يدفع حلم الثراء السريع بعض المصريين إلى خوض رحلة التنقيب عن الآثار التي تنتهي في أحيان كثيرة بانهيار أبنية وسقوط وفيات أو قتل نفس لتقديمها قربانا.
أرقام بيع القطع الأثرية التي يتناقلها البعض ولا توجد لها سوق قانونية وتتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات هي بالطبع الحافز الذي لا يقاوم وراء التجربة الخطرة.
وسنت مصر منذ زمن قوانين تمنع التنقيب تعود إلى محمد علي باشا عبر مرسوم صدر في 15 أغسطس 1835 وذلك بعد حوادث سرقة وتنقيب.
أجهزة استشعار ومتخصصون لمواجهة “الحراس” ونصب أيضا
ساهمت أجهزة الاستشعار الحديثة والأجهزة الطبقية التي تلتقط صورا للأرض في زيادة عدد عمليات التنقيب غير القانوني وذلك بجانب الأدوات التقليدية الأخرى.
- وفقا لروايات، يستخدم المنقبون البخور، والزئبق الأحمر، وما تسمى بأجهزة أعواد النحاس أو أعواد الرمام وأعواد الزيتون، ويلجأ آخرون إلى طقوس سحرية وتقديم قرابين.
- يلجأ آخرون إلى الاستعانة بأفراد يلقبونهم “بالشيوخ” يقولون إنهم متخصصون “في التعامل مع الجن أو الفراعنة المكلفين بحراسة الكنوز الفرعونية منذ آلاف السنين”.
- لا تخلو الرحلة التي تمضي دوما في الظلام من أعمال نصب يقع ضحيتها الحالمون الذين يقدمون أموالا لإتمام مراحل التنقيب المتعددة خاصة “مواجهة الجن”.
خسر 1.5 مليون جنيه سعيا وراء الحلم
قال شخص يدعى “كريم” في لقاء مع محطة تلفزيونية محلية إنه أحد ضحايا الاحتيال في التنقيب عن الآثار مشيرا إلى أنه خسر 1.5 مليون جنيه ورا الحلم.
- أوضح الرجل “جلست مع شخص أبهرني بأنني سأجني المال وأقنعني أنه صاحب قطعة أرض بها آثار” مشيرا إلى أنه خدعه ببعض الطقوس وطلب منه 50 ألف جنيه لشراء بخور.
- أضاف أنهما ذهاب إلى “قطعة الأرض التي كان يضع داخلها قطعة أثرية مزيفة بهدف إقناعي بأن هذه الأرض بها آثار، وبعت سيارتين وحصلت على قرض وبعت محل سوبر ماركت كنت أملكه”.
محاولات شتى للتهريب
تتنوع الطُرق والحيل التي يلجأ إليها المهربون ومنها “إخفاء تابوت أثري في طرد يضم أريكة منقولة إلى إحدى الدول”، حاول مهربون أيضا تهريب 5840 قطعة أثرية ذهبية داخل برطمانات عسل.
أيضا وضعت آثار فرعونية، ورومانية، ويونانية في حاولة مستلزمات تدخين نرجيلة ومناديل ورقية، وفي داخل أدوات صحية. كما وضعت آثار في أجولة بصل وفحم .
انهيارات ووفيات
تشير بيانات رسمية صدرت في ديسمبر 2022 إلى أن السلطات المصرية ضبطت أكثر من 400 حالة حيازة وتنقيب عن آثار خلال أسبوع واحد.
- انهار منزلان في محافظة أسيوط بجنوب البلاد في هبوط أرضي إثر أعمال تنقيب، ولقي شخصان حتفهما في انهيار بئر فوقهما أثناء مزاولتهما الحفر والتنقيب عن آثار بمركز أبنوب في أسيوط.
- في الفيوم جنوب غربي القاهرة، لقي ثلاثة حتفهم وأصيب رابع في انهيار منزل نتيجة التنقيب. وفي سوهاج بجنوب البلاد قتل شخصان من المنقبين رجلا بعد استدراجه اعتقادا بضرورة سفك الدماء حتى ينجحا في البحث.
- يحظر القانون الإتجار في الآثار، وينص على السجن المشدد لمن يثبت تورطه في أعمال حفر أو إخفاء آثار بقصد التهريب، كما ينص على مصادرة المجلس الأعلى للآثار على الآثار والأدوات المستخدمة في البحث.
سجن مؤبد
في الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر الجاري، أصدرت عدة محاكم أحكامًا على مدانين بالتنقيب عن الآثار منها حكم لمحكمة بالقاهرة بالسجن المؤبد لثمانية متهمين بالتنقيب عن الآثار في منطقة عين شمس.
قضت محكمة في سوهاج بمعاقبة ثلاثة بالسجن ثلاث سنوات وغرامات مالية، وقضت أخرى في القاهرة بالسجن المشدد خمس سنوات على شقيقين في تهم مشابهة.