كشفت شركة تسلا الأمريكية، الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية، عن خططها لبدء عملياتها في المملكة العربية السعودية ابتداءً من الشهر المقبل.
ومن المقرر أن يُقام الحدث الافتتاحي في قاعة البجيري بالرياض يوم العاشر من أبريل، حيث ستقدم الشركة أحدث طرازاتها الكهربائية للجمهور السعودي.
توسع تسلا في منطقة الخليج

على الرغم من نشاط تيسلا في العديد من دول الشرق الأوسط، فإن دخولها إلى السوق السعودي يُعد خطوة مهمة، نظرًا لحجم السوق وإمكاناته الكبيرة، وفقا لرويترز.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية تُعَد من أكبر أسواق السيارات في المنطقة، ما يجعلها محطة رئيسية لتوسع الشركة.
يأتي إطلاق تسلا في السعودية متوافقًا مع رؤية المملكة الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060.
ومن المتوقع أن يُسهم دخول تسلا في تسريع تبنّي السيارات الكهربائية وتعزيز البنية التحتية الداعمة لها.
عبر موقعها الرسمي، وجهت تسلا دعوة مفتوحة للجمهور لحضور حفل الإطلاق، حيث سيتمكن الحاضرون من استكشاف أبرز الطرازات العالمية للشركة، وتجربة تقنيات الطاقة الشمسية والبطاريات الذكية. كما أعلنت الشركة عن عرض خاص لتقنية القيادة الذاتية، إلى جانب فرصة لقاء الروبوت المتطور أوبتيموس، الذي يمثل أحدث ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
رغم هذه الخطوة التوسعية، تواجه تيسلا تحديات كبيرة في الأسواق العالمية، إذ أظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية انخفاضًا بنسبة 42.6% في مبيعات الشركة داخل أوروبا خلال عام 2025.
كما شهدت الولايات المتحدة احتجاجات ضد إيلون ماسك بعد توليه منصبا في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما أثّر على سمعة الشركة في بعض الأسواق.
السعودية وتعزيز صناعة السيارات الكهربائية

تُبدي المملكة العربية السعودية التزامًا قويًا بتطوير قطاع السيارات الكهربائية، حيث يُعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي أكبر مستثمر في شركة لوسيد موتورز، المنافس المباشر لـتسلا.
وقد حصلت لوسيد على امتياز استخدام شعار “صنع في السعودية” بعد انضمامها رسميًا إلى البرنامج في يناير 2025، وهو ما يُعزز مكانة المملكة في هذا المجال.
كما قامت لوسيد بافتتاح أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة في سبتمبر 2023 داخل المملكة، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 5000 مركبة كهربائية، مما يُسهم في دفع عجلة الإنتاج المحلي.
إلى جانب الاستثمارات في الشركات العالمية، تعمل السعودية على بناء علامتها الخاصة في مجال السيارات الكهربائية عبر شركة “سير”، التي أُعلن عن تأسيسها في نوفمبر 2022.
وتهدف الشركة إلى المساهمة بـ30 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2034.
وفي خطوة لتعزيز وجودها، وقّعت “سير” اتفاقيات بقيمة 5.5 مليار ريال سعودي خلال منتدى القطاع الخاص الذي نظمه صندوق الاستثمارات العامة في فبراير 2025، وذلك استعدادًا لإطلاق أول نموذج لها بحلول عام 2026.

يمثل دخول تسلا إلى السوق السعودي خطوة بارزة في تحول المملكة نحو النقل المستدام، حيث تسعى السعودية إلى ترسيخ مكانتها كقوة عالمية في صناعة السيارات الكهربائية، سواء عبر جذب العلامات الكبرى أو تطوير صناعتها المحلية.

