Posted inتكنولوجيا

جولة عبر تطورات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الداعمة في صناعة السيارات السعودية

من أسرع الدول نموا من حيث الابتكار والاستقلال التكنولوجي هو المملكة العربية السعودية.  وكان ذلك نتيجة للقيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي دفع بعجلة النمو الاقتصادي من خلال اعتماد استراتيجيات تعتمد بشكل كلي على الطاقة المستدامة مع التجسيد الحقيقي للحقبة المستقبلية. ومن الجدير بالذكر أن نمو المملكة سيمكن ويعزز الإنتاجية المستقبلية من خلال خلق تأثير أكبر على مستوى العالم تماما مثل صناعة النفط التي دعمت العالم لعدة قرون ودعمت إنجازات العالم في ذروتها. ومع الأخذ بعين الاعتبار التوقعات التي تشير إلى خفض إنتاج النفط بسبب صعوبة وجود بديل له، فإن الارتفاع كان متوقع في أسعار النفط أمر لا مفر منه. فهل من بديل؟

اليوم، واحدة من الصناعات الرائدة من حيث التبني الرقمي هي السيارات الكهربائية (EV) – وهو قطاع تقوده شركة السيارات الأمريكية العملاقة، تسلا. وقد ساعد انتشار المركبات الكهربائية على تسريع عملية الانتقال نحو التحول الرقمي الذي تشتد الحاجة إليه. وتعتبر المملكة العربية السعودية هي المنطقة الرائدة التي طورت عملا مكثفا في ما يخص هذا المجال ضمن مساعيها في تحقيق رؤيتها لعام 2030.

وسرعان ما انخرطت المملكة مع موجة التحول الرقمي، حيث استثمرت 135.2 مليار دولار أمريكي لدعم وتسريع وتيرة الوصول نحو غد أفضل والانتقال إلى استراتيجية أفضل تدعم نمو الأعمال، وفقا لتقرير برايس ووترهاوس كوبرز. وكان تطبيق الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات الكهربائية من أهم القطاعات التي استثمرت فيها المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء وإطلاق الاقتصاد الرقمي. وتلك الخطوات الفعلية التي اعتمدتها المملكة من شأنها أن تساعد في انتعاش الاقتصاد وتوجيه الصناعة إلى عصر شديد التأثير.

تعود بدايات أرامكو السعودية مع النفط لأكثر من 80 عاما، ولكن منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي في المركبات ذاتية القيادة، سارعت أرامكو للانخراط في هذه الموجة لتقوم بتوليد حلول هيدروكربونية جديدة من خلال مركز أبحاث أرامكو (ARC KAUST) الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتعلم الآلي. وكان إنشاء مورد جديد للطاقة قد لعب دورا مهما في تطوير تكنولوجيات جديدة تندرج تحت محصلة نجاحات المملكة العربية السعودية.

مع تزايد الابتكار في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن معطيات تطوراتها لا حدود لها. السلامة والأمن والصيانة وتطوير البيانات هي أهم معطيات الابتكار التكنولوجي. وهي العوامل الرئيسية لتحقيق أحدث التقنيات مثل إدارة البيانات وتكاليف النقل وحماية البيانات. 

قيود البيانات

اليوم، نصف طاقة العالم تقريبا تستهلك النفط، وحتى الآن يعد النفط الأساس الذي يدعم تصنيع العديد من الدول والمصانع، لكن التكيف مع التقنيات الجديدة والاتجاه نحو الرقمنة سيحد بشكل كبير من الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى أنه سيعزز من أداء الشركات من خلال تأمين البيانات، وتحسين دعم جمع البيانات الجديدة، والحد من المخاطر، وزيادة الأرباح، وتعزيز الإنتاجية الجديدة.

ثورة تقنية كبيرة تشهدها معظم الصناعات، وجميعها تعتزم تبني الذكاء الاصطناعي لقدرته الكبيرة على الحماية من الاحتيال، والحد من الأخطاء، ورؤى البيانات الدقيقة، والسرعة في إنجاز العمليات. وفي عام 2020، صرح ولي عهد محمد بن سلمان أنه كان عاما ثوريا بالنسبة الذكاء الاصطناعي. وقد سارت باقتصاد البلاد والمجتمع ككل لتحيل أقصى إمكاناته بسبب برنامج التحول الوطني 2020. واليوم  يتم اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر مختلف قطاعات البلاد بنجاح هائل. كما ترتكز رؤية البلاد لمدينة ذكية بشكل كبير على هذا الابتكار المدفوع بالنمو.

التحول نحو التكنولوجيا

أثبتت المملكة العربية السعودية تقدمها التقني على عدة مستويات وتوجه اليوم جهودها نحو تأمين مدينة أكثر أمانا وذكاء بحلول عام 2030. وجاء مشروع نيوم ،النموذج الجديد للاستدامة والذي يضمن مستقبلَ الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة، الذي تم تطويره باستخدام أحدث التقنيات بدعم من أوراكل، ليجسد رؤية المملكة لعام 2030

تم اختيار عرض Oracle Dedicated Region Cloud@Customer للمساعدة في تشغيل النظام البيئي الكامل لتكنولوجيا المعلومات في مدينة نيوم للحفاظ على قاعدة بيانات المدينة المستقبلية آمنة ويمكن الوصول إليها باستخدام سحابة عامة. وقد ذكر أنه لا يمكن لأي مزود سحابي آخر تقديم هذه الخدمات باستخدام سحابة عامة. إن إدارة مدينة متقدمة التكنولوجيا مثل نيوم تجلب العديد من التحديات، ومع ذلك، مع بداية عصر جديد، من الأسهل التعامل مع الابتكار مع نخبة مميزة من المبتكرين.

