أعلن الممثل الكوميدي أحمد الغندور، المعروف بـ “الدحيح” على صفحته على إنستغرام عن قيامه بجولة عربية يختتمها في ديسمبر بعرض في جدة والرياض يومي 19 و20 ديسمبر. ونشر الغندور تدوينة قال فيها: «لأوّل مرة في الوطن العربي، الدحيح ينطلق في جولة جماهيرية كبرى تجمع بين العلم، المتعة، والطاقة الإيجابية في تجربة فريدة من نوعها أمام الجمهور العربي». ونجح صانع المحتوى والباحث المصري الشهير في تحويل الأفكار والعلوم المعقدة إلى أفكار بسيطة عبر يوتيوب. يذكر أن الدحيح حاصل على بكالوريوس في علم الأحياء وماجستير في علم التربية. واشتهر ببرنامجه “الدحيح” الذي يبسط فيها الأفكار المعقدة والعلوم بطريقة كوميدية. يُعتبر أحد أبرز المؤثرين في العالم العربي وقد تم اختياره في قوائم مؤثرين بارزين، وإذا أردت معرفة أعمق حول الكاتب التشيكي الغامض فرانتس كافكا مثلاً فلن تجد أفضل من الإضاءة التي يقدمها الدحيح رغم أن ذلك قد ينفرك من السفر إلى التشيك بلد كافكا الذي لايزال غارقا في متاهة بيروقراطية روايات كافكا.
هل هو عبقري البساطة في صلب التعقيدات؟
يمثل “الدحيح” نموذجاً فريداً في تبسيط العلوم، حيث يجمع بعبقرية بين العمق المعرفي والجاذبية الجماهيرية في آن واحد ويعتمد على تحضير وبحث عميقين لتقديم مادة فريدة من المعلومات الهامة بأسلوب مثير. ما يميزه أنه لا يقدم المعلومة بطريقة جافة أو أكاديمية، بل يحولها إلى تجربة مسلية تقوم على الحوار الذكي والسرد المشوق. في مركز هذا الأسلوب يقف هدف واضح هو جعل المعرفة متاحة وسهلة الفهم دون أن تفقد قيمتها العلمية. كما يعتمد الدحيح على تبسيط العلوم والأفكار الفلسفية والتاريخية المعقدة عبر لغة بسيطة وأمثلة قريبة من الحياة اليومية. يتفنن في تحويل المفاهيم الصعبة إلى صور ذهنية واضحة، مستخدماً تشبيهات مرحة وقصصاً قصيرة تزرع الفكرة في ذهن المشاهد بسهولة. هذه القدرة على الجمع بين المعلومة والخيال اللغوي هي من أهم أسباب انتشاره بين فئات مختلفة من الجمهور العربي. إلى جانب ذلك، يوظف الغندور الكوميديا والسخرية بذكاء بالغ، فيقدّم المحتوى الجاد في إطار ترفيهي يقوم على “التعليم عبر الترفيه”. النكات الخفيفة، المواقف الارتجالية، والاسكتشات القصيرة تخلق توازناً بين الجدّ والطرافة، مما يحول الحلقة إلى رحلة معرفية ممتعة لا يشعر فيها المشاهد بالملل أو التلقي السلبي. الشخصية التي يقدم بها الدحيح محتواه تلعب هي الأخرى دوراً محورياً. فملابسه البسيطة، طريقة جلوسه، حركته داخل الكادر، وحتى الإيماءات المألوفة أصبحت جزءاً من العلامة البصرية للمحتوى. هذا التميز البصري والكاريزما الطبيعية يخلقان رابطاً عاطفياً بينه وبين المشاهد، فيشعر الأخير أنه يستمع إلى “صديق مثقف” أكثر من كونه أمام محاضر أو أستاذ جامعي. يضاف إلى ذلك استخدامه المقرّب للغة العامية المصرية، الممزوجة بعبارات متداولة ولمسات محلية تجعل الحوار أكثر حيوية. كما أنه يعيد صياغة المصطلحات العلمية في قوالب جديدة ومضحكة، ما جعل جمهوره يتداول بعض المصطلحات كجزء من الثقافة الشعبية الرقمية. ورغم الطابع الكوميدي، لا يتنازل الغندور عن الدقة العلمية. حلقاته تقوم على بحث موسّع ومصادر موثوقة، مما يحافظ على مصداقية المحتوى. والطريقة التي يتفاعل بها مع جمهوره، عبر الأسلوب القصصي المباشر، تمنح المشاهد إحساساً بالصحبة والمعرفة المشتركة، وهذا سر البقاء والتأثير في مشروعه الإعلامي.

