في أحدث فصول معضلة “رواية ميرا” التي يعيشها الأردن حاليا، أعلنت هيفاء النجار، وزيرة الثقافة الأردنية، أن أعضاء اللجنة التي أجازت رواية الكاتب الأردني قاسم توفيق، والصادرة عن دار نشر أردنية منذ 3 سنوات، استقالوا بشكل جماعي، مشيرة إلى أن ما ورد فيها خطأ فادح وكبير، وقد تقرر منذ اللحظة الأولى سحبها من معارض القراءة للجميع في مختلف مركز التوزيع في المملكة.
غليان
منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والأردن يعيش في حالة غليان بسبب هذه الرواية:
- تناقل كثيرون في حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي صورا من صفحات الرواية فيها وصف لتصرفات وحركات جنسية بالتفصيل، ولأجساد عارية.
- قرر مجلس النواب الأردني “إحالة” الرواية إلى لجنة التوجيه الوطني وتكليفها بالتحقيق وتقديم التوصيات حول ما جاء في الرواية”. وأكد النواب المعارضون لها أنها “أساءت للأسرة الأردنية والقيم الأخلاقية في الدولة الأردنية”.
- وجه رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، وزارة الثقافة إلى مراجعة جميع الروايات والأعمال الأدبية التي تدعم الوزارة إصدارها من خلال مشروع مكتبة الأُسرة، وسحب جميع الأعمال التي لا تتوافق مع قيم المجتمع الأردني وعاداته وتقاليده، ومبادئ الأمة وقيمها.
- قررت وزارة الثقافة الأردنية، قبل أيام، سحب رواية “ميرا” بعدما تعرضت لانتقادات تفيد بأنها تحتوي “إيحاءات جنسية”.
فقرتان
كانت رواية ميرا قد رشحت من بين عشرات الروايات من قبل لجنة مكتبة الأسرة لإعادة نشرها ضمن إصدارات هذا العام. وأشارت وكالة بترا الأردنية للأنباء إلى أنه في مساء اليوم الأول من عرض الرواية في مراكز البيع، تبين وجود فقرتين تتنافيان مع الذوق العام وقيم المجتمع.
ميرا
وتدور أحداث الرواية:
- في تسعينات القرن الماضي بين العاصمة الأردنية عمان ومدينة نوفي ساد في يوغسلافيا السابقة حين سافر الشاب الأردني المسلم رعد من أجل الدراسة ليتعرف هناك على الممرضة ميرا.
- وتروي القصة علاقة حب قوية بينهما قبل أن يتزوجا وينجبا شادي ورجاء.
- مع اندلاع الحرب الأهلية في يوغوسلافيا في حزيران/يونيو 1992، يقرر الزوجان التوجه إلى عمان.
- لكن بعد سنوات، يقدم شادي على طعن أمه بسكين المطبخ بعد أن سمع رجالا يصفونها بالمومس.
المؤلف
مؤلف رواية ميرا هو:
- الروائي الأردني قاسم توفيق البالغ من العمر 68 عاما
- صدر له أكثر من 20 كتابا بين الرواية والمجموعات القصصية
- وهو حاصل على جائزة كتارا العالمية.
روايات محظورة
وهكذا، تنضم رواية ميرا إلى قائمة الروايات المحظورة ولعل من أبرزها:
- أولاد حارتنا، للكاتب الكبير نجيب محفوظ والذي تعرض لمحاولة اغتيال بسببها. والتقى الكاتب المصري محمد سلماوي بالشاب الذي حاول اغتيال محفوظ، وسأله عن دافعه فقال لأنه سب الاسلام في رواية أولاد حارتنا، وعندما سأله سلماوي:هل قرأتها؟ أجاب : “لا ولكن أمير الجماعة قال لي ذلك”.
- سقوط الإمام، لنوال السعدواى، وقد أثارت الرواية، التي تقدم الإمام باعتباره حاكما مطلقا يتخفى فى عباءة الدين، مواجهات مع المؤسسة الدينية.
- برهان العسل، للكاتبة السورية سلوى النعيمى، وقد مُنعت من التداول في سوريا لجرأتها، وتحكى عن مغامرات امرأة مع مجموعة من الرجال.
- وليمة لأعشاب البحر، للروائي السوري حيدر حيدر وقد تعرضت لانتقادات عنيفة بعدما قال البعض إنها تمس الذات الإلهية، وقد خرجت مظاهرات ضدها.
التجربة الفنلندية
بعيدا عن منطقتنا التي تستمرئ الحظر والمنع مما يؤدي في النهاية إلى أن يصبح “كل ما هو ممنوع مرغوب”، انتهجت دولة كفنلندا طريقا مختلفا يقوم على تنمية التفكير النقدي لدى أطفال المدارس، ويعتبر نظام التعليم الفنلندي حجر الزاوية في ذلك، فالتفكير النقدي جزء من المناهج الدراسية لفترة طويلة جدا في ذلك البلد حيث تم تنقيح المناهج في عام 2016 لتعليم الأطفال المهارات التي يحتاجون إليها، فعلى سبيل المثال في فصول اللغة، يقارنون نفس القصة المكتوبة كنص قائم على الحقائق وكدعاية.
- تابعونا:
