في خطوة نادرة، أقر مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بأن الشركة ارتكبت أخطاء استراتيجية كبيرة في تقدير منافسة تيك توك، ما منح المنصة الصينية تفوقًا واضحًا وأدى إلى خسائر تنافسية كبيرة.
سوء تقدير تأثير تيك توك

خلال اجتماع داخلي، أوضح زوكربيرغ أن ميتا أخطأت في تحليل طبيعة تيك توك، حيث اعتبرته مجرد منصة فيديو مشابهة ليوتيوب، متجاهلة دوره كشبكة اجتماعية تعزز التفاعل عبر الرسائل الخاصة. هذا الخطأ الاستراتيجي سمح لتيك توك بالاستحواذ على قاعدة جماهيرية واسعة بين جيل Z وجيل الألفية، بينما تأخرت ميتا في تقديم استجابة فعالة.
وأضاف: “لم ندرك حجم المحتوى الذي يتم تداوله بشكل خاص، ما منح تيك توك ميزة لم نكن مستعدين لها”.
لا يقتصر التحدي على تيك توك، إذ تواجه ميتا منافسة متزايدة من منصات ناشئة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل “ديب سيك”، التي تقدم حلولًا تفاعلية منخفضة التكلفة.
وأشار زوكربيرغ إلى أن ميتا أنشأت فرقًا داخلية متخصصة لتحليل هذه التهديدات، محذرًا من أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا يتطلب استراتيجيات أكثر ذكاءً لتجنب تكرار الأخطاء.
الذكاء الاصطناعي.. طوق النجاة الجديد؟

بدلًا من الاعتماد على العوامل الخارجية، مثل احتمالية حظر تيك توك في الولايات المتحدة، شدد زوكربيرغ على أن الحل يكمن في الابتكار الداخلي. تخطط ميتا لتعزيز تجربة المستخدم على فيسبوك وإنستغرام عبر تطوير مساعدين ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا، مع الحفاظ على التوازن بين الابتكار وإدارة منصاتها الأساسية.
وقال: “إذا فشلنا في إدارة فيسبوك وبقية منصاتنا بفعالية، فقد يكون ذلك بداية النهاية”.
نجاحات جزئية وتحديات مستمرة
رغم الأزمات، تمكنت بعض مبادرات ميتا من تحقيق نجاحات، مثل تطبيق “Threads”، الذي استقطب 20 مليون مستخدم جديد في ديسمبر، ليصل إجمالي مستخدميه إلى 320 مليون شهريًا. إلا أن هذا النجاح لا يزال محدودًا أمام التغيرات السريعة في سوق التواصل الاجتماعي.
هل تستطيع ميتا استعادة موقعها الريادي؟

يمثل اعتراف زوكربيرغ لحظة تحول في رؤية ميتا، التي تسعى الآن للاستفادة من دروس الماضي وتسريع وتيرة الابتكار. لكن يبقى السؤال: هل يمكنها استعادة نفوذها، أم أن قواعد اللعبة في عالم المنصات الرقمية قد تغيرت للأبد؟

