أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس“، التحالف العالمي من أجل صحة المرأة، وهو منصة عالمية متعددة القطاعات تركز على الأدلة التي تشير إلى أن الاستثمار في صحة المرأة لن يؤدي فقط إلى تحسين صحة المرأة ، والمليارات من حياة الأفراد، ولكنها توفر أيضًا نعمة اقتصادية ثورية للمجتمعات والاقتصادات ككل، عبر إضافة تريليون دولار سنويا إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2040.
ويُظهر تقرير جديد للمنتدى الاقتصادي العالمي صدر الأربعاء، أن سد الفجوة الصحية بين النساء من شأنه أن يسمح لعدد أكبر من النساء بأن يعيشون حياة أكثر صحة، وأفضل جودة، ويوفر دفعة غير مسبوقة للاقتصاد العالمي.
فرصة بتريليون دولار لتحسين الاقتصاد العالمي
ووفق تقرير لمنتدى دافوس، فإنه على الرغم من أن النساء يعشن لفترة أطول من الرجال، إلا أن النساء يقضين 25% من حياتهن في حالة صحية سيئة، ما يؤثر بشكل كبير على حياة المرأة، وأيضا لها آثار مضاعفة على المجتمع الأوسع، والاقتصاد العالمي.
ولمعالجة هذه القضايا، أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي، ومعهد ماكينزي للصحة تقريرا جديدا كجزء من مبادرة صحة المرأة التابعة للمنتدى، والذي أكد أن معالجة الأسباب الصحية التي تحد من قدرة النساء على الانخراط في القوى العاملة، وكسب لقمة العيش لأنفسهن ولأسرهن، يمكن أن تؤدي لتحسين النتائج الصحية والحياة اليومية لأكثر من 3.9 مليار شخص، وإضافة تريليون دولار إلى الاقتصاد سنوياً بحلول عام 2040.
وقال شيام بيشين، رئيس مركز الصحة والرعاية الصحية في المنتدى الاقتصادي العالمي: “يوضح تحليلنا أن معالجة الفجوة في صحة المرأة والاستثمار في صحة المرأة يجب أن يكونا أولوية لكل بلد”.
ووفقا للتقرير، تقضي النساء في المتوسط 25% من حياتهن في حالة صحية سيئة أكثر من الرجال.
إنفاق دولار يحرر 3 دولارات في الاقتصاد العالمي
ومن الممكن أن يؤدي سد الفجوة الصحية التي تواجه النساء على مستوى العالم إلى زيادة بنسبة 1.7% في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المحتمل أن يؤدي كل دولار يتم استثماره في هذه الجهود إلى تحرير 3 دولارات في النمو الاقتصادي، والاقتصاد العالمي.
وحث التقرير على زيادة فرص الوصول إلى الرعاية الخاصة بكل جنس، كما دعا قادة الصناعة إلى إنشاء نماذج تمويل جديدة، وسياسات أعمال مبتكرة، مع تسليط الضوء على التعاون الواسع النطاق متعدد القطاعات باعتباره خطوة حاسمة نحو تحقيق هذه الأهداف.
وقالت أنيتا زيدي، رئيسة قسم المساواة بين الجنسين في مؤسسة بيل وميليندا جيتس، إن الاستثمار في صحة المرأة يتجاوز بكثير النساء كأفراد.. إن هذا استثمار مباشر في الأسر، والمجتمعات، والاقتصادات”، مؤكدة أن مستقبلنا الجماعي يعتمد على سد الفجوة الصحية بين النساء.
42 منظمة تهتم بالانضمام للتحالف العالمي من أجل صحة المرأة
وعقب إطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي، التحالف العالمي من أجل صحة المرأة، أعربت 42 منظمة عن اهتمامها بالانضمام إلى التحالف، بما في ذلك القادة الحكوميين، وممثلي القطاع الخاص، وصناعة الترفيه، والفضاء الخيري، وعن استعدادهم للتعهد بالتزامات جديدة لتعزيز أولويات التحالف عبر ثلاث ركائز: التمويل، والعلوم والابتكار، ووضع جدول الأعمال.
وقد أعلن الشركاء الرئيسيون بالفعل عن تعهدات بقيمة 55 مليون دولار لتحسين نتائج صحة المرأة، وتشكيل مستقبل جديد لصحة المرأة في جميع أنحاء العالم.
وتشمل الالتزامات الرئيسية تجاه صحة المرأة ما يلي:
– تعتزم مجموعة تاور كابيتال، وهي كيان للتنمية الاقتصادية مع مجلس تاور غير الربحي التابع لها، الالتزام بأكثر من 25 مليون دولار في عام 2024 للتغلب على العوائق، وضمان الدعم العادل لأعلى فئات الاحتياجات غير الملباة في مجال صحة الأجيال والنساء.
– ستطلق منظمة الروتاري الدولية مبادرة الروتاري لتحدي المجتمعات الصحية، وهي مبادرة ستوفر 30 مليون دولار للوقاية من الأمراض، وعلاجها وصحة الأم، والطفل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، ونيجيريا، وزامبيا.
– وقع أكثر من 40 شريكًا على رسالة مفتوحة لرفع دعوة للعمل لإعادة تصميم الرعاية الصحية مع وضع المرأة في الاعتبار، وهي مبادرة بقيادة كيرني.
وقالت نيسيا ترينداد ليما، وزيرة الصحة البرازيلية: “إن الرعاية الصحية الجيدة، والميسورة التكلفة، والتي يمكن الوصول إليها، لا سيما في سياق صحة المرأة، تعد جانباً حاسماً لضمان رفاهية المرأة”.
وأضافت:”هذه لحظة حاسمة لتعبئة أكبر عبر القطاعات للاستثمار في صحة المرأة، مع الأخذ في الاعتبار ضرورات المساواة، والرعاية المتكاملة.”
وسوف يسترشد التحالف العالمي من أجل صحة المرأة، بمجلس إدارة مؤثر ومتعدد القطاعات يتكون من قادة العالم الذين يمثلون مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة الذين يجب إشراكهم لتعزيز الاستثمارات في صحة المرأة.
ويشير التحالف إلى التزام متزايد بإعطاء الأولوية لصحة المرأة، وحمايتها وتعزيزها وسد الفجوة الصحية.
- تابعونا:
