أكد ناشطون وصفحات إخبارية سورية على مواقع التواصل الاجتماعي أن امرأة ألمانية مسنة توفت و ظهر في وصيتها أنها تورّث كل أملاكها -التي تقدر بنحو 40 مليون يورو (42 مليون دولار)- إلى عائلة سورية لاجئة بعد تفانيها في خدمة المسنة الألمانية لسنوات ماضية قبل وفاتها مؤخرا في منطقة ميونخ الألمانية.
ويحاول أريبيان بزنس التحقق من المحامي المسؤول، عن تفاصيل العائلة والراحلة الألمانية المسنة، علما أنه تبين لأريبيان بزنس أنه كان محام معروف في مدينة حمص السورية لكنه لايمارس صفة المحاماة في ألمانيا لأسباب تتعلق بالحصول على التراخيص.
وقال المحامي السوري المقيم في ألمانيا محمد كاظم هنداوي، مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان عبر مقطع فيديو، إن المرأة المسنة عاشت وحيدة بعد أن غاب ابنها لسنوات دون زيارتها؛ وهي من سكان إحدى قرى إقليم البايرن، كانت قد اختارت في العام 2014 أن تحتضن عائلة سورية لاجئة قادمة من محافظة إدلب شمال سوريا، وكانت تشرف على تسيير أمور العائلة القانونية في ألمانيا. وفيما بعد، تعرضت العجوز إلى وعكة صحية، تسببت في نهاية الأمر بموتها.
وأضاف “هنداوي” أنه بعد أن مرضت العجوز، بدأ أفراد العائلة (المؤلفة من زوجان وابنتيهما وطفل ولد في ألمانيا) بالعناية بالمرأة وإعداد الطعام لها حتى وفاتها.

واتصل المحامي المشرف على أملاك العجوز بالعائلة، وطالب الزوج بإحضار مترجم محلف والحضور إلى موعد مع كاتب بالعدل الذي قرأ وصية العجوز التي جاءت كالصاعقة على العائلة إذ تبين أن العجوز كتبت ثلث أملاكها للطفل الذي كانت تحبه والثلثين الأخرين لباقي أفراد العائلة (الزوجان وابنتيهما) لتنفتح “طاقة القدر” للعائلة السورية، حسبما وصف ناشطون.
وشرحت العجوز في وصيتها أسباب وصيتها الغريبة قائلة “أنا في 2014 أصبحت أشعر بأني على قيد الحياة، وكنت أراقبكم كيف تعيشون وتعتنون ببعضكم.. أنا من عائلة ثرية جداً وكان لدي ابن وحين أصبح بالغاً تركني أعيش وحيدة.. وفقدت التواصل معه منذ 10 سنوات قبل قدومكم، وشعرت بأنكم أنتم عائلتي وخاصة حين مرضت اعتنيتم جميعكم بي.. وأتمنى أن أكون جزءاً منكم ومن حياتكم، ولسوء الحظ عشت معكم 8 أو 9 سنوات فقط معكم.. أنا الآن سعيدة جداً لسببين الأول لأني تعرفت عليكم وسعيدة لأني اعتز بصحبتكم وسأقدم شيئاً بسيطاً لأشخاص يستحقوه وهذا أقل ما يمكن أن أعطيه لكم.. على مبدأ وما (جزاء الإحسان إلا الإحسان)”.
يذكر أن القانون الألماني يفرض ضرائب على التركة تتراوح بين 7 بالمئة و50 بالمئة، وسيقوم أريبيان بزنس بنشر رد المحامي بمجرد تلقيه علما أن الردود التي وردت خلال محاولات الاتصال جاءت بردود تلقائية تفيد بأن المنظمة التي يعمل بها المحامي، في إجازة حتى الشهر القادم.
