Posted inأخبار أريبيان بزنسأخبار الإمارات

إكسبو الشارقة… بين القيادة الإقليمية والريادة في المعارض الخضراء

يُعد قطاع المعارض والمؤتمرات شرياناً حيوياً للاقتصاد المعرفي ومحركاً لنمو التجارة والسياحة على مستوى المنطقة والعالم. وفي قلب هذا القطاع، تقف إمارة الشارقة كوجهة رائدة، بفضل جهود مؤسسات رائدة ورؤى ثاقبة. سيف محمد المدفع هو أحد أبرز الشخصيات القيادية التي لعبت دوراً محورياً في ترسيخ مكانة الشارقة كمركز عالمي للمعارض والفعاليات. فمن خلال خبرته الواسعة وشبكة علاقاته الدولية، نجح في بناء نموذج إداري يُحتذى به، ودفع بالمركز ليحقق أرقاماً قياسية في عدد ونوعية الفعاليات. ويشير رداً على استفسارات أريبيان بزنس حول مساهمته بخبراته الغنية في تطوير نموذج ناجح لإدارة المعارض، وما الدروس التي يمكن مشاركتها مع قطاع المعارض في الخليج، قائلاً:

ساهمت التجارب المؤسسية الواسعة على المستويين المحلي والدولي في بناء نموذج ناجح لإدارة المعارض في مركز إكسبو الشارقة، ومن خلال رئاستي لمجلس إدارة الاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات الدولية، التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، وعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي لصناعة المعارض (UFI)، أتيحت لي الفرصة للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، وتبادل التجارب مع كبرى الجهات المنظمة للفعاليات حول العالم. ونحن في فريق العمل بمركز إكسبو الشارقة نقوم بواجبنا كجزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة لإمارتنا… وبفضل الله ثم بفضل هذه الرؤية الثاقبة نجحنا في تطوير صناعة المعارض في إمارة الشارقة وترسيخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية رائدة في قطاع المعارض، حيث استطعنا تحقيق نمو كبير في عدد المعارض التي يشهدها المركز والتي بلغت نحو 80 معرضاً وسجلت هذه الفعاليات مشاركة أكثر من 7 آلاف شركة وعلامة تجارية من60  دولة كما تمكنت من استقطاب نحو 3 ملايين زائر من داخل الدولة وخارجها.

وأستطيع القول إن النموذج الذي بنيناه يرتكز على تطوير فعاليات متخصصة ومبتكرة تخدم مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، فعلى سبيل المثال معرض الفولاذ والصلب “ستيل فاب” الذي ينظمه إكسبو الشارقة ويعتبر أضخم حدث من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يلعب دوراً مهماً في دعم القطاع الصناعي في الإمارة، الذي يحل في المرتبة الثانية بين القطاعات من حيث مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 16.7%.

ما هي خططكم للشهور الـ12 القادمة؟

خطتنا للأشهر الـ 12 المقبلة تعكس استراتيجيتنا في تقديم أجندة فعاليات متوازنة ومتنوعة، ففي الربع الأخير من عام 2025 الجاري نستكمل تنظيم 17 معرضاً رئيسياً، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 70% مقارنة في نفس الفترة من العام السابق، كما نسعى لاستضافة معارض ومؤتمرات جديدة تدخل السوق للمرة الأولى، مع تركيز خاص على القطاعات المتقدمة مثل التكنولوجيا النظيفة، الرعاية الصحية، والتنقل الذكي، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من منظمي الفعاليات والخبراء العالميين.

إلى جانب ذلك نسعى إلى تعزيز مساهمة قطاع المعارض في دعم سياحة الأعمال، التي تشهد نموًا ملحوظًا في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم الإنفاق على سياحة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط في عام 2023 نحو 79.6 مليار درهم، استحوذت السوق الإماراتية على أكثر من 29.6 مليار درهم منها، وفق بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي.

كما نحرص على توسيع التعاون الدولي عبر توقيع شراكات استراتيجية مع اتحادات ومنظمات عالمية في صناعة المعارض، مما يعزز من فرص تبادل الخبرات وجذب فعاليات كبرى للمنطقة. ففي 2024 فقط، وقع مركز إكسبو الشارقة 12 اتفاقية تعاون دولية ساهمت في فتح آفاق جديدة للنمو المستدام لقطاع المعارض.

