كشفت دراسة جديدة عن وجود معدلات أكبر مما يعتقد من جزئيات البلاستيك في زجاجة ليتر واحد من الماء حيث يمكن تم تحديد قرابة ربع مليون ألف جزيء بلاستيكي مجهري أي ما يسمى جزئيات نانوية وجزيئات ميكروية في زجاجة سعة لتر واحد من علامة تجارية معروفة من ثلاثة متاجر سوبر ماركت أمريكية.
ولم يكن هناك من قبل سبيل لتحديد عدد جزئيات البلاستيك في المياه إلا أن ذلك تم مؤخرا حين أجرى الباحثون في جامعتي كولومبيا وروتجرز حساباتهم بأجهزة ليزرية. وبالنظر إلى خمس عينات من كل ثلاث علامات تجارية شائعة للمياه المعبأة، وجد الباحثون أن مستويات الجسيمات تراوحت بين 110.000 إلى 400.000 لكل لتر، بمتوسط حوالي 240.000 وفقًا لدراسة نشرت يوم الاثنين في المجلة العلمية بروسيدينغ أوف ناشونال أكاديمي أوف سينسز ( Proceedings of the National Academy of Sciences.)
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، نايكسين تشيان، وهو عالم كيمياء فيزيائية في جامعة كولومبيا، إن الكثير من البلاستيك يأتي من الزجاجة نفسها ومن مرشح غشاء التناضح العكسي المستخدم لمنع الملوثات الأخرى. لم تكشف الدراسة عن العلامات التجارية الثلاث لأن الباحثين يريدون المزيد من العينات قبل أن يحددوا علامة تجارية معينة ويريدون دراسة المزيد من العلامات التجارية. ومع ذلك، ورد أن العلامة شائعة ويتم شراؤها من متجر وول مارت.
ردت الرابطة الدولية للمياه المعبأة في بيان: “يوجد حاليًا نقص في طرق (قياس) موحدة ولا يوجد إجماع علمي على الآثار الصحية المحتملة للجسيمات النانوية والبلاستيكية الدقيقة. ولذلك، فإن التقارير الإعلامية حول وجود هذه الجزيئات في مياه الشرب لا تفعل شيئا أكثر من تخويف المستهلكين دون داع.
الآثار الصحية المترتبة على اختراق البلاستيك للجسم لا تزال غير واضحة، لكن الأبحاث المبكرة تشير إلى أن هذه الجزيئات يمكن أن تنتقل إلى أعضاء مختلفة داخل الجسم. تشير الأبحاث السابقة إلى أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تعمل كناقلات، حيث تنقل الملوثات ومسببات الأمراض، كما يقول بيزان يان من جامعة كولومبيا في نيويورك.
تُعرف الأجزاء البلاستيكية التي يبلغ قطرها أقل من 1 ميكرومتر باسم المواد البلاستيكية النانوية ويمكن أن تشكل مصدر قلق أكبر من المواد البلاستيكية الدقيقة. يقول يان إن حجمها الأصغر يعني أنها قد تكون أكثر عرضة لاختراق بطانة الأمعاء والمشيمة وحتى الحاجز الدموي الدماغي.
ويجري إطلاق جزيئات البلاستيك من جدار العبوات البلاستيكية التي تلامس الماء يمكن لهذه بعد تناول الماء التسلل إلى خلايا الجسم ويمكنها اختراق الحاجز الدموي الدماغي.
وتفوق نسبة جزئيات البلاستيك في عبوات المياه ما سبق اكتشافه قبل سنوات.

تقول شيري ماسون، مديرة الاستدامة في جامعة ولاية بنسلفانيا في إيري، كلية بيرند، والتي لم تشارك في البحث: “هذا إنجاز حقيقي”. “إذا لم نتمكن من اكتشاف الجسيمات، فلن نتمكن من دراستها. ولهذا السبب تعتبر هذه الدراسة مهمة للغاية.”
في كل مرة ندوس فيها على سجادة صناعية، أو نمزق حاوية بلاستيكية، أو نحرك إطاراتنا عندما نقود السيارة على الطريق أو نقوم بغسل الملابس، هناك فرصة لأن نطلق الآلاف من نشارة البلاستيك الدقيقة والنانوية دون أن نرى ذلك.
المخاطر الصحية للمواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية قد تؤدي إلى تفاقم جهاز المناعة، والعبث بعملية التمثيل الغذائي في الجسم، ودفع الخلايا التحفيزية إلى التدمير الذاتي.