات الخاصة مساء الأحد، أن تركيا اتخذت التدابير اللازمة على حدودها مع سوريا وإيران.
وأضاف أن مشكلة الهجرة لا يمكن حلها بخطابات الكراهية أو الوسائل الشعبوية.
وأردف: “قمنا بإعادة 550 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم، وهذا العدد غير كافٍ وسيتم إعادة المزيد من اللاجئين إلى بلادهم”.
واستطرد: “نحن بحاجة إلى إرسالهم ليس فقط إلى المناطق الآمنة، ولكن أيضًا إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام. لذلك علينا أن نرسلهم إلى المدن التي أتوا منها، ولهذا بدأنا في التواصل مع النظام، وقد اتخذنا قرارًا ببناء البنية التحتية لهذه الخطوة”.
وقال تشاووش أوغلو إنهم سيعملون على خارطة طريق لتوفير العودة الآمنة للاجئين وإعداد البنية التحتية، مضيفا: “سيعودون، نحن مصممون على إعادتهم لكن يجب أن نفعل ذلك بطريقة تليق بالكرامة الإنسانية”.
ولفت إلى أن إحياء العملية السياسية ومكافحة الإرهاب وتطهير سوريا من الإرهاب وعودة اللاجئين بأمان إلى بلادهم، أمور مترابطة.
وأشار إلى أن الأكراد السوريين في تركيا لا يريدون العودة إلى حيث يوجد الإرهاب، وأنهم يتعرضون لاضطهاد تنظيم “بي كي كي” الإرهابي.
وشدد تشاووش أوغلو على ضرورة إعداد البنية التحتية وضمان سلامة الأرواح ومشاركة الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي لمسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين.
وتابع: “توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى تركيا بسبب الحرب الداخلية في بلادهم، وكذلك من أفغانستان، وقمنا بإعادة أعداد كبيرة من الأفغان إلى بلادهم حتى بعد وصول طالبان إلى الحكم”.