كيف ترى آفاق قطاع المعارض في الخليج العربي مع تطور البنى التحتية واستضافة معارض دولية كبرى؟

يعتبر قطاع المعارض من القطاعات الواعدة والمهمة فوفقاً لتقرير الاتحاد العالمي لصناعة المعارض  (UFI)، بلغ إجمالي الناتج المحلي المدعوم من قطاع المعارض عالميًا 233.1 مليار دولار في عام 2024، وهذا القطاع يشهد نمواً استثنائياً في منطقة الخليج متجاوزاً في وتيرة نموه الأسواق التقليدية، وقطاع المعارض يعتبر رافداً للسياحة وركيزة أساسية في استراتيجيات التنويع الاقتصادي الوطنية لدول المنطقة، وآفاق النمو في هذا القطاع واعدة جداً، مدفوعة بسياسات حكومية مدروسة واستثمارات ضخمة، فضلا عن دور تطور البنية التحتية والشراكات الدولية التي تؤدي دوراً مهماً في تسريع النمو ونقل المعرفة.

ما هو الناظم الذي تراه عاملا أساسيا في تطوير الاقتصاد المعرفي وتنمية صناعات جديدة في قطاع الفعاليات والمعارض؟

– العامل الأساسي الذي يجعل قطاع المعارض محركاً للاقتصاد المعرفي أن قطاع المعارض نفسه يمثل نقطة التقاء لتبادل المعرفة والابتكار والخبرة، حيث تطور دور المعارض اليوم من أسواق لعرض المنتجات إلى منصات لعرض الابتكارات ونقل التكنولوجيا وتنمية رأس المال البشري.

كما أن المعارض تجمع الخبراء والمبتكرين وصناع القرار في مكان واحد، مما يزيد من فرص تبادل الخبرات والمساهمة في نمو الاقتصاد المعرفي.

 كيف ترى مواكبة التحولات بضوء التحديات والفرص الراهنة والمستقبلية في قطاع المعارض؟

نحن نرى أن السنوات القادمة تحمل فرصاً واعدة لصناعة المعارض، خصوصاً في ظل التوجهات الاقتصادية الجديدة في دولة الإمارات والمنطقة، فهناك نمو متسارع في القطاعات غير النفطية مثل التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، الصناعات التحويلية، التعليم، والرعاية الصحية، وجميعها قطاعات نخطط لتعزيز حضورها في أجندة معارضنا، عبر تنظيم فعاليات تخصصية تستقطب خبراء ومبتكرين من مختلف أنحاء العالم.

كما نشهد اهتماماً متزايداً من الأسواق الدولية بالدخول إلى المنطقة، والشارقة تُشكل بوابة استراتيجية بفضل موقعها، وبيئتها الاستثمارية المرنة حيث تصدرت إمارة الشارقة قائمة الإمارات الأسرع نمواً في استقطاب تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال النصف الأول من عام 2025 وبلغت قيمة الاستثمارات الرأسمالية 1.5 مليار دولار، وهذا يعزز من فرصنا في جذب معارض جديدة وعلامات تجارية عالمية ترغب بالوصول إلى السوق الإقليمي.

ولا بد من الإشارة إلى هناك توجهاً كبيراً نحو المعارض الخضراء والمستدامة، ونحن نرى في ذلك فرصة للريادة، من خلال تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتنظيم فعاليات تدعم الاقتصاد الدائري والاستدامة.

ما هي أبرز الاستراتيجيات التي يتبعها مركز إكسبو الشارقة لاستقطاب فعاليات دولية جديدة ودعم نمو القطاع؟

استراتيجيتنا مصممة لتحقيق رؤيتنا في أن نكون الخيار الأول للمعارض والفعاليات في المنطقة، وتستند الاستراتيجية على أربعة أسس رئيسية هي الابتكار والتميز في تقديم الخدمات والنمو المستدام، وبناء الشراكات الاستراتيجية. ونحرص كذلك على استقبال الوفود الرسمية وممثلي مراكز المعارض من مختلف دول العالم، بهدف بناء الشراكات الاستراتيجية وتبادل الخبرات والتجارب إلى جانب العمل مع الجهات الحكومية ورواد الصناعة لإطلاق ودعم الفعاليات، ولدينا شراكات واسعة لتسهيل تبادل المعرفة والفرص التجارية الدولية.

كما نحرص على استقطاب فعاليات لأول مرة في المنطقة لتنويع محفظتنا ودخول صناعات جديدة، مع التركيز على الالتزام بدعم الشركات المحلية ورواد الأعمال عبر منصات متخصصة في أكثر من معرض تتيح لهم عرض منتجاتهم والتواصل مع الأسواق، مما يعزز الاقتصاد المحلي بشكل مباشر.

كيف يتم تطويع التقنيات لمواكبة تأثيرات التحول الرقمي؟

نحن نؤمن بأن التكنولوجيا أصبحت ضرورة استراتيجية، وفي قطاع المعارض أصبح التفوق التكنولوجي جزءاً أساسياً من القيمة التي نقدمها، وبالنسبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي هذه التقنية تساعدنا في مرحلة التخطيط وتحليل البيانات للتنبؤ بالحضور واستهداف الجمهور بدقة، فضلاً عن قياس النجاح وتقديم رؤى للتخطيط المستقبلي، ونعمل عبر شراكات طموحة على تسريع تحولنا الرقمي وتطوير حلول ذكية تدعم الاقتصاد المعرفي وتخلق تجارب أفضل لعملائنا من العارضين.

كيف يسهم مركز إكسبو الشارقة في تعزيز الاقتصاد المعرفي وصناعة المعرفة؟

نحن جزء لا يتجزأ من رؤية الشارقة كإمارة تدعم الاقتصاد المعرفي، وتتجسد مساهمتنا من خلال استضافة معارض ذات صلة جوهرية بالمعرفة مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل وغيرها من الأحداث التي تعزز الصناعات الإبداعية وتمثل المكون الأساسي للاقتصاد المعرفي. ولدينا معرض التعليم الدولي الذي يساهم مباشرة في تنمية رأس المال البشري من خلال ربط آلاف الطلاب بالجامعات والمؤسسات الأكاديمية من جميع أنحاء العالم، كما نسعى لإقامة شراكات دولية لتسهيل تبادل المعرفة وأفضل الممارسات مع العديد من المنظمات المعنية بصناعة المعارض والعديد من مراكز التجارة لربط مجتمع الأعمال في الشارقة بشبكات الابتكار العالمية والمساهمة في فتح آفاق جديدة للتعاون ونقل التكنولوجيا.

9. ما هي الخطط المستقبلية لتوسيع البنية التحتية والخدمات اللوجستية في مركز إكسبو الشارقة لضمان تجربة متكاملة ومتطورة في ظل زيادة حجم الفعاليات؟ وكيف يتم التعامل مع تحديات الاستدامة والبيئة في تنظيم المعارض والفعاليات؟

نضع اعتبارات في خططنا السنوية للنمو المستقبلي الذي يتطلب بنية تحتية متطورة والتزاماً راسخاً بالاستدامة، ونركز في خططنا على التوسع لمواكبة النمو الكبير في عدد الفعاليات والزوار، من خلال الزيادة المستمرة في مساحة قاعات العرض، وهذه الخطوة تمكن المركز من استضافة فعاليات كبرى وتستقطب المزيد من العارضين الدوليين، وكل ذلك ينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد الإمارة.

ونعتبر الاستدامة ركيزة أساسية في استراتيجيتنا القائمة على انتهاج “النمو المستدام”، من خلال الشراكة الاستراتيجية التي بين المركز و “مجموعة بيئة” بناءً على مذكرة تفاهم لتقديم استشارات متخصصة تساعدنا على تبني أعلى معايير الممارسات المستدامة، ونسعى إلى أن يكون التزامنا البيئي ميزة تنافسية ودافعًا للابتكار في إدارة الطاقة والمياه والمواد.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...