مع اقتراب دخول قرار السماح للأجانب بتملك العقارات في السعودية حيّز التنفيذ مطلع يناير/كانون الثاني المقبل، تشهد مدينة جدة حراكاً متسارعاً في مشاريعها الكبرى، إذ بدأت مؤشرات واضحة على استعداد السوق لجذب المستثمرين الدوليين.
وفي هذا السياق، أشار حساب “عداد جدة“، عبر موقع إكس، المتخصص في متابعة مشاريع المدينة إلى توجّه لبدء بيع الوحدات السكنية في برج جدة بنظام البيع على الخارطة، إضافة إلى طرح أراضٍ ضمن مدينة جدة الاقتصادية أمام المستثمرين.
المملكة القابضة إعلان تاريخي يدخل البرج مرحلة البيع
جاءت التحركات التي رصدتها الحسابات المحلية متزامنة مع تقرير نشره موقع AGBI، يوم الجمعة الماضي، يؤكد أن شركة المملكة القابضة تستعد -وللمرة الأولى- لطرح شقق برج جدة للبيع على الخارطة خلال العام 2026، في خطوة تعدّ الأهم منذ استئناف الأعمال الإنشائية مطلع هذا العام.
وكشف فادي نسيم، رئيس التخطيط الحضري للمشروع، أن تكلفة البرج تصل إلى 10 مليارات ريال، مشيراً إلى أن الأعمال الجارية رفعت ارتفاعه إلى أكثر من 74 طابقاً حتى الآن، على أن تتسارع الوتيرة للوصول إلى تنفيذ طابق جديد كل خمسة إلى ستة أيام بنهاية العام 2025. ومن المقرر اكتمال البرج في أغسطس/آب 2028.
ويُعدّ برج جدة مشروعاً استثنائياً عالمياً، إذ يتوقع أن يتجاوز ارتفاعه 1000 متر ليصبح أطول مبنى في العالم، ويضم وحدات سكنية فاخرة ومكاتب ومساحات تجارية وفندق فورسيزونز ومنصة مراقبة مطلّة على المدينة والبحر الأحمر.
تطوير ضخم لمدينة جدة الاقتصادية
يتكامل المشروع مع تطوير واسع لمدينة جدة الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار، اكتمل جزء مهم من بنيتها التحتية، بما يشمل 27 كيلومتراً من الطرق الجديدة. هذا التقدم جذب اهتمام مطوّرين ومستثمرين بالأراضي المحيطة بالبرج، بالتزامن مع بدء التحضير لطرح قطع أراضٍ للبيع.
انفتاح سوق العقار واختبار حقيقي لجاذبية المشاريع الكبرى
يأتي ذلك بينما تستعد السعودية لمرحلة مفصلية مع دخول قرار تملك الأجانب للعقارات حيّز التنفيذ، وهو قرار يتوقّع أن يعيد رسم المشهد الاستثماري في المدن الرئيسية، وعلى رأسها جدة، التي تملك رصيداً من المشاريع الضخمة القادرة على استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية.
ويرى خبراء القطاع أن توقيت هذه التحركات يعكس رغبة الشركات الكبرى في الاستفادة مبكراً من الانفتاح المتوقع، خصوصاً مع تزايد الطلب الدولي على المشاريع العمرانية السعودية التي تشكّل ركناً أساسياً من مستهدفات رؤية 2030.
مشهد عقاري يتغير وبرج جدة في الواجهة
ومع بدء العدّ التنازلي لسريان قرار التملك الأجنبي، يبدو برج جدة ومدينة جدة الاقتصادية في صدارة المشاريع التي ستقطف ثمار هذه المرحلة، في وقت تتجه فيه المملكة إلى تعزيز حضورها كواحدة من أكثر البيئات الحضرية نمواً وجاذبية للاستثمار في المنطقة.

