شهدت أسعار عصير البرتقال ارتفاعًا هائلاً خلال الفترة الماضية، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وذلك وسط استمرار القيود على جانب المعروض وتأثيرات تغير المناخ على الإنتاج، مما أجبر بعض المصنعين على التفكير في استخدام فواكه بديلة.
تراجع الإنتاج في فلوريدا والبرازيل
وتعود هذه الزيادة في الأسعار إلى تراجع الإنتاج في فلوريدا، التي تعد المنتج الرئيسي لعصير البرتقال في الولايات المتحدة، بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ويعود ذلك جزئيًا إلى تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك موجات الحر الشديدة والجفاف.
تأثير تغير المناخ على البرازيل
تعد البرازيل أكبر منتج ومصدر لعصير البرتقال في العالم، ولعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل أسعار السوق العالمية. ولكن، حذرت مراكز الأبحاث الزراعية في البرازيل من أن الحرارة المرتفعة خلال العام الماضي قد تؤدي إلى أسوأ موسم حصاد للبرتقال في ثلاثة عقود.
توقعات انخفاض الإنتاج
توقعت منظمة مزارعي الحمضيات في البرازيل انخفاض إنتاج البرتقال بنسبة 24% في موسم 2024-2025، ليصل إلى 232.4 مليون صندوق (إذ يزن كل صندوق 40.8 كيلوجرام).
ارتفاع أسعار عصير البرتقال
أدى تراجع الإنتاج في فلوريدا والبرازيل إلى ارتفاع أسعار عصير البرتقال بشكل كبير. فقد ارتفعت أسعار العقود المستقبلية لعصير البرتقال المركز المجمد المتداولة في بورصة نيويورك انتركونتيننتال إلى 4.77 دولار للرطل بالأمس، وهو ما يقارب ضعف السعر المسجل قبل عام.
تفكير المصنعين في الفواكه البديلة
وسط الارتفاع المستمر لأسعار البرتقال، بدأ بعض مصنعي عصير الفواكه في التفكير في استخدام فواكه بديلة.
وفي هذا الصدد، قال هاري كامبل، محلل بيانات أسواق السلع لدى research group Mintec، إن هذه الزيادة في أسعار عصير البرتقال أجبرت المصنعين والخلاطات على التكيف مع الموقف من خلال تبني عصائر فواكه بديلة.
وأوضح كامبل في تصريحات صحفية، أن العديد من الشركات ستغير كميات العصير التي تستخدمها في خلاطاتها، مع خفض الاعتماد على عصير البرتقال وزيادة استخدام عصائر الفواكه الأخرى مثل التفاح والعنب والكمثرى.
وتوقع أن يستمر هذا الوضع على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن بعض اللاعبين في سوق البرتقال قد لاحظوا تراجعًا كبيرًا في الطلب على عصير البرتقال على أساس سنوي.
وأكد كامبل على أنه إلى أن يتم الوصول إلى مرحلة لا يكون فيها المستهلكون على استعداد لدفع العلاوة السعرية على عصير البرتقال بسبب قلة المعروض، ستواصل الأسعار ارتفاعها.