وكما كان قد صرح الدكتور كريستوفر رويلز، كبير مسؤولي التكنولوجيا الميداني في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، “يتم دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في كل ما يخص صناعة النقل، بدءا من تحسين سلاسل التوريد الأولية ودفع الكفاءات إلى الإنتاج ودمج الاستقلالية في القيادة والملاحة والخدمات اللوجستية داخل المنتج نفسه. ونظرا لأن الكهرباء باتت اللاعب الرئيسي في  صناعة الأساطيل، يصبح فهم احتياجات الشحن وتحسين الطرق بناء على ذلك أمرا مهما، والتفكير في أتمتة التحميل والتفريغ، أو إعداد السيارة لمستخدمها هو مجال آخر يجب استكشافها.  أصبحت المركبات خدمة بدلا من كونها منتجا في كثير من النواحي.  ومع ذلك، فإن توفير بيانات آمنة وعالية الجودة ومحكومة طوال دورة الحياة بأكملها أمر صعب.  يتصل من الحافة إلى مركز البيانات والسحابة.  هذا هو السبب في أن النظام الأساسي الذي يمكن الشركات من العمل بمرونة، مثل كلاوديرا – الشركة المتخصصة في الحلول السحابية المختلطة للبيانات، سيساعدك على دفق بياناتك من مركباتك ومصانعك، ودفع الرؤى الرئيسية من خلال التحليلات متعددة الوظائف، مما يتيح لك رؤية الصورة الكاملة. “

كفاءة النقل

يتيح تضمين أجهزة الكمبيوتر مع المركبات ذاتية القيادة تحسين وظائف المستشعر. NVIDIA Drive عبارة عن منصة توحد البرامج مع السيارات الكهربائية من أجل النقل بكفاءة مع بيانات الوقت الفعلي، وتحسين حلول التسليم مثل تسليم الميل الأخير. وتعد شيبسي، المنصة الذكية الرائدة في مجال إدارة الخدمات اللوجستية والقائمة على خدمات البرمجيات، مثالا جيدا على الأعمال التي تستخدم هذه الحلول لتطوير وتعزيز قدراتها وتقليل انبعاثات الكربون. باستخدام منصتها التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تمكن شيبسي الشركات العالمية من تحسين وأتمتة وتتبع وتبسيط العمليات اللوجستية وسلاسل التوريد من البداية إلى النهاية، بفعالية أكبر من حيث التكلفة.

ومن الأمثلة البارزة على الذكاء الاصطناعي وتحول صناعة السيارات هو المشروع الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية مع لوسيد، وهي شركة أمريكية لصناعة السيارات الكهربائية. الغرض من المشروع هو تعزيز اقتصاد المملكة كجزء من خطط رؤية 2030. وكما يقول بيتر رولينسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة لوسيد: “تطمح لوسيد إلى أن تكون حافزا للتغيير، لذلك من المنطقي تماما أن نجلب السيارات الكهربائية إلى واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم”. كما أن الذكاء الإصطناعي يزيد من المساهمات في الحلول الفعالة من حيث التكلفة مثل خفض تكاليف النقل من خلال تحسين نظام الملاحة، واتباع الطرق المحسنة، والتحكم في السرعة. والشركات التي تشارك وجهات نظر مثل شيبسي لديها سجل من تأثيرها التجاري من حيث النقل. لقد طوروا استراتيجية ناجحة لتوفير تكاليف النقل بنسبة 12٪ ترتكز على التعلم الآلي . ويعتبر استخدام قدرات تحسين المسار التي تعمل بالتعلم الآلي تساعد الشركات من تقليل المسافة المقطوعة بنسبة 5٪، لتقليل أحجام الرحلات بنسبة 6٪، وتقليص تكاليف الميل الأخير بنسبة 14٪، وتعزيز تجربة العملاء بنسبة 28٪ وتعزيز معدلات نجاح المحاولة الأولى.

أمن البيانات

لقد حول الذكاء الاصطناعي الجوانب التقنية لصناعة السيارات. ومع ذلك، كيف تستجيب الصناعة للتغيير؟ تساعد التعديلات التي تم إجراؤها المهندسين على تطوير أدوات قوية من أجل تقديم أقصى تجربة مستقبلية.

وكمثال عن شراكة تسلط الضوء على الحلول المبتكرة يمكن ذكر الاتفاقية بين الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (SCAI) مع DataRobot. حيث  يتوفر الدعم لأمن البيانات، ويتنبأ بالبيانات الافتراضية، وتقديم الحلول أثناء استخدام التكنولوجيا الخضراء.

ومع استمرار تزايد التهديدات وتطورها، تظهر أهمية الأمن السيبراني كحاجة ملحة وجوهرية لجميع الصناعات والمستخدمين. حيث أنه على الرغم من القيمة المضافة التي يمنحنا إياها العمل باستخدام التقنيات الحديثة، إلا أن له مخاطر إلكترونية واضحة على البيانات المستخدمة. لهذا بات ضروريا وجود شراكة مع مزود حلول الحماية الإلكترونية مثل شركة أكرونيس التي تساعد في ضمان توفير المراقبة والحماية الصحيحة لجميع البيانات والتطبيقات والأنظمة من خلال التكنولوجيا المبتكرة القائمة على الذكاء الاصطناعي. ومن الضروري أن ينظر كبار اللاعبين في أي قطاع بجدية إلى سلامة وأمن البيانات التي يستخدمونها كأولوية، خاصة حول العدد المتراكم من الروبوتات المستقلة التي يتم تطويرها مثل المركبات ذاتية القيادة.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا