مهما كانت مهارة لاعبي كرة القدم، فإن ضربات الجزاء، أو ركلات الترجيح ليس لها معايير أو مقاييس لضمان تسجيلها داخل المرمى.
فأعظم لاعبي العالم أخفقوا مرارا في التسديد، وتسببوا في خسارة فرقهم ومنتخبات بلاده لمباريات ولبطولات، بل إن أحسن لاعب في العالم الإيطالي “روبرتو باجيو” أضاع ركلة ترجيح في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1994، ما تسبب في عدم تحقيق بلاده للقب الرابع في تاريخها.
بالأمس احتكمت مباراتان في دور الثمانية بكأس العالم إلى ركلات الترجيح، كما شهد دور الستة عشر أيضا الاحتكام إليها في مبارتي المغرب وإسبانيا وكرواتيا واليابان.
اقرأ أيضا:
وخلال مبارتي دور الستة عشر كان مستوى التسديد ضعيفا وهزيلا، إذا أضاع ثلاثة لاعبين من اليابان ومثلهم من إسبانيا، وهذا بالطبع لا يضيع حق حراس المرمى في قدرتهم عن الذود عن مرماهم، إلا أن طريقة التنفيذ للتسديدات الست التي تصدى لها حارسا الفريقين كانت ضعيفة وبالقرب من منتصف المرمى، مما أثار الكثير من التساؤلات لدى الجماهير والخبراء.
الطرق الصحيحة لتسديد ركلات الترجيح والجزاء
شركة نيلسن جراسنوت للبيانات حللت كل الركلات التي شهدتها آخر خمس نسخ من البطولة من علامة الجزاء، وبينها البطولة الحالية في قطر وخلصت إلى أن:
- التسديدة المنخفضة إلى جهة اليمين (50 في المئة) وإلى جهة اليسار (68 في المئة) هي الأقل من ناحية نسبة النجاح.
- معدل نجاح التسديدات باتجاه الجزء العلوي من المرمى، سواء في الزاوية أو في المنتصف، وصل إلى 100 في المئة من أصل 20 محاولة شملها التحليل.
ما الذي يدفع اللاعبين لتسديد ركلات الترجيح منخفضة ؟
يقول مات ميلر-ديكس، كبير المحاضرين في اكتساب المهارات بجامعة بورتسموث، في حديثه لرويترز “هامش الخطأ في توجيه التسديدات إلى هذا الجزء أقل من باقي المرمى.. لا يمكنك أن تسدد الكرات تحت مستوى الأرض لكنك بالطبع يمكنك أن تسددها أعلى من مستوى العارضة، لذا فإنها أشبه بشبكة أمان. ربما يكون اللاعبون أكثر ثقة في أوضاع أقل ضغطا بما يمكنهم من التسديد باتجاه الزاوية العليا”.
الخوف والتمويه
يقول ميلر-ديكس إن لغة الجسد والثقة يلعبان دورا في التسديد السليم، فإذا تمكن الخوف من اللاعبين خلال التسديد، أو تم استخدام التمويه بلغة الجسد بشكل متزايد لمغالطة الحارس، فإن اللاعب لن يسدد بالشكل الصحيح.
وقال ميل-ديكس “وصلني هذا الشعور من بعض أسوأ الركلات الترجيح في تلك المباراتين ربما حالة لاعبين ينطلقون ببطء شديد لتنفيذ الركلة ربما على أمل أن يرتمي الحارس في زاوية، لكنه لا يفعل ولا يسدد اللاعب الكرة باتجاه الزاوية الأخرى ليتصدى الحارس للتسديدة بصورة تبدو سهلة”.
وبالطبع تتباين وطأة الضغط النفسي للموقف من لاعب لآخر، لكن ميلر-ديكس يقول إن الضرر قد يحدث حتى من قبل أن يضع اللاعب الكرة على علامة الجزاء.
وقال “تظهر الأبحاث أن الركلة في حد ذاتها ليست مصدر كل الصعوبات التي يواجهها اللاعبون، وإنما الاصطفاف على خط منتصف الملعب والسير باتجاه منطقة الجزاء للتسديد”.
وتابع “لذا أعتقد أن من المهم ألا يقتصر استعداد اللاعبين على تسديد الركلات، وإنما السير إلى منطقة الجزاء.. هناك مختص في علم نفس الرياضي في المنتخبات أو الأندية ويجب عليهم المساعدة في إعداد اللاعبين نفسيا لتلك اللحظة”.