شهدت الإمارات خلال العقدين الماضيين تطورًا ملحوظًا في قطاعها المالي، ما جعل من دبي وأبوظبي محط أنظار المستثمرين العالميين، حيث تبرز دبي كأحد المراكز المالية الرائدة إقليميًا بفضل بيئتها الجاذبة والضرائب المنخفضة، فيما تتقدم أبوظبي بخطى ثابتة نحو تنويع اقتصادها معتمدة على ثرواتها السيادية.
دبي وأبوظبي تتصدران المراكز المالية في المنطقة
بحسب مؤشر المراكز المالية العالمية، احتلت دبي المرتبة السادسة عشرة عالميًا، فيما جاءت أبوظبي في المرتبة 35، ليعزز ذلك من تواجد الإمارتين في مقدمة مراكز المال في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتستفيد أبوظبي من مواردها الضخمة التي تتجاوز 1.7 تريليون دولار في صناديقها السيادية لتطوير اقتصاد غير نفطي قوي ومتنوع.
توسع الشركات المالية وتدفق الاستثمارات
أوضح رايان ليماند، الرئيس التنفيذي لشركة “نيوفيجن” لإدارة الثروات، أن الإمارات شهدت تحولًا ملحوظًا في العام الماضي مع تدفق الشركات المالية ومديري الأصول وصناديق التحوط للاستفادة من مناخ الأعمال المزدهر، حيث اختارت العديد من الشركات تأسيس أعمالها في دبي وأبوظبي لتكون في موقع أفضل من منافسيها القادمين من مراكز مالية أخرى.
يأتي هذا فيما استقطبت قمة إدارة الاستثمار البديل في دبي مئات المؤسسات العالمية، منها “بريفان هاوارد” و”جيه.بي مورجان لإدارة الأصول”.
نمو قطاع الثروات والأصول
وكشف مركز دبي المالي العالمي عن وجود أكثر من 420 شركة لإدارة الثروات والأصول تعمل حالياً في المدينة، فيما سجلت أبوظبي 112 شركة لصناديق الاستثمار حتى نهاية يونيو. وقد حصل نحو 12 من مديري الأصول وصناديق التحوط على موافقات مبدئية للعمل في مركز أبوظبي المالي العالمي، بحسب البيانات الصادرة.
تعتبر القوانين التنظيمية الواضحة والمرنة عاملاً رئيساً في جذب المستثمرين، إذ وصف براندون روبنسون من “جيه.بي مورجان لإدارة الأصول” البيئة التنظيمية في الإمارات بأنها “مواتية للغاية”. كما تطمح الدولة إلى أن تصبح مركزاً رئيساً للعملات المشفرة، مستفيدة من الهيئة التنظيمية في دبي التي بدأت نشاطها عام 2022، ما يسهم في تقدم الإمارات على العديد من المراكز المالية العالمية في هذا القطاع الناشئ.
جاذبية دبي السياحية والعقارية
إلى جانب القطاع المالي، تواصل دبي وأبوظبي العمل على تعزيز السياحة والاستثمار العقاري. وتحتفظ دبي بمكانتها الرائدة بفضل سجلها الطويل في جذب التمويل الدولي ومكانتها كوجهة سياحية فريدة، خاصة مع وجود أطول ناطحة سحاب في العالم وأماكن ترفيهية ومطاعم راقية تجعل من المركز المالي في المدينة “ينبض بالحياة”، كما وصفه أحد خبراء صناديق التحوط.
- تابعونا:
