يكشف برناردو بيرلويرو، الرئيس التنفيذي للعمليات في دولة الإمارات لدى “ماجد الفطيم للتجزئة” عن توجه كارفور الإمارات إلى دعم المنتجين المحليين والمنتجات الصحية مع دعم جهود الاستدامة، فما الذي سيترتب على ذلك بالنسبة للمستهلك؟ فالمعروف أن المنتجات المحلية أفضل من عدة نواح مثل الجانب البيئي بفضل قصر المسافة في النقل ومدة التخزين، والقيمة الغذائية لأنها طازجة ولم تفقد المواد المغذية والفيتامينات بالنسبة للخضار والفاكهة مثلا، وبسؤالنا كيف تساعد “ماجد الفطيم” على تمكين شبكة المنتجين المحليين وتشجيع المزارعين على تقديم منتجات أكثر صحة واستدامة؟ وهل ينسحب ذلك على دول أخرى؟
يجيب بيرلويرو بالقول :” نحرص على توفير الدعم للمزارعين المحليين من خلال الالتزام بتوريد منتجاتهم، وزيادة الوعي بين عملائنا لشراء هذه المنتجات. ولقد وقعنا العديد من مذكرات التفاهم مع وزارة التغير المناخي والبيئة وسلال ومزارع الإمارات العضوية، على سبيل المثال لا الحصر، والتي تدعم جميعها المزارع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. ونشجع على اعتماد مفهوم المنتجات من المزرعة إلى مائدة المستهلك.
وانطلاقاً من موقعنا كعلامة تجارية رائدة في قطاع التجزئة، تعمل في 14 سوقاً، وكشركة إماراتية نلتزم بدعم الاقتصادات المحلية والموردين في المجتمعات التي تخدمها، فإن أكثر من 80% من منتجاتنا نستوردها من المنطقة. ويكتسب دعم المجتمعات المحلية أهمية خاصة بالنسبة لنا لما لذلك من دور في توفير الدعم والمساعدة للاقتصاد المحلي والبيئة على حدٍ سواء. وأثمرت الشراكة مع الموردين المحليين والعديد من المبادرات التي أطلقناها، إلى تشجيع عملائنا على شراء المنتجات والسلع المحلية.
كما قمنا بتصميم برنامج “اختر الأفضل” بدقة لتلبية الرؤى والاحتياجات الفريدة لسوق الإمارات. حيث استندنا إلى بحث شامل وفهم عميق لتفضيلات العملاء المحليين، لنقوم بصياغة برنامج يتوافق مع طموحات وتحديات عملائنا في هذه المنطقة.

وعن خطط كارفور هذا العام لتحسين عادات الغذاء الصحي وتوفير منتجات مناسبة لذلكن يشير بالقول:” نهدف إلى معالجة المخاوف التي أشارت إليها الاستراتيجية الوطنية للتغذية، والمتمثلة في أن 17% فقط من البالغين يتناولون الكمية الموصى بها من الفاكهة والخضروات. ونعمل في كارفور على تحديد العقبات الرئيسية التي تقف عائقاً أمام تبني عادات الأكل الصحي، والمتمثلة في إمكانية الوصول إلى المنتجات الصحية، والقدرة على تحمل التكاليف، إلى جانب مدى جاذبية هذه المنتجات وانتشارها. وبناءً على ذلك، نسعى إلى معالجة هذه “الفجوة الخضراء” من خلال إطلاق برنامج “اختر الأفضل” في جميع متاجرنا في الإمارات.
ويضم برنامج “اختر الأفضل” ثلاث ركائز محورية: “اختر الأفضل لصحتك” والتي تسلط الضوء على مجموعة كارفور المتنوعة من المنتجات الغذائية التي تشمل الأطعمة الطازجة والفاكهة والخضروات عالية الجودة بأسعار معقولة، و”اختر الأفضل لكوكبنا”، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بالمشتريات التي تساهم في حماية البيئة، أما الركيزة الثالثة ” اختر الأفضل لمجتمعاتنا” فهي تهدف إلى مكافأة العملاء على اختيار المنتجات والخدمات التي تدعم المجتمعات والاقتصادات المحلية.
ونأمل أن نشكل مثالاً ونموذجاً في قطاع التجزئة من خلال مواجهة العقبات التي تشكلها “الفجوة الخضراء”. حيث قمنا بإضافة التصنيف الغذائي الذي يتبع صورة ألوان الإشارات الضوئية لتحديد القيمة الغذائية على منتجات كارفور الخاصة لمساعدة العملاء على اتخاذ قرارات غذائية وصحية واعية. ومع إطلاق المرحلة الأولى من برنامج “اختر الأفضل لصحتك”، عملنا على توفير عروض ضخمة على العديد من المنتجات الصحية، وخاصة المنتجات الطازجة، كما قمنا بمنح عشر أضعاف النقاط من برنامج “شير” عند شراء المنتجات الصحية والتي تحمل علامة “اختر الأفضل”، سواء عبر الإنترنت أو في المتجر.
ما هي ضوابط اختبار المنتجات الغذائية لضمان توافقها مع المواصفات الإماراتية؟ هل تخضع لفحص مختبرات مثلا؟
تعطي دولة الإمارات أولوية قصوى لتحقيق الأمن الغذائي، ونحن نلتزم في كارفور باستراتيجية الدولة الوطنية لتحقيق ذلك، والذي بدوره يضمن أيضاً سلامة عملائنا.
وكجزء من التزامنا بالتميز، نسعى باستمرار لتعزيز برامج الاختبار الروتينية لدينا للمنتجات الطازجة والسلع الاستهلاكية ومعايير النظافة، مع ضمان إجراء اختبارات منتظمة من خلال مختبرات معتمدة من جهات خارجية. ونقوم عبر فروعنا في كل الدول بإجراء ما يصل إلى 30,000 تحليل مختبري سنوياً بالإضافة إلى 1,000 تدقيق خارجي للمتاجر و800 تدقيق للموردين سنوياً. بوصفنا المنفذ الذي يربط بين الموردين والعملاء، فمن المهم لدينا أن تتم عمليات تدقيق الجودة التي نطبقها وفقاً لأكثر معايير سلامة الغذاء صرامة.
هل تتوقعون حدوث هدر في الطعام في المنتجات الغذائية مع زيادة الحرص على تناول منتجات لها مدة صلاحية محدودة من الأطعمة الطازجة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان؟
لا، إن التزامنا بتعزيز استهلاك الأغذية الطازجة لا يشير إلى توقعات بإمكانية حدوث زيادة في هدر الطعام. على الرغم من أن الأطعمة الطازجة تتسم بفترة صلاحية أقصر، إلا أن برنامج “اختر الأفضل” يمكّن العملاء من اعتماد المواد الغذائية الصحية بالتزامن مع تقليل هدر الطعام. حيث تتميز السلع والمنتجات الطازجة التي يتم توفيرها من المزارع المحلية بعمر أطول من السلع الطازجة المستوردة من الخارج، وبالتالي فإن برنامج “اختر الأفضل” هو برنامج شامل يوفر خيارات صحية وأكثر استدامة.
ثانياً، تأمين والحفاظ على الأطعمة طازجة، يُعتبر ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، لذا نحرص على تعزيز مستوى الوعي بين عملائنا لشراء المنتجات الطازجة والقيام بعمليات الشراء التي تتسم بالمسؤولية، في الواقع، تلبي عملياتنا عبر الإنترنت تلك الاحتياجات، ويمكنك شراء ما تحتاجه متى شئت وأينما كنت، إلى جانب الاستفادة من نفس الخصومات المذهلة التي لدينا في المتاجر، وأحيانًا أكثر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن شراكتنا الإستراتيجية مع Zaad ، وهي سوق رقمية رائدة، تساهم في معالجة مشكلة أي فائض من الطعام بشكل مباشر. ومن خلال هذا التعاون، نعمل على سد الفجوة بين تجار التجزئة والعملاء، حيث يتم تقديم الفائض من الطعام بأسعار معقولة. ومن خلال هذه المبادرة، نعمل بشكل استباقي على تقليل النفايات المحتملة مع تمكين المجتمع من اتخاذ خيارات مستدامة. وتُشكل إجراءاتنا لمواجهة هدر الطعام دلالة واضحة على التزامنا الراسخ بالاستدامة. ونحن نفخر بشدة بهذه الجهود التي تساهم في بناء مستقبل أكثر مسؤولية ويزخر بالإمكانات.
هل سيتم وضع علامات واضحة على المنتجات الصحية لمساعدة المستهلكين على اتخاذ خيارات صحية بسهولة؟
نعم، لقد قمنا في متاجرنا بتوضيح القيمة الغذائية للمنتجات الصحية، حيث يعتبر برنامج “اختر الأفضل” برنامج توعوي في صميمه، يهدف لخلق تغيير في سلوك العملاء للتوجه نحو البدائل الصحية. نحن نؤمن في كارفور بأن توفير السلع والمنتجات عالية الجودة بأسعار جيدة في متاجرنا، وتسهيل الاستدلال عليها من خلال برنامج “اختر الأفضل”، فإن العملاء سيختارون بسهولة الأفضل لأنفسهم ولعائلاتهم.
هل هناك نية لتخفيف تسويق الأطعمة غير الصحية: خاصة للأطفال خصوصا قرب صناديق الدفع؟
لا تسعى كارفور من خلال هذه المبادرة إلى تخفيض عمليات التسوق أو الحد من توافر المنتجات الحالية، وليس في نيتها القيام بذلك أبداً. ونحافظ على توافر كافة المنتجات والسلع على رفوفنا. إلا أننا نسعى بالتزامن مع ذلك إلى تمكين العملاء من خلال تزويدهم بمعلومات واضحة وشفافة لاتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع أهدافهم الصحية. وسيساهم برنامج “اختر الأفضل”، في تزويد العملاء بمجموعة محددة من البدائل الصحية، تتضمن معلومات شاملة حول هذه المنتجات وقيمتها الغذائية بما يساهم في إحداث تغيير إيجابي في سلوكيات العملاء.
ألا يتعارض دعم المنتجين المحليين مع الحاجة لتقديم منتجات صحية رخيصة في متناول الجميع بينما يتطلع المنتجين لبيع المنتجات الصحية بسعر أغلى نسبيا؟
على العكس من ذلك، إن تركيزنا وتفضيلنا للمنتجات المحلية هو قرار يقلل بشكل فعال من الأميال الغذائية، مما يقلل بشكل كبير من تكاليف الشحن. وهذا بالتالي سيساهم في تقليل بصمتنا الكربونية وتعزيز الاستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن شراء المنتجات المحلية سيوفر الدعم لاقتصادنا المحلي ويضمن حصولنا على منتجات طازجة وعالية الجودة. بشكل عام، يعد اختيار المنتجات من مصادر محلية طريقة بسيطة وفعالة لدعم مجتمعنا وبيئتنا.
كما أن دوام التعاون مع المزارع المحلية ودعمها يحفز نموها ويدعم إنتاجها ما يقلل من تكاليفها. كما يساهم كل ذلك بتعزيز الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي.
هل ترون حاجة لبيع الطعام ذي الشكل غير النموذجي أو المثالي بسعر مخفض؟
لا تعتمد كارفور هذا التوجه، ولا نقدم خصومات على الفاكهة والخضروات ذات الأشكال “غير المكتملة” أو التي لا تُلبي المعايير المعمول بها في متاجرنا أو عبر الإنترنت. ويعمل فريق مراقبة الجودة لدينا على توفر المنتجات وفق أعلى مستويات الجودة.
كيف يمكنكم مساعدة المزارعين والمنتجين المحليين: على الحصول على أسعار عادلة لمنتجاتهم؟ هل هناك نية لتقديم دعم فني أو مالي (تقنيات الزراعة المستدامة) مثلا؟
انطلاقاً من موقعنا كعلامة تجارية رائدة في قطاع التجزئة في المنطقة، فإننا نجري دراسات تحليلية شاملة، وبناءً على اتجاهات المستهلكين، فإننا نلتزم بكميات معينة، وننسق مع المزارعين المحليين الذين نتعاون معهم على تلبية طلبات ورغبات العملاء. نحن ندعم المزارعين المحليين من خلال منحهم الأولوية لتلبية طلباتنا من الأطعمة الطازجة.
ونحن نلتزم بشكل أساسي بالكمية التي يتم شراؤها من الموردين لكل حملة، وهذا الالتزام يسير في الاتجاهين، فنحن نضمن شراء الكمية مقابل التزامهم بتوفيرها.
كما تساهم الاستعانة بالمصادر المحلية بلعب دور أساسي في نهجنا. فمن خلال تعزيز الشراكات مع المزارعين المحليين، نعمل على الحد من بصمتنا البيئية، ونضمن أيضاً توفير المنتجات الطازجة وذات الجودة العالية لعملائنا. كما يُسهم هذا الدعم للمنتجين المحليين في تعزيز القطاع الزراعي المزدهر ويوفر نظام غذائي أكثر قدرة على الصمود.