Posted inأخبار أريبيان بزنسأخبار عربيةأخبار مصرإعلامتواصل اجتماعي

هل وقعت شركة إعلامية لملياردير مصري ضحية لخلخلة الذكاء الاصطناعي للإنترنت؟

إنترنت جديدة للذكاء الاصطناعي تتكشف تدريجيا

أفادت تقارير بأن المنصة الإعلامية “موني فاي” المملوكة للملياردير المصري نجيب ساويرس بدأت في يناير بتسريح عدد كبير من موظفيها بعد شهرين من إطلاقها بسبب افتقار المنصة لاستراتيجية لجني الإيرادات وتحقيق نجاح مالي من محتوى “موني فاي” في ذروة صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي. وللمفارقة فإن أسم المنصة مونيفاي يوحي بهدفها ويعبر عنه وهو إرشادات للشركات الناشئة لكيفية تحقيق النجاح المالي، فضلا عن تفاصيل المنصة الأخرى.

يأتي ذلك في وقت حرج يشهده القطاع الإعلامي الرقمي، وتسبب صعود الأدوات والواجهات المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي بخلخلة كبيرة في حركة مرور الويب التقليدية وبيع الإعلانات حسب عدد الزوار، وتخسر مواقع الإنترنت أعداد زوارها بشكل كبير مما يضرب أسلوب عمل الناشرين. وتعترض روبوتات الدردشة وملخصات الذكاء الاصطناعي – المُدمجة الآن في محركات البحث والمتصفحات – استفسارات المستخدمين بشكل متزايد، لتقدم لك إجابات دون الحاجة إلى زيارة مواقع الويب الأصلية. يُحوّل هذا التحوّل حركة المرور بعيدًا عن الناشرين التقليديين، مُؤدّيًا إلى تآكل عائداتهم الإعلانية، وتقليص الحوافز المالية لإنشاء المحتوى.

المنصات الرقمية والبودكاست

وبدأت مواقع إنترنت عالمية وإقليمية بفرض اشتراك من خلال جدار يحجب المحتوى، كأحد سبل تحقيق العوائد المالية ولكن حتى هذه الطريقة لم تعد عصية على أدوات الذكاء الاصطناعي التي تخترقها بل تتجاوز اختبار التحقق CAPTCHA. وفي حوار سابق أجراه محرر أريبيان بزنس مع لمى عثمان التي تقف وراء ترسيخ منظومة البث الصوتي “البودكاست”، هنا في الشرق الأوسط  تلفت لمى إلى سبل  تحقيق مردود مالي من المنصات الرقمية والبث الصوتي- البودكاست تحديدا بالقول إنه يتم إما من خلال الرعاية من قبل الشركات أوالإعلانات التي يتم اختيارها بالبرمجة Dynamic Ad Insertion (DAI).

المشهد الإعلامي

شهدت الفترة من عام ٢٠٢٤ إلى منتصف عام ٢٠٢٥ تحدياتٍ كبيرةً لقطاع الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم. وبينما يصعب تحديد الأعداد الدقيقة لإغلاق الشركات، يشير هذا التوجه إلى انكماشٍ ملحوظٍ في عمليات الإعلام التقليدي، مع تقليص العديد من المنافذ الإعلامية حجمها أو إعادة هيكلتها أو إغلاقها بالكامل. ويعكس هذا تحولاتٍ أوسع نطاقًا في استهلاك الإعلام، والتغييرات التكنولوجية، والتحديات الاقتصادية التي تواجه هذه الصناعة عالميًا. ومع ذلك يفرض المحتوى ذو الجودة العالية نفسه مع عودة قوية لبعض المجلات المطبوعة من خلال تعزيز أعلى معايير الجودة في الصور والمادة التحريرية كما حصل العام الماضي في إعلان عدة مجلات بالعودة إلى إصدار النسخ الورقية التي سبق أن تخلّت عنها حسب تقرير لبلومبرغ. وحتى محتوى يوتيوب اللائق يفرض نفسه كما هو الحال مع ما تنشره منصات عديدة مثل قناة يوتيوب لخبيرة التغذية المصرية ندى حرفوش:

