كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن اتجاه الكثيرين من سكان دول الخليج العربي إلى الاعتماد على دواء أوزيمبيك (Ozempic) وغيره من الأدوية المماثلة لإنقاص الوزن، بالرغم من تحقيقات يجريها الإتحاد الأوروبي حول تقارير بشأن زيادة مخاطر الانتحار كما كانت وكالة “بلومبيرج” قد ذكرت في تقرير في 10 تموز / يوليو الماضي.
وقال تقرير “الواشنطن بوست” إن شعبية الدواء الشهير تتزايد الآن في المنطقة بشكل كبير جداً، حيث تعد معدلات السمنة من بين الأعلى في العالم، بسبب الانتشار المتزايد للأغذية المصنعة، وكثرة استخدام السيارات في التنقل، والحرارة الشديدة التي تبقي الناس في منازلهم.
واستشهدت الصحيفة بتجربة المذيعة ومقدمة البرامج التلفزيونية السعودية لبنى عبد العزيز التي قالت لمتابعيها البالغ عددهم 150 ألفاً على “سناب شات” Snapchat العام الماضي، “لقد سألني الكثير منكم: لبنى، تحدثي عن تجربتك مع أوزيمبيك. حسناً، سأشرب قهوتي وأتحدث عنها بالكامل”.
وقالت إنه بعد التشاور مع طبيبها، وصف لها دواء أوزيمبيك. وقالت: “لمدة شهر كنت أتناول 0.25 مليجرام، ولم يكن له تأثير يذكر عليّ، ولكن بعد زيادة جرعتها إلى 0.5 مليجرام، بدأت تلاحظ النتائج.
وفجأة انقطع الدواء عن السوق”. وقالت إنها اضطرت إلى التحول إلى 1 ملغ لأنها كانت الجرعة الوحيدة المتاحة، لكنها بدأت تعاني من آلام في المعدة والإمساك.
وتعتبر لبنى عبد العزيز بين كثيرين في منطقة الخليج العربي الذين أصبحوا يعتمدون على أدوية أوزيمبيك والأدوية المماثلة لإنقاص الوزن.
وكما هو الحال في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، فإن الطلب المتزايد أدى إلى نقص في وجود هذه النوعية من أدوية السمنة وسط دعوات إلى وضع المزيد من القواعد التنظيمية.
وقال عادل سجواني الطبيب الاستشاري لطب الأسرة في دبي في حديث لـ«واشنطن بوست» إن «الاتجاه يتزايد أكثر فأكثر بالنسبة لأدوية خفض الوزن»، مضيفاً: «بسبب هذا الاتجاه الجديد، فإن معدل جراحات السمنة ينخفض في جميع أنحاء العالم، وحتى هنا في الإمارات، في إشارة إلى عمليات تحويل مسار المعدة، وغيرها من العمليات الجراحية لإنقاص الوزن».
وأوضح سجواني أن «أوزيمبيك يعمل عن طريق إبطاء عملية الهضم، حيث عادة ما يستغرق الطعام نحو ست ساعات لمغادرة الجسم، لكن عندما يتم تناول أوزيمبيك، يبقى الطعام أكثر في معدتك، لذلك تشعر بالشبع».
وقال سجواني: “كان الناس يكافحون من أجل الحصول على أوزيمبيك، إلا أن الوضع تحسن بعد طرح عقار مونجارو، وهو دواء آخر لمرض السكري يستخدم لفقدان الوزن أيضاً”.

وفي قطر، أدت مشكلات سلسلة التوريد إلى نقص في دواء “ويغوفي” Wegovy، لذلك بدأ الأطباء في وصف “أوزيمبيك”، وفقاً لما ذكرته علا الطائي، مديرة العمليات والصيدلة في مركز الطائي الطبي في الدوحة.
وقالت علا: “من المفهوم أنه في مواجهة الطلب المتزايد، لم تتمكن الشركة الأم، نوفو نورديسك، من مواكبة الطلب. وأدى هذا المر إلى جانب تأخير الشحن والكميات المحدودة المخصصة للموزع المرخص في قطر، إلى نقص على مستوى البلاد”.
وعلى مدار العام الماضي، غير دواء أوزيمبيك قواعد اللعبة عالمياً في مجال إنقاص الوزن. وتم تطوير الدواء، الذي يتم حقنه باستخدام إبرة القلم، كعلاج لمرض السكري من النوع 2، ولكن يتم وصفه بشكل متزايد لأولئك الذين يريدون السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام وفقدان الوزن دون جراحة كبيرة.
وتتزايد شعبية الدواء الآن في المنطقة الغنية بالنفط، حيث تعد معدلات السمنة من بين أعلى المعدلات في العالم – مدفوعة بالاستخدام الواسع للسيارات بما يقلل حركة الأشخاص، وسط حرارة مرتفعة تبقي الناس في منازلهم، والانتشار المتزايد للأغذية المصنعة. ويعاني 31% من الرجال و44% من النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة من السمنة، وفقاً لتقرير التغذية العالمي، بينما تبلغ النسبة في قطر 36% للرجال و46% للنساء.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” أن أدوية إنقاص الوزن التي تنتجها شركة “نوفو نورديسك” تخضع للتحقيق من قبل هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي بعد إحالة عدد صغير من التقارير عن مخاطر الانتحار إلى الهيئة.
وقالت الوكالة الأوروبية للأدوية إن وكالة الأدوية الأوروبية تدرس الأحداث السلبية التي لاحظتها وكالة الأدوية الأيسلندية حول أفكار انتحارية مرتبطة بعقاري ساكسيندا وأوزيمبيك. وقد أثيرت حالة إضافية تتعلق بأفكار إيذاء النفس في ما يتعلق بساكسندا. ولم تبلغ وكالة الأدوية الأوروبية عن أي حالات انتحار، ولم يتم إدراج السلوك الانتحاري حالياً كأثر جانبي في معلومات منتج الاتحاد الأوروبي الخاصة بالأدوية.
وقالت وكالة الأدوية الأوروبية إنها ستنظر في ما إذا كان ينبغي توسيع نطاق مراجعتها لتشمل أدوية أخرى من نفس الفئة، والمعروفة باسم منبهات مستقبلات GLP-1، والتي تدخل في صفوف الأدوية الأكثر مبيعاً في العالم. ومن بين هذه الشركات شركة “مونجارو” التابعة لشركة “إلي ليلي اند كو”، كما تعمل شركات أخرى بما في ذلك “أمجين” و”فايزر” على تطوير منتجات مماثلة.
وقالت الوكالة إنها تحقق في الآثار الجانبية المحتملة في ما يتعلق بالمرضى الذين استخدموا الأدوية التي تحتوي على المكونات النشطة سيماجلوتايد أو ليراجلوتيد لفقدان الوزن. يستخدم عقار “ويغوفي” الأحدث لإنقاص الوزن من شركة “نوفو نورديسك” عقار سيماجلوتايد أيضاً.