Posted inمقالاتأخبار أريبيان بزنس

إدراك الفرص المتاحة للاستفادة من تكنولوجيا التوائم الرقمية في البنى التحتية للمطارات

يستطيع مشغلو المطارات استخدام التوائم الرقمية لمراقبة العمليات وإدارتها في الوقت الفعلي، فضلاً عن تحسين الوظائف جميعها، بدءاً من المهام الخاصة بالمدرجات والبوابات ووصولاً إلى مناولة الأمتعة والعمليات الأمنية.

مطار أبوظبي الدولي

تشهد منطقة الشرق الأوسط ارتفاعاً في الطلب على تكنولوجيا التوائم الرقمية في جميع القطاعات، لا سيما قطاعي البناء والبنى التحتية الثقيلة. كما يزداد حضور الأصول الرقمية في السوق العالمية، وخاصةً في المناطق الحضرية، مع توقعات بتسجيل نمو يتراوح بين 30-60% مدعوماً بالأهداف الطموحة للرؤى الوطنية، مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030. وهذا ما يشجع على تخصيص استثمارات هائلة في البنية التحتية الحيوية وإطلاق مشاريع مبتكرة مع تركيز خاص على التكنولوجيا.

تكنولوجيا التوائم الرقمية

وتجاوز الطلب على السفر الجوي التوقعات المسجلة لفترة ما بعد أزمة كوفيد-19 إلى حد بعيد، وكذلك على المشاريع المبتكرة التي ما زالت تسهم في تحويل الشرق الأوسط إلى وجهة عالمية للأعمال والسياحة. لذلك يسعى قطاع الطيران إلى التوسع على نحو متسارع لمواكبة هذا النمو في الطلب.

وتعتمد المطارات على البيانات لضمان سلاسة العمليات وتجربة السفر عموماً. ويتطلع كثير من مالكي الأصول ومشغليها إلى الاستفادة من الفرص لتحسين الكفاءة والإنتاجية في الخدمات الجوية، مثل المدرجات ومواقف ركن الطائرات والممرات الواصلة إليها وغيرها من مباني المطارات والبنية التحتية الداعمة.

تكنولوجيا التوائم الرقمية الأداة الأهم

وأثبتت تكنولوجيا التوائم الرقمية بأنّها الأداة الأهم من مجموعة الأدوات المتنوعة التي يمكن لمشغلي المطارات الاعتماد عليها، حيث توفر إمكانية تجميع البيانات وتحليلها وعرضها من مختلف الأنظمة، ما يعزز اتخاذ القرارات في الوقت المناسب واتباع التدابير الاستباقية لمراقبة وإدارة الأنظمة والأصول التي تضمن تحقيق أفضل مستويات الأداء في مجمعات المطارات. وتوفر منصة تكنولوجيا التوائم الرقمية نظرة معمقة على الأنماط وأوجه القصور من خلال عمليات المحاكاة، فضلاً عن تقديم نظرة شاملة في الوقت الفعلي عمّا يحدث في مختلف الأنظمة الأساسية والفرعية.

كما تتيح للمخططين والمعماريين إنشاء نسخة افتراضية للمطار، ولذلك إجراء محاكاة لحركة تدفق المسافرين وتحسين مخططات مباني المطارات وتعزيز التصميم الإجمالي للمطار لتحقيق أعلى قدر ممكن من الكفاءة، وهو إجراء مهم للغاية في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، حيث غالباً ما تشهد المطارات حركة مرورية كثيفة.

ومن ناحية أخرى، يستطيع مشغلو المطارات استخدام التوائم الرقمية لمراقبة العمليات وإدارتها في الوقت الفعلي، فضلاً عن تحسين الوظائف جميعها، بدءاً من المهام الخاصة بالمدرجات والبوابات ووصولاً إلى مناولة الأمتعة والعمليات الأمنية. كما يُمكن لشركات الطيران والمطارات الاستفادة من تكنولوجيا التوائم الرقمية لمتابعة حالة الأصول الحيوية وأدائها، مثل الطائرات والمدرجات والبنية التحتية للمطارات.

كما تمنح المشغلين القدرة على توقع الأعطال ذات التداعيات الكارثية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لتحليل الكميات الكبيرة من البيانات الصادرة عن أجهزة الاستشعار والأنظمة المختلفة. ويُمكن لمثل تلك الأعطال، كتوقف حزام ناقل في منشأة لمناولة الأمتعة أو خروج مدرج عن الخدمة، بسبب تأجيل نظام الصيانة، أن تترك أثراً كبيراً على الأداء الإجمالي للمطار وتجربة المستخدم على حد سواء. وتسمح إمكانات النمذجة التنبئية أيضاً برصد الأعطال المحتملة في جميع الأنظمة، ما يحسن مستويات السلامة، ويمنع التوقف المُكلف عن العمل.

وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام البيانات المجمعة لتعزيز تجربة المسافرين من خلال تقديم معلومات دقيقة في الوقت الفعلي حول حالة الرحلة، وتعطّل الأنظمة، وأوقات الانتظار الأمنية، فضلاً عن التجول داخل المطار من خلال تطبيقات الأجهزة المحمولة أو المنافذ التفاعلية.

ومن ناحية كفاءة استهلاك الطاقة، تساعد تكنولوجيا التوائم الرقمية في تحسين أداء أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والإضاءة وغيرها من الأنظمة المستهلكة للطاقة، ما يقلل من التكاليف والآثار البيئية مع توفير أفضل الظروف لكل من الأفراد والآلات على حد سواء. كما يُمكن للتوائم الرقمية أن تلعب دوراً في مساعدة المطارات على مراقبة البصمة الكربونية والحد منها من خلال الارتقاء بمستوى الأداء في العمليات وتحسين البنية التحتية، لا سيما مع ازدياد الاهتمام بالاستدامة الذي يشهده القطاع.

ويلعب التعاون بين سلطات المطارات وشركات الطيران ومزودي الخدمات التكنولوجية والهيئات التنظيمية دوراً جوهرياً في تحقيق كامل الفوائد المرجوة من تكنولوجيا التوائم الرقمية في قطاع الطيران. ويجب على المؤسسات في منطقة الشرق الأوسط الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وإمكانات تحليل البيانات وتوفير الدورات التدريبية للقوى العاملة. وإلى جانب ذلك، لا بد من معالجة قضايا خصوصية البيانات وتهديدات الأمن السيبراني على نحو فعّال عند تطبيق حلول التوائم الرقمية في قطاع الطيران.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
بيير سانتوني

بيير سانتوني

بيير هو رئيس قسم البنية التحتية في شركة بارسونز لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (الإمارات)، وهو مسؤول عن قيادة...