عمالقة التكنولوجيا يواجهون منافسة صينية شرسة.. من يربح معركة الذكاء الاصطناعي؟

فاجأت شركة “ديب سيك” الصينية العالم أجمع، وخاصة عمالقة التكنولوجيا بأمريكا، بنموذج روبوت متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، والذي ينافس “تشات جي بي تي“.

سلط هذا الحدث الضوء على المنافسة الشرسة الجديدة بين عمالقة التكنولوجيا بأمريكا، وشركات التكنولوجيا الصينية مثل “بايدو”، و”بايت دانس”، و”ديب سيك”، وهي الشركات التي تبدع أدوات تتجاوز فكرة روبوتات الدردشة إلى ابتكارات قد تعيد تشكيل مشهد التكنولوجيا حول العالم، وفقا لـ “سي إن بي سي”.

روبوت “ديب سيك” يهز ثقة المستثمرين في عمالقة التكنولوجيا

أدى إطلاق شركة “ديب سيك” (DeepSeek) لنموذجين من روبوت الدردشة الخاصة بها، والتكلفة البسيطة لإنشائهما، إلى تراجع أسهم عمالقة التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.

وقد هز نماذج المجاني المفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي الصيني،” ديب سيك-آر1″ (DeepSeek-R1)، ثقة المستثمرين في طلب قطاع الذكاء الاصطناعي على الرقائق عالية التقنية.

“بايدو” نموذج ناجح لوكلاء الذكاء الاصطناعي

مؤخرا، أطلقت شركة بايدو الصينية تطبيق “وينكو” لوكلاء الذكاء الاصطناعي، والذي يحول بيانات المصادر الأكثر تعقيدا مثل القوائم المالية وغيرها إلى عروض “باور بوينت”، وأشكال أخرى من الوثائق سهلة القراءة.

واكتسب هذا التطبيق شهرة كاسحة، وصل بعدد مستخدميه إلى 40 مليون مستخدم لنسختها البريميم، فيما ارتفعت الإيرادات بنسبة 60% مقارنة بالعام السابق.

وكلاء الذكاء الاصطناعي هم المستقبل

بعكس نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تركز على وظيفة واحدة، يعمل وكلاء الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية على أتمتة عمليات بأكملها.

ومن المتوقع أن تتوسع الشركات الصينية في طرح أدوات الوكلاء في السوق، في ظل تكامل نماذجها الحالية بشكل ملحوظ مع منتجات الشركات والمنتجات التجارية الجديدة.

ويكمن سحر شركات التكنولوجيا الصينية، في أنها قادرة على ابتكار منتجات استهلاكية بأسعار تنافسية، مما يمنحها ميزة مهمة مقارنة بعمالقة التكنولوجيا بأمريكا، من حيث دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات المفيدة على نطاق واسع.

البيئة التنظيمية الصينية أهم التحديات

اضطرت “بايدو”، للانتظار نحو 5 أشهر قبل الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الصينية على طرح أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي “إيرني” في السوق، مما عطلها لمدة عام تقريبا عن انطلاقة “تشات جي بي تي”.

ولكن هذه القيود، تمنح الشركات الصينية ميزة تنافسية داخل أرضها، فمع توسعها الصين في إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي، ودمجها في المنتجات المحلية، تعاني أبل حتى الآن من أجل الحصول على موافقة الحكومة الصينية لطرح أداة “أبل إنتليجنس”، على أجهزة أيفون الموجودة بالسوق الصينية.

كيف هز روبوت “ديب سيك” عمالقة التكنولوجيا بأمريكا؟

نجحت شركة “ديب سيك” الصينية، في منافسة عمالقة التكنولوجيا بأمريكا في إنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي دون إنفاق الكثير.

وتمكن روبوت الدردشة لشركة “ديب سيك”، من إزالة تطبيق “ChatGPT”، من أعلى متجر تطبيقات Apple.

ويمثل انجاز “ديب سيك”، مثال على محاولة الصين الدائمة، في نشر منتجاتها ذات الأسعار المعقولة في جميع أنحاء العالم، وأبرز الأمثلة على ذلك الهواتف الذكية، والسيارات.

وتأثرت أسهم عمالقة التكنولوجيا في جميع أـنحاء العالم، بنجاح روبوت “ديب سيك”، في تعاملات الاثنين، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة تفوق 3 %، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5 %.

وفي آسيا، انخفضت أسهم التكنولوجيا، بسبب القلق من التأثير الذي قد يحدثه روبوت “ديب سيك”، على استثمارات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.

وانخفض سهم أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، الشركة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات، بنسبة 2.5 %، في حين تراجعت أسهم شركة ديسكو اليابانية وشريكتها الرئيسية في “إنفيديا”، شركة “أدفانتست”، بنسبة 2.9 % و8.1 % على التوالي.

ومع ذلك، من السابق لأوانه إعلان أن شركة “ديب سيك”، هي الشركة الرائدة الجديدة في سباق الذكاء الاصطناعي، ناهيك عما إذا كانت ستتمكن بالفعل من الاستمرار في تحدي عمالقة التكنولوجيا.

ومن المقرر أن تعلن شركات Microsoft، وMeta، وTesla، وApple، عن أرباحها للربع الرابع هذا الأسبوع، ما ستعطي بالتأكيد قناعة أقوى لأولئك الذين يبحثون عن اتجاه جديد.