كشف تقرير في وكالة الأنباء السورية أن مؤتمر “أربعاء حمص” الذي عقد أول أمس، جمع أكثر من 13 مليون دولار لإعادة الإعمار في المحافظة وسلط الضوء على أهمية دعم كل الجهود الحكومية والمؤسساتية عبر تبرعات مادية لإعادة تأهيل كل ما دمر. وتشتهر مدينة حمص وهي أكبر محافظات سوريا مساحة ولها حدود مع العراق ولبنان والأردن، بروح المبادرة لدى أهلها وكانت في فترة سابقة المدينة الوحيدة التي تأوي المتسولين وتؤمن لهم سبل الرزق من خلال جمعيات اجتماعية. وكشف مسؤولون في المؤتمر أن حمص تضم 18 مشفى حالياً، 5 منها خارج الخدمة، ويتم العمل على إعادتها للخدمة، بالإضافة إلى 219 مركزاً صحياً، 31 مركزاً منها خارج الخدمة، مبيناً أنه تمت إعادة أكثر من 20 مركزاً للخدمة، بالإضافة إلى تفعيل خدمات أساسية جديدة وعمليات نوعية لم تكن موجودة في القطاع العام. وستطلق الحملة الوطنية “أعيدوا لي مدرستي” بداية الأسبوع القادم، بمشاركة المنظمات الدولية والمجتمع الأهلي لإعادة إعمار المدارس بسوريا. كما تواجه المدينة موسم الجفاف وانخفاض منسوب مياه عين التنور المصدر الأساسي لمياه حمص ويتم الاستجابة لذلك تأهيل العديد من الآبار وإدخالها الخدمة بمحيط عين التنور بمنطقة دحيريج، كما تم تنظيم حملة بالتعاون مع محافظة حمص لتأهيل آبار ضمن المدينة.
لماذا عقد المؤتمر يوم الأربعاء؟
لفت نور الأتاسي، أحد منظمي المؤتمر، إلى أنه تم اختيار يوم الأربعاء لانعقاد المؤتمر، ليكون بداية حمصية جديدة نحو أمل جديد لإعادة إحيائها، ولما يحمله يوم الأربعاء من دلالات تاريخية، حيث حفل هذا اليوم بالتحضير لأعياد حمص الشهيرة عبر التاريخ وأشهرها خميس المشايخ بروحانيته، وأنتج أشخاصاً تركوا بصمة في الثقافة والأدب العالمي، وخميس الحلاوة بما يحمله من دلالات عطاء وكرم لطالما اشتهر بهما أهل حمص. وتجاوزت قيمة التبرعات المقدمة لإعادة إعمار حمص خلال المؤتمر 13مليون دولار. يذكر أن السوريون يتندرون بيوم الأربعاء وقصة أهل حمص معه نتيجة رواية تاريخية تزعم أن سكان المدينة تفادوا هجوم المغول بإرسال مبعوث لقائد الغزو الذي شارف على أطراف المدينة يوم أربعاء، بأن سكان المدينة يصابون بحالات غريبة يوم الأربعاء، ويقال إن المغول تجنبوا الاقتراب من المدينة بعد تلك المزاعم.
تعد مدينة حمص من أكثر المدن تضررا ودمارا في أبنيتها إلى جانب مدينة دير الزور- الصورة حي في حمص- وكالة فرانس برس
