أدى استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد صور بأسلوب ستوديو جيبلي إلى موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الفن الرقمي وحقوق الفنانين. فقد استطاع الذكاء الاصطناعي، وخاصة النماذج المتطورة مثل GPT-4o، محاكاة أسلوب الرسوم المميز والمحبوب لستوديو جيبلي، الذي أسسه المخرج هاياو ميازاكي، في أعماله الشهيرة مثل “توكو نوسا” و “جاري توتورو”.
البداية كانت مع انتشار صور تم إنشاؤها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي كانت شبيهة بأسلوب الرسوم المتحركة المميز لهذا الاستوديو الياباني. بينما رحب البعض بالقدرة التقنية على إبداع أعمال ذات مظهر فني يقترب من إبداعات ستوديو جيبلي، اعترض آخرون على استخدام هذا الأسلوب دون إذن من الفنانين أو الاستوديو، مما فتح الباب أمام نقاشات حول حقوق الملكية الفكرية والتحديات التي يواجهها الإبداع البشري في العصر الرقمي.

هذا الجدل بلغ ذروته عندما عبرت زيلدا ويليامز، ابنة الممثل الراحل روبن ويليامز، عن استيائها من استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أسلوب ستوديو جيبلي. وقالت في تغريدة لها على تويتر إن استخدام هذه التكنولوجيا “يسرق” روح الإبداع البشري ويقلل من قيمة الأعمال الفنية التي أنشأها الأشخاص الحقيقيون.
في المقابل، أكد بعض المدافعين عن الذكاء الاصطناعي أنه يمكن أن يكون أداة فعّالة لدعم الإبداع وليس بديلاً عنه. من وجهة نظرهم، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح آفاقًا جديدة للفنانين المبدعين من خلال تقديم أفكار مبتكرة وتقنيات متقدمة. ومع ذلك، أشاروا إلى ضرورة وجود إطار قانوني وأخلاقي يحمي حقوق الفنانين ويضمن عدم استغلال أعمالهم دون إذن.
على جانب آخر، أصدرت OpenAI، الشركة المطورة للنموذج المستخدم لإنشاء الصور، بيانًا أكدت فيه أنها تتبع سياسات صارمة بشأن احترام حقوق الملكية الفكرية وتجنب محاكاة الأساليب الفنية بشكل يضر بالفنانين. لكن الجدل استمر، خاصة بعدما لفت النقاد إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى إغراق السوق بصور تتشابه مع أسلوب فنانين معينين دون أن يكون لهم دور في إنتاجها، مما يثير قلقًا بشأن مستقبل الصناعة الفنية.

في الوقت الذي يعبر فيه البعض عن قلقهم من أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تدهور قيمة الفن التقليدي، يرى آخرون أن هذه التقنية يمكن أن تساعد في توسيع الحدود الإبداعية والتكنولوجية. ما زالت المناقشات مستمرة حول الحدود الأخلاقية والتقنية لهذه التقنية، وكيف يمكن موازنة الابتكار مع حماية حقوق الإبداع البشري.
العديد من الفنانين والمبدعين حول العالم بدأوا في طرح مبادرات تهدف إلى وضع قوانين أكثر وضوحًا لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الفني، من أجل ضمان عدم المساس بحقوقهم أو تقليص قيمة أعمالهم.
إذًا، يبقى السؤال: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون شريكًا في الإبداع، أم أنه سيهدد الهوية الفنية للأجيال القادمة؟