المتصفحات تنضم لمحركات ومنصات البحث

انضم متصفح فايرفوكس من موزيلا إلى كروم وإيدج وغيرهما من المتصفحات في تقديم النتائج جاهزة دون الحاجة لزيارة مواقع الإنترنت من خلال عرض معاينة مختصرة بالذكاء الاصطناعي. يتيح لك الإصدار الأحدث من فايرفوكس استخدام اختصار لوحة مفاتيح لفتح نافذة منبثقة تعرض معاينة لمحتوى الرابط عند تمرير مؤشر الماوس فوقه من أي صفحة ويب دون الحاجة لزيارتها. تُقدّم ملخصات الذكاء الاصطناعي في المتصفحات (مثل Firefox وArc/Dia) وبحث الذكاء الاصطناعي من غوغل الآن إجابات مُباشرةً للمستخدمين، مُتخطّيةً صفحات المواقع الأصلي وهي مصدر المعلومات. ينهار الأسلوب التقليدي للعمل على الإنترنت والذي تكسب فيه دور النشر الرقمي ومواقع المحتوى من خلال حركة الزيارات والإعلانات، مع قيام روبوتات الدردشة وملخصات الذكاء الاصطناعي بسحب المحتوى من المواقع لتقدمه منصات الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث دون توجيه متصفحي الإنترنت للمواقع الأصلية.

عاصم حجازي خبير توطين مستشار ذكاء اصطناعي
عاصم حجازي خبير توطين مستشار ذكاء اصطناعي

هل نحتاج لإنترنت جديدة للذكاء الاصطناعي؟

يُجادل عاصم حجازي، مستشار التكنولوجيا واستراتيجي الذكاء الاصطناعي، بأن البنية التحتية الحالية للإنترنت غير مُجهزة أساسًا للتعامل مع النمو السريع للذكاء الاصطناعي وتكامله. ويُشدد على الحاجة المُلحة إلى “إنترنت جديد للذكاء الاصطناعي” من خلال تسليط الضوء على العديد من القضايا الحرجة، وأبرزها أن التصميم الأصلي للإنترنت راعى إعدادها للتواصل بين البشر، وليس للتعلم والتشغيل الذاتي للأنظمة الذكية، ويُؤدي هذا التصميم الأساسي إلى نقاط ضعف كبيرة عند مواجهة قدرات الذكاء الاصطناعي. تبرز هذه القضية مع  تسونامي كاسح من محتوى الذكاء الاصطناعي المُزيف الذي يؤدي إلى انهيار الثقة. فالإنترنت الحالي، يُعاني بالفعل من رسائل البريد الإعلانية الضخمة والمعلومات المُضللة التي أُثقلت بمحتوى   الذكاء الاصطناعي من مقاطع فيديو مُزيفة فائقة الواقعية، وحتى استنساخ الأصوات والصور والمقالات النصية على نطاق واسع. يُضعف ذلك الثقة في المحتوى الرقمي، ويجعل من المستحيل التمييز بين الحقيقي والمُزيف، وهي مُشكلة لا يُمكن للإنترنت الحالي، بفضل “الوصول المفتوح، والحسابات المجهولة، وضعف التحقق”، التصدي لها.

تحذير لافت

يُحذّر حجازي من أنه مع ازدياد استقلالية وكلاء الذكاء الاصطناعي وتعلمهم حل المشكلات دون تدخل بشري، سيتصرفون باستقلالية بناءً على نتائجهم المنطقية المُتصوّرة. يُشكّل هذا التحوّل من الذكاء الاصطناعي كأداة إلى فاعل مستقل أو “صانع قرار” تهديدًا خطيرًا، وأنظمة الإنترنت الحالية وبروتوكولاتها وقوانينها غير مُهيّأة له تمامًا. ويضيف بالقول:”لإنترنت لم يُصمَّم لعصر الذكاء الاصطناعي من الأساس، وهذه الحقيقة تُشكّل جوهر المشكلة اليوم. فمع كل تطور في أدوات الذكاء الاصطناعي، نشهد تسارعًا في انهيار نماذج أعمال تقليدية، دون أن يقابل ذلك نمو متوازن في الفرص الجديدة.

الخلل ليس فقط في التطبيقات، بل في البنية التحتية والهيكل العام والتصميم الأساسي للإنترنت، وحتى مع وجود بروتوكولات حديثة، فإنها لا تُعالج الجذور.

إذا استمر هذا الوضع، سنشهد تآكلًا تدريجيًا في الكثير من الصناعات الرقمية، مقابل نشوء عدد محدود جدًا من كيانات جديدة قادرة على الاستفادة من الفوضى الناتجة.”